زين كنعان – إدلب
يُعاني القطاع الطبي من نقص حاد في المسلتزمات الطبية والأدوية، وأبرزها أدوية الأمراض المزمنة ومن ضمنها الأنسولين، الذي فُقد بشكل واسع النطاق في الشمال السوري، وبالأخص في إدلب وريفها، بعد أن كانت تؤمنه المنظمات الطبية المحلية والدولية.
صعوبات كبيرة تقف عائقًا أمام مرضى السكري، لتأمين عقار الأنسولين، بعد فقدانه وتوقف الجهات التي تؤمنه عن رفد الصيدليات والنقاط الطبية في إدلب وريفها، وقال الصيدلاني في بلدة كفرتخاريم بريف إدلب، نبيل السعيد، إن منظمات وأبرزها الجمعية الطبية السورية الأمريكية “SAMS”، كانت تؤمن العقار إلا أنه توقف قبل حوالي أربعة أشهر من اليوم.
شحنة أنسولين متوقفة في تركيا
يُفرز الأنسولين من خلايا “بيتا” في “جزر لانغرهانس” المكونة للبنكرياس، وينظم عملية بناء المواد الكربوهيدراتية من سكر ونشاء، كما لا يستطيع الأشخاص المصابون بالسكري حسب درجاته، البقاء دون الأنسولين، لذلك يتعاطون جرعات محددة يومية عن طريق الحقن تحت الجلد، وليس عن طريق الفم، لأن عصارة المعدة تتلف العقار. |
قبل سيطرة فصائل المعارضة على مدينة إدلب وريفها، 2015، كانت مديرية الصحة التابعة للنظام السوري تؤمنه، إلا أنها أوقفت توزيعه على المستوصفات في المنطقة، وفق السعيد، وأضاف في حديثه إلى عنب بلدي، أن مديرية الصحة التابعة لوزارة الحكومة المؤقتة، طرحت مشروعًا قبل أشهر لتأمين الأنسولين بكمية كافية لمدة عام كامل.
وقدّر الصيدلاني الكمية التي يحتاجها مرضى الشمال السوري بحوالي 20 ألف “فلاكونة”(أمبولة)، موضحًا أن “المديرية عرضت المشروع على المنظمات الداعمة دون أي تجاوب، بل اكتفت بوعود خجولة كُلفتها الانتظار الذي يدفعه المرضى”. قبل سيطرة فصائل المعارضة على مدينة إدلب وريفها، 2015، كانت مديرية الصحة التابعة للنظام السوري تؤمنه، إلا أنها أوقفت توزيعه على المستوصفات في المنطقة، وفق السعيد، وأضاف في حديثه إلى عنب بلدي، أن مديرية الصحة التابعة لوزارة الحكومة المؤقتة، طرحت مشروعًا قبل أشهر لتأمين الأنسولين بكمية كافية لمدة عام كامل.
عنب بلدي تحدثت إلى الدكتور تامر ملا حسن، مدير العمليات في مكتب جمعية “SAMS” في تركيا، وأكد نقص الأنسولين في تلك المناطق، لافتًا إلى أن شحنة كبيرة متوقفة في الميناء منذ ستة أشهر،”بسبب إشكاليات حول دخولها من قبل الحكومة التركية”.
وتحوي الشحنة حوالي 18 ألف أمبولة، على أن تكفي مرضى السكري في الشمال السوري لأكثر من ستة أشهر، وفق ملا حسن، وأشار إلى أن الجمعية في طور شراء إسعافي سريع لحوالي 2500 “فلاكونة”، لتغطية النقص ريثما تدخل الشحنة خلال فترة قريبة.
ويرى مدير مكتب تركيا في “SAMS”، أن من لديه مخزون من الأنسولين لم يتأثر بشكل كبير، إلا أن منافذ توزيع الأنسولين التي تديرها الجمعية، وتوزع العقار في إدلب وريفها من خلال أربعة مراكز، لمن عمرهم أقل من 25 عامًا، توقفت بشكل كامل، مردفًا “منذ أربعة أشهر أرسلنا إليهم دفعة ولكن الاستهلاك الكبير للمرضى، ويتجاوز عددهم ألف مريض مسجلين لدى الجمعية فقط، يتطلب تزويدًا مستمرًا أو شحنة كبيرة”، وفق تعبيره.
أسعار الأنسولين مرتفعة
أحد العاملين في مديرية صحة إدلب (رفض كشف اسمه)، قال لعنب بلدي إن مستودع المديرية لم يدخله سوى ألف أمبولة من الأنسولين خلال الأشهر الأربعة الماضية، مؤكدًا أن الكمية لا تكفي المرضى ذوي الحالة السيئة، “ما يزيد من معاناتهم باعتبارهم يضطرون لشرائه بأسعار باهظة بحكم ندرته”.
وعزا العامل عدم توجه الصيدليات والمراكز الطبية الخاصة في المنطقة لشراء الأنسولين، إلى ارتفع سعره وانقطاع الكهرباء المستمر، “لا أحد يستطيع تحمل كلفة شرائه، كما يمكن أن يتلف العقار في حال لم يحفظ جيدًا”.
بدوره يعاني الحاج أحمد عباد (50 عامًا)، من مرض السكري، بينما أدى نقص الأنسولين إلى تدهور حالته الصحية، الأمر الذي دعاه إلى تأمينه عن طريق بعض التجار الذين يجلبونه من مناطق سيطرة النظام، بينما يحصل عليه بعضهم عن طريق تركيا، إلا أنه يؤكد لعنب بلدي أنه لا يستطيع دفع ثمنه باستمرار بسبب غلائه، “يباع الأنسولين القادم من مناطق النظام بأضعاف ثمنه”.
وعبّر عباد عن استيائه من المنظمات الطبية، وقال إنها لا تهتم بأصحاب الأمراض المزمنة، مؤكدًا غياب أي مركز رعاية أو تأهيل لرعاية مرضى السكري في إدلب وريفها.
وتبقى حلول مشكلة فقدان العقار غير واضحة المعالم حتى ساعة إعداد التقرير، بينما تُحاول المنظمات المعنية تلافي الخلل، لمنع حدوث اختلاطات عند مرضى السكري، الذين يحتاجون عناية طبية ومراقبة مستمرة، إلا أن القائمين عليها يؤكدون أن صعوبات مختلفة تقف في طريقهم.