شقيقتان تتفوقان في الشهادتين.. “نسائم خير” تُكرّم الأوائل في إدلب

  • 2016/10/30
  • 9:08 ص
الشقيقتان تيماء وريماز جبان خلال تكريمهما في إدلب - الأربعاء 26 تشرين الأول (عنب بلدي)

الشقيقتان تيماء وريماز جبان خلال تكريمهما في إدلب - الأربعاء 26 تشرين الأول (عنب بلدي)

عنب بلدي – إدلب

لم يكن تكريم الطلاب المتفوقين في إدلب حدثًا عاديًا هذا العام، إذ جذبت قصة تفوق شقيقتين في الشهادتين أنظار العشرات، ممن حضروا حفل تكريم الأوائل في شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة بفرعيها الأدبي والعلمي، ونظمته منظمة “نسائم خير” التعليمية، الأربعاء 26 تشرين الأول.

تفوّق ثنائي في منزل واحد 

 تأسست منظمة “نسائم خير” نهاية عام 2012، وتهتم بالجانب التربوي والإغاثي والتنموي في إدلب وريفها، ودعمت نشاطات سابقة في الشمال السوري، بما فيها المشاريع التعليمية.

تعيش كلٌ من تيماء وريماز جبّان مع جدتهما في معارة الأرتيق التابعة لريف حلب، منذ أن توفيت والدتهما قبل سبع سنوات، ورغم ظروف وصفتها الشابتان بأنها “صعبة”، نالت كلٌ منهما المركز الأول في الشهادتين، وتفوقتا على باقي زملائهما الأوائل الذين كُرّموا في الحفل وعددهم 13 طالبًا وطالبة.

تيماء الشقيقة الكبرى لريماز حصلت على علامة 238 من مجموع الدرجات الكلي 240 درجة في القسم العلمي من الثانوية، إلا أن أختها نالت المجموع الكامل في التعليم الأساسي (280 درجة)، وترى تيماء في حديثها لعنب بلدي أن الفضل في تفوقها يعود لوالدها العامل في الحقل التربوي، “يعود الفضل بعد الله لوالدي الذي اهتم بنا كثيرًا، فسرنا على خطاه في حبنا للعلم”.

والد الطالبتين مدرّس مادة الرياضيات، وأحد العاملين في مديرية التربية والتعليم بإدلب، محمد جبّان، يقول لعنب بلدي إن تعبه لم يذهب سدىً رغم أنهما تعيشان في “ظروف استثنائية”، وتوافقه ابنته الكبرى مؤكدة أن “أصعب فترة عشتها كانت في ظل النزوح، ثلاثة أشهر كنا نقطن مع عدة عوائل في غرفة واحدة، وكان الوضع الدراسي صعبًا للغاية”.

ولم تستغرب ريماز نتيجتها كما تقول لعنب بلدي، مضيفةً “عندما أخبروني بمجموعي التام لم أستغرب فقد كنت أتوقع ذلك إذ لكل عملٍ دؤوب ثمرة، ولن أتوقف حاليًا عن طلب العلم، لذلك بدأت منذ فترة بدورة مكثفة لتأهيل نفسي استعدادًا للشهادة الثانوية”.

مجزرة حاس تزامنت مع التكريم

بينما ضجت القاعة، التي احتضنت حفل التكريم داخل مدينة إدلب، بأصوات الحاضرين، وبدأ بعرض تقديمي لأعمال المنظمة تحدث عن الوضع التعليمي في المنطقة، وفق رؤية بعض أعضاء مديرية التربية، قتلت غارات الطيران الحربي 22 شخصًا، معظمهم طلاب ومدرسون، باستهدافها تجمعًا للمدارس في بلدة حاس بريف المدينة.

عمر البرادعي، الذي حضر نيابة عن مديرها جمال شحود، قال لعنب بلدي “إنهم يحاربوننا بقتل العلم فينا وعلينا أن نحاربهم بالقلم والسلاح معًا”، معبرًا عن ألمه لما جرى في حاس “آلمني خبر قصف تجمع طلاب حاس وأنا في طريقي إلى الحفل.. عزائي لأهالي المعلمين والطلاب الذين قضوا في تلك المجزرة”.

وأهدت المتفوقة ريماز نجاحها وتفوقها لأهالي “شهداء حاس”، مؤكدةً أن مشهد الذين فقدوا أطفالهم “تكرر في المدينة مئات المرات،  ولكن لابد لنا أن نتابع المشوار”.

المتفوقات بين متابعة الدراسة وتركها

الشابة هديل قزموز، والتي حازت على المركز الأول في الفرع الأدبي، تقول لعنب بلدي إن الدراسة تطلبت منها جهدًا مضاعفًا، إلا أنها استطاعت المتابعة، لكنها حسمت أمرها في التوقف مؤقتًا، “أجد نفسي مضطرة إلى ترك  دراستي حاليًا لصعوبة التسجيل في الجامعات داخل المناطق المحررة”، مردفةً “كنت أنوي التسجيل في كلية الأدب العربي ولكن ليس هناك اعتراف بالجامعات”.

ويرى والدها محمد فاخر، أن لوالدتها الدور الأكبر في تفوقها، “وضعت لها برنامجها الدراسي وساعدتها”، إلا أن “الظروف الصعبة دعتها لدراسة الفرع الأدبي بدلًا من العلمي، وفق تعبيره.

ترغب صاحبة المركز الثالث في الفرع العلمي، الطالبة هدى محمد رضا باكير، بمتابعة دراستها في الطب البشري، والاختصاص في قسم طب الأطفال، وتؤكد لعنب بلدي أنه رغم غياب الاعتراف عن الجامعات “إلا أن لذة التفوق ومعالجة الجرحى الذين يتساقطون يوميًا تكفينا”، داعيةً الطلاب الجدد في الثانوية “استمروا وتفوقوا كما فعلنا لنبني بلدنا من جديد”.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع