شهدت الأشهر القليلة الماضية، تزايدًا في عدد الجرائم الأسرية بين اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية، الأمر الذي سلّط الضوء على المشاكل النفسيّة التي يواجهها السوريون نتيجة ظروف الحرب واللجوء والتغييرات الاجتماعية الكبيرة في الدول الغربية.
الجريمة الأخيرة، أودت بحياة طفلين سوريين طعنًا على يد والدتهما التي حاولت الانتحار بعد أن فارق ولداها الحياة، وذلك بعد أن حصلت العائلة على حقّ اللجوء في ألمانيا منذ قرابة ستة أشهر.
واعترفت الأم، الخميس 3 تشرين الثاني، بالجريمة، بعد أن وجدتها الشرطة جريحة في شقتها، وعثرت على الطفلة جينا 4 أعوام، وحامد الذي يبلغ عامًا واحدًا من العمر، بينما كان شقيق الوالد يحتمي في إحدى الغرف مع طفل رضيع.
وأرجعت الجانية سبب إقدامها على قتل طفليها إلى “الخلافات الأسرية”، وذك بحسب موقع “رور ناخريشتن” الألماني؟
كما أفاد المدعي العام، يورغ شوتل غوبل، أن الزوج وأخيه تم استجوابهما كشهود قبل أن يتم إطلاق سراحهما، ولم تعتبرهما السلطات من المشتبه فيهما.
وأضاف غوبل، أن عملية تشريح الجثتين انتهت، وتبيّن أنّ سبب الوفاة هو عدة طعنات سكين، لافتًا إلى أن الأم استخدمت “فيما يبدو” سكين مطبخ للطعن، وأشار إلى أنّ الطفلة الرضيعة لم تصب بمكروه لأنها لم تكن موجودة في غرفة النوم التي كان الطفلان الضحيتان نائمين فيها وقت الحادثة.
وتأتي حادثة مقتل الطفلين، بعد أيام من جريمة مشابهة في الدنمارك، إذ وجدت الشرطة الدنماركية، نهاية شهر تشرين الأول الماضي، جثة لامرأة سورية مع طفلتيها، في بيتهم الواقع في قرية ابينرا جنوب الدنمارك.
وفي بيان للشرطة الدنماركية، نقلته وسائل إعلام محلية، قالت إنها وجدت الجثث الثلاث داخل ثلاجة المنزل، دون وجود أي معلومات عن زوج الضحية ووالد الطفلين، وذلك بعد أيام قليلة عن انقطاع أخبار العائلة، التي منحت حقّ اللجوء في البلاد العام الماضي.
وتبدو الخلافات العائلية من أكثر المشاكل التي يتعرّض لها اللاجئون السوريون، الأمر الذي يرجعه المحللون النفسيون إلى تردّي الأحوال الاقتصادية للاجئين والضغوطات النفسية الكبيرة، فضلًا عن التغيرات الاجتماعية التي تواجه الرجال والنساء في الدول الأوروبية.
وكانت صحيفة دويتشه فيلله الألمانية، ألقت الضوء على موضوع الخلافات العائلية في ألمانيا، وأشارت إلى “ظاهرة مثيرة للاهتمام” وهي انفصال الزوجات السوريات عن أزواجهم.
وأشار الباحث الاجتماعي، روبرت شيولر، إلى أنّ “عنصر الاستقرار بين السوريين أصبح مستحيلًا”، على اعتبار أنّ أغلب “الزوجات السوريات يقضين حياتهن في حالة صمت ودون القدرة على التعبير، الأمر الذي يتغير في بلد يدعم حقوق المرأة ويشجعها على العمل والاستقلال المادي”.