المسرح والتمثيل طريقٌ للسلام في “بسمة وزيتونة”

  • 2016/10/30
  • 3:08 ص
نشاط في مركز "بسمة وزيتونة" في غازي عنتاب التركية - تشرين الأول 2016 (عنب بلدي)

نشاط في مركز "بسمة وزيتونة" في غازي عنتاب التركية - تشرين الأول 2016 (عنب بلدي)

من التجارب البارزة في التعامل مع الطفل والتخفيف من صدماته، نشاطات “بسمة وزيتونة”، المنظمة التي تطرح حلولًا مبتكرة في هذا المجال، وهذا ما تعتمده اليوم، في أحد مشاريعها التي تركز على التمثيل المسرحي لتفريغ أزمات الطفل وما يدور في مخيلته.

بدأت المنظمة عبر مجموعة من الشباب السوري في لبنان عام 2012 بتقديم مساعدات إغاثية للاجئين في مخيم شاتيلا في بيروت، الذي يضم سوريين وفلسطينيين ولبنانيين، تحت اسم “بسمة وزيتونة”، إلى أن رخصت المنظمة في لبنان عام 2014، وتوسعت إلى المرج والبقاع وطرابلس والنبعة، ثم إلى تركيا في غازي عنتاب وأورفة.

برنامج التربية على السلام

في منزل “عربي” صغير وسط أحياء المدينة القديمة في غازي عنتاب التركية، تستقبل “بسمة وزيتونة” أطفالًا بشكل يومي، وتطبق برامجها عليهم، تقول “ميرا”، مشرفة مشروع التربية على السلام في المنظمة، إن هذا المشروع يعمل على الدعم النفسي عن طريق الفنون التعبيرية وتمثيل الواقع بالمسرح، والموسيقا، ويستهدف الطفل السوري الذي مر بأزمات نفسية متراكمة خلال الحرب، فأصبح لديه فرصة من أجل التعبير عما مرّ به بتمثيل الواقع مع أصدقائه.

وتوضح “الطفل يخبرنا قصته ويختار ثلاثة من أصدقائه الذين معه، يختار شخصًا يمثله وشخصًا آخر سيئًا، وعندما يشاهد قصته مطبقة على شخص آخر أمامه، تخف عنده عتبة الألم، ويساعده في التفريغ بأنه ليس الوحيد الذي تعرض لهذه الصدمة ومن الممكن لأي شخص التعرض لمثل ذلك”.

تجري المنظمة جلسات “بناء ثقة” بين الأطفال بحسب أعمارهم، وبعد بناء الثقة لا يسمح لطفل جديد بالدخول، كما لا يتم تمثيل الواقع أمام الأهل لضمان خصوصية الطفل وعدم إحراجه أثناء التمثيل.

وتضيف “ميرا”، “لاحظنا تغير الطفل، منذ بدأنا في تشرين الثاني 2015، ولاحظنا التغير الكبير بين الأطفال الذين استمروا معنا حتى الآن، والأشياء التي مروا بها وطريقة تناولها، لا أقول إنهم عادوا طبيعيين وبوضع مثالي، إلا أنه أصبحت للطفل مساحة أمان يعبر فيها عن نفسه بطريقة أفضل”.

تقيس المنظمة التحسن في سلوك الطفل باستمارات قبل دخوله وخضوعه لأي جلسة، لقياس المعرفة والمرونة عند الطفل، إلى جانب استمارة مع الأهل لقياس مدى معرفتهم بالطفل وعاداته وماذا يحب، وعند نهاية البرنامج تطبق الاستمارات ذاتها، وبذلك يتم قياس نسب المرونة ومقدار تغيرها.

أقامت المنظمة احتفالية، في 30 نيسان الماضي، بعد نهاية تدريب برنامج “تربية السلام” في كنيسة بمنطقة إيران بازار، وضمت الاحتفالية مواهب أطفال أرادوا الغناء، ضمن كورال أسسته المنظمة بالتعاون مع متطوع، وأدوا أغنيتين للفنانة ريم بنا.

وشهدت الاحتفالية مسرحيتين، لعب بطولتها أطفالٌ ويافعون، وضمن كل فقرة طفل يروي تجربته بلغته قبل انضمامه لـ”بسمة وزيتونة” وكيف أصبح بعد انتسابه لها.

تمثيل الواقع هو تطبيق تدرب القائمون على الجمعية عليه قبل الأطفال، بحسب “ميرا”، التي تؤكد أن تمثيل الحالة التي مرّ بها الطفل تساعده في تخفيف عتبة الألم لديه.

مدونة سلوك تحدّ من انتهاكات الأعضاء

بعد مقابلة الشخص الذي سينضم إلى الفريق، يخضع لدورة تدريبية، تحت مظلة مدونة السلوك، وهي حجر الأساس لدى المنظمة، والتي تحظر بنودها التمييز الطائفي، والعرقي، والسياسي، وأي نوعٍ من الاستغلال الجنسي، والعنف اللفظي، والجسدي.
ويدور التدريب حول مظاهر يتطلب من المدرب مراعاتها كطريقة كلامه، ولباسه، تقول “ميرا”، “نحن حريصون على مراعاة ذلك، بحيث لا يبدأ من سيعمل معنا قبل توقيعه على المدونة ويتم مراقبتها من قبل مشرف المركز وإعطاء الملاحظات المناسبة لضمان سوية واحدة في العمل”.

ما معايير اختيار الأطفال؟

لا توجد معايير أو “فلاتر”، كل طفل مرحب به ولا يوجد أي تصنيف، بحسب مسؤولة مشروع تربية السلام، التي تؤكد أن “مكان المركز ضمن الفئة الشعبية والبيئة الفقيرة، ولا يوجد تمييز لأن كل الأطفال من نفس البيئة”.

الهدف من البرنامج الأول هو رفع مقاومة الطفل للأحداث التي مر بها خلال السنوات الماضية، وتقليل عدد الأطفال الذين يتوقع دخولهم في النزاع المسلح.

وفي الجزء الثاني يهدف التدريب إلى تعريف الطفل بذاته ووعيه للمحيط والمجتمع، وقد يتطور لمعرفة الكون والفضاء والتفكير بسلمِ أكثر ما بينه وبين أصدقائه، وأيضًا إدراك الطفل للمكان الذي يعيش فيه كون الطفل ليس ببلده، وهي خطوة تنبهه إلى معرفة الخدمات التي حوله ضمن البلد، كالتوجه إلى المسجد إن ضاع أو المشفى أو قسم الشرطة.

تابع قراءة ملف: من المهد إلى الحرب.. أطفال سوريا كبروا

– أطفال مقاتلون في سوريا.. جميع الأطراف تنتهك القانون

– أرقام “مخيفة” عن واقع الأطفال في سوريا

– “يونيسف” لعنب بلدي: لا نستطيع الوصول لكل الأطفال وتحديد المجرم ليس مهمتنا

– المعاهد الشرعية للأطفال.. منهجٌ يلقى قبولًا في إدلب

– معلمون يعملون “آباءً” لأبناء الشهداء في إدلب

– الغوطة الشرقية.. المجالس المحلية ومديرية التربية ترعيان التعليم

– مكتب “أصدقاء اليتيم” يرعى نشاطاته في دوما

– “بيت العطاء” مدرسة داخلية لرعاية الأيتام في الغوطة الشرقية

– “لمسة عافية” يرعى ذوي الاحتياجات الخاصة

– روضة “البيان” تنفرد برعاية الصم والبكم في الغوطة

– إصلاحية للأطفال “الأحداث” تُعيد تأهيلهم في الغوطة الشرقية

– حوران.. “غصن زيتون” تجربة رائدة في العناية بالطفل

– أطفال أطلقوا شرارة الثورة ثم غطوها إعلاميًا

– نشاطات لإنقاذ أطفال حلب.. التسرب من التعليم طال نصفهم

– حمص.. المنظمات والهيئات تُخفف معاناة الأطفال والمشاكل مستمرة

– “الإدارة الذاتية” تُجهّز منهاجًا جديدًا للتلاميذ والطلاب في الحسكة

– أطفال سوريون أثارت مأساتهم الرأي العام العالمي

– الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.. معركة بعد المعركة

– المسرح والتمثيل طريقٌ للسلام في “بسمة وزيتونة”

– الطفل السوري ضحيةٌ لجميع الحروب

لقراءة الملف كاملًا: من المهد إلى الحرب.. أطفال سوريا كبروا

مقالات متعلقة

تحقيقات

المزيد من تحقيقات