هاجمت فصائل “نور الدين الزنكي” وجبهة “فتح الشام” وكتائب “أبو عمارة”، مقرات تجمع “فاستقم كما أمرت” في مدينة حلب، مساء أمس، الأربعاء 2 تشرين الثاني.
وأسفر الهجوم على سقوط قتلى وجرحى في صفوف التجمع، واعتقال عدد من قادته وعناصر، أبرزهم علاء سقار (أبو الحسنين)، وهو القائد العسكري العام لـ “فاستقم”.
ودخلت “الجبهة الشامية” في دائرة الأحداث، بإعلانها ليلًا تشكيل قوة فصل لفضّ النزاعات بين الأطراف، مطالبة جميع حواجز المدينة بعدم التعرّض لقوة الفصل، وداعيةً الفصائل المتنازعة إلى اللجوء إلى القضاء.
وتحدثت عنب بلدي إلى زكريا ملاحفجي، رئيس المكتب السياسي في تجمع “فاستقم”، وأوضح أن “كتائب أبو عمارة بدأت الهجوم ليلًا، ووضعت يدها على المقر الرئيسي للتجمع، وأحدثت نهبًا وسرقة فيه، كما حاول مقاتلوها السيطرة على باقي المقرات”.
محاولة اغتيال قائد “أبو عمارة”
وحول سبب الاقتتال، أوضح ملاحفجي أن قائد “أبو عمارة”، مهنا جفالة (أبو بكري)، طالب بتسليم شخص من التجمع، بحجة أن ضالع بمحاولة اغتياله السابقة، فما كان من التجمع إلا أن سلمه إياه فورًا، لتدّعي “أبو عمارة” ضلوع قائد “فاستقم”، صقر أبو قتيبة، بمحاولة اغتياله.
وكانت “أبو عمارة” نشرت تسجيلًا مصورًا أمس، بثت من خلاله اعترافات المدعو إسماعيل حسين مجدمي، واعترف من خلال التسجيل بتورط تجمع “فاستقم” بمحاولة اغتيال مهنا جفالة، وعمر سلخو، القائد العسكري لنور الدين زنكي في مدينة حلب.
ورد ملاحفجي على التسجيل المصور بالقول “لماذا يسلم التجمع قاتلًا إذا كان له علاقة بأبو قتيبة، ولماذا يكون الرد بالسيطرة على مقرات التجمع.. هذا فعل إجرام وشنيع جدًا”.
وأشار رئيس المكتب السياسي إلى أن الفصائل المعنية طرحت لجنة شرعية للوقوف على المسألة، فوافق أبو قتيبة، لكنه رفض الذهاب إلى مقر جبهة “فتح الشام”، إلا أنهم شددوا على ذلك، وتابع “هي حالة من الإذلال مهينة جدًا، من قبل فتح الشام والزنكي وأبو عمارة”.
وأكد ملاحفجي أن “أبو قتيبة محاصر الآن، وعلاء سقار (أبو الحسنين) وعدد من القادة معتقلون، وهذا الترتيب هو مخطط سابق من الجهات الثلاثة”.
سببٌ ثانوي؟
لكن هذه المسألة، بحسب بيان “فاستقم”، اليوم، كان لها سببٌ ثانوي أيضًا، إذ أن القيادة العامة للتجمع أمرت أمس باعتقال أحد القادة العسكريين في التجمع لمشكلة داخلية، وكان معه القيادي في “نور الدين الزنكي”، أبو بشير معارة، ليدّعي “الزنكي” أن أبو بشير قد اعتقل.
ليشعل السبب الثانوي فتيل الأزمة بين فصائل حلب، وباشرت الأطراف الثلاثة (الزنكي، أبو عمارة، فتح الشام) اقتحام مقرات “فاستقم”، واشتراط حضور صقر أبو قتيبة (المحاصر حاليًا) في محكمة جبهة “فتح الشام” في مدينة حلب، وهو ما لم يوافق عليه التجمع حتى ساعة إعداد الخبر.
يتزامن الاقتتال بين أبرز فصائل حلب (تجمع فاستقم، نور الدين الزنكي) مع حالة حصار فرضتها قوات الأسد على المدينة قبل شهرين، وتصعيد جوي روسي وسوري يستهدف البنى التحتية في حلب الشرقية، وسط محاولات فصائل “جيش الفتح” و”فتح حلب” فك الحصار من الجهة الجنوبية الغربية.