عنب بلدي – خاص
تراجعت فصائل المعارضة خلال الأيام الماضية في ريف حماة الشمالي، وكانت آخر خسارتها بسيطرة قوات الأسد على مدينة صوران، الخميس 27 تشرين الأول الجاري، وسط انتكاسات تعاني منها الفصائل، من الممكن أن تعيدها إلى نقطة الصفر، حين بدأت معاركها في المنطقة نهاية آب الماضي.
واستعادت قوات الأسد السيطرة على حي المنصورة ومعملي “الآيس كريم” و”البلوك”، غرب صوران، فغدت على مقربة من مدينة طيبة الإمام، بوصولها إلى المناطق الشرقية المحيطة بالمدينة، بينما استمرت بالتمهيد على كل من اللطامنة ولحايا.
تقدم القوات في صوران، جاء بعد أن سيطرت على بلدة معردس في محورها الجنوبي، وقال مراسل عنب بلدي إنها عززت سيطرتها على البلدة، بعد انسحاب فصائل المعارضة منها، الاثنين 17 تشرين الأول، بينما تحظى صوران بأهمية استراتيجية كبيرة، إذ تقع على الطريق الدولي الواصل بين حماة وحلب، وتعتبر البوابة الشرقية لطيبة الإمام الخاضعة لسيطرة المعارضة.
“جيش العزة” وحيدًا
حتى معركة صوران الأخيرة، استمرت فصائل “جيش العزة”، و”جيش النصر”، و”أبناء الشام”، في مواجهة قوات الأسد، إلا أن عشرات الفصائل انسحبت من المعركة أبرزها فصائل “جيش الفتح”، متمثلة بجبهة “فتح الشام”، وحركة “أحرار الشام الإسلامية”، والتي عزفت عن المشاركة في المعارك، منذ بدء الاقتتال بين الأخيرة وفصيل “جند الأقصى”، 6 تشرين الأول الجاري.
وعزا مصدر في “الجيش الحر” (رفض كشف اسمه) تقدم قوات الأسد في الفترة الماضية إلى انكفاء عدد من فصائل المعارضة وانسحابها من مناطق رباطها شمال وشمال شرق حماة، موضحًا في حديثه إلى عنب بلدي أن الاقتتال بين “أحرار الشام” و”جند الأقصى” أحدث فراغًا كبيرًا على الجبهات، تقدمت خلاله قوات الأسد.
“الأحرار” و”فتح الشام”، و”فيلق الشام”، باتوا فعليًا خارج المعارك منذ ذلك الوقت، وهذا ما ساعد في تقدم قوات الأسد لتسيطر تدريجيًا على معظم القرى التي تقدمت فيها المعارضة، وأبرزها: الطليسية والزغبة ومعان وكوكب، ومؤخرًا معردس وصوران، بعد أن وصفت المعارك بأنها “الأوسع نطاقًا” منذ بدء الثورة.
تخوّف على طيبة الإمام
يتمركز فصيل “جند الأقصى” حاليًا داخل طيبة الإمام، إلى جانب “جيش العزة وفصائل أخرى، إلا أن كثافة الهجمات على المنطقة تنذر بتقدم محتمل للسيطرة على “الطيبة” ومدينة حلفايا أيضًا، وهذا ما يعيد المعارك إلى بدايتها، بعد أن حققت المعارضة تقدمًا غير مسبوق، واعتبرته فرصة ذهبية لدخول مدينة حماة، وطرد قوات الأسد منها.
ولم تُرصَد أي تحركات لقوات الأسد باتجاه المدينة حتى السبت 29 تشرين الأول، إلا أن ناشطين يرون أن اندماج “جند الأقصى” بجبهة “فتح الشام”، في التاسع من الشهر الجاري، وخروج “الجند” من المعركة، كان سببًا رئيسيًا لما هو الحال عليه اليوم في ريف حماة الشمالي.
لا عودة قريبة لاشتعال المعارك في ريف حماة، وفق المعطيات الراهنة، وخاصة أن فصائل المعارضة بدأت معركتها غرب حلب قبل أيام، والتي تعتبر الأوسع نطاقًا في المنطقة منذ بدء الثورة، بعد تلك الأخيرة قبل شهرين، واستطاعت خلالها الفصائل فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية، ثم مالبثت أن خسرتها لصالح قوات الأسد.