خمسة أعوام ونصف على انطلاق الثورة ضد النظام السوري في آذار 2011، حملت مشاهد مأساوية لأطفال توفوا أو أصيبوا بظروف مختلفة، وأثارت مأساتهم التي رصدها الإعلام المحلي والأجنبي، الرأي العام العالمي.
ورغم الاهتمام الدولي بحوادث مقتل وإصابة الأطفال في سوريا، وما تبعها من تنديد واستنكار ولغة وعيد لنظام الأسد باعتباره المتسبب الأول بها، إلا أن ذلك لم يغير شيئًا، فالنظام مازال على حاله في دمشق، دون أن تنجح المنظومة الدولية بمحاسبته أو حتى الشروع بذلك.
حمزة الخطيب
الطفل حمزة علي الخطيب، من مواليد بلدة الجيزة في محافظة درعا، عام 1997، خرج مع أهالي بلدته في مظاهرة هتفت لفك الحصار عن مدينة درعا، التي كانت شرارة الثورة السورية، في نيسان 2011.
اعتقل حمزة من قبل عناصر الأمن العسكري في حاجز بلدة صيدا، 29 نيسان، وسلّم جثة هامدة لأهله في 25 حزيران من العام ذاته، وبدت عليها آثار التعذيب والتشويه، بشكل غير مسبوق في سوريا آنذاك.
أحدث مقتل الخطيب والتمثيل بجثته غضبًا في الشارع الحوراني، وخرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، وطالبوا بإسقاط الأسد ونظامه، وتحدثت عنه عشرات الصحف ووسائل الإعلام العربية والعالمية، وندد سياسيون غربيون بالحادثة، ومايزال اسمه محفورًا في ذاكرة السوريين حتى اليوم.
هاجر الخطيب
الطفلة هاجر الخطيب، من مواليد مدينة الرستن في محافظة حمص، عام 2000، خرجت كالمعتاد من مدرستها “الروافد”، ظهيرة الاثنين 29 أيار 2011، وركبت حافلة خاصة تقلها يوميًا إلى منزل عائلتها.
على طريق العودة، استهدف عناصر تابعون لقوات الأسد الحافلة، ما أدى إلى مقتل الطفلة على الفور، وإصابة خمسة من أشقائها وأبناء عمومتها.
ضجّت مدينة الرستن وتلبيسة المجاورة وسائر محافظة حمص بمقتل الطفلة، وخرجت مظاهرات عارمة طالبت بالقصاص من القتلة، ومحاسبة النظام السوري، واعتبرها مراقبون أحد عوامل تأجيج المظاهرات ضد الأسد، إلى جانب حمزة الخطيب.
آلان الكردي
الطفل آلان عبد الله شنو، من مواليد مدينة “عين العرب” (كوباني) في ريف حلب الشرقي، عام 2011، وعرف عالميًا بـ “آلان الكردي” أو “إيلان الكردي”، انتقل مع عائلته من “كوباني” نحو مدينة دمشق، ليخرج بعدها إلى تركيا، ومن ثم إلى اليونان عن طريق البحر، حيث غرق مركبهم، بتاريخ 2 أيلول 2015.
توفي آلان وشقيقه غالب، ووالدته ريحان أيضًا، بينما نجا والدهما عبد الله من الغرق، واستقبل المئات من أهالي “كوباني” جثامين الضحايا، حيث دفنوا في مسقط رأسهم.
حادثة غرق آلان وعائلته شغلت وسائل الإعلام العربية والأجنبية، كما شارك عدد كبير من مشاهير الرياضة والفن والأدب من كل أرجاء العالم في فعاليات، لفتوا من خلالها إلى مأساة السوريين وعذاباتهم في رحلتهم الطويلة للوصول لحلم اللجوء الأوروبي، فيما دعا العديد من السياسيين العالم لضرورة إيجاد حل حقيقي للتخفيف من معاناتهم، من خلال استقبال أعداد أكبر من هؤلاء اللاجئين.
قصي عبطيني
الطفل قصي فهد عبطيني، من مواليد مدينة حلب، عام 2001، هو بطل الجزء الأول من مسلسل “أم عبدو الحلبية”، ولعب دور زوجها “أبو عبدو”، وحاز على إعجاب مئات الآلاف ممن تابعوه على موقع “يوتيوب”.
درس قصي في مدرسة عبد الرحمن الغافقي، إلى أن اقتحمت الثورة السورية حياته في عامه العاشر، وهنا تغير واقعه ليخطفه الموت شهيدًا على طريق “الكاستيلو” خلال محاولة عائلته الفرار من شبح الحصار في 8 تموز من العام الجاري، بعد استهداف سيارة عائلته من قبل قوات الأسد.
نالت قصة قصي عبطيني حيزًا واسعًا من اهتمام الإعلام العربي والغربي، وتفاعل معها ناشطو الثورة السورية، والذين أملوا أن “ينعم قصي بالحرية في ملاذه الأخير”، كحال الآلاف من أطفال سوريا.
عمران دقنيش
الطفل عمران دقنيش، من مواليد مدينة حلب، عام 2011، نجا من الموت بأعجوبة بعد قصف تعرض له منزل عائلته في مدينة حلب بتاريخ 17 آب الماضي، والتقطته كاميرا مركز “حلب الإعلامي” عند دخوله سيارة الإسعاف، وهو ملطخ بالغبار والدماء، وسط حالة من الصمت والذهول.
بعد ثلاثة أيام، توفي الطفل علي دقنيش، شقيق عمران، متأثرًا بجراحٍ أصيب بها جراء ذات الغارة الجوية التي استهدفت منزل العائلة في حي القاطرجي.
صمت عمران وحركاته دون أن يبدي أي رد فعل أو بكاء بعد إخراجه من تحت الأنقاض، أحدث صدمة في العالم دفعت أبرز الصحف العالمية إلى وصفه بـ “أيقونة الحرب السورية”، ودفعت سياسيين غربيين وعرب للحديث عنه، في حين اعتبر بشار الأسد أن صورته كانت مجرد “تمثيلية”.
تابع قراءة ملف: من المهد إلى الحرب.. أطفال سوريا كبروا
– أطفال مقاتلون في سوريا.. جميع الأطراف تنتهك القانون
– أرقام “مخيفة” عن واقع الأطفال في سوريا
– “يونيسف” لعنب بلدي: لا نستطيع الوصول لكل الأطفال وتحديد المجرم ليس مهمتنا
– المعاهد الشرعية للأطفال.. منهجٌ يلقى قبولًا في إدلب
– معلمون يعملون “آباءً” لأبناء الشهداء في إدلب
– الغوطة الشرقية.. المجالس المحلية ومديرية التربية ترعيان التعليم
– مكتب “أصدقاء اليتيم” يرعى نشاطاته في دوما
– “بيت العطاء” مدرسة داخلية لرعاية الأيتام في الغوطة الشرقية
– “لمسة عافية” يرعى ذوي الاحتياجات الخاصة
– روضة “البيان” تنفرد برعاية الصم والبكم في الغوطة
– إصلاحية للأطفال “الأحداث” تُعيد تأهيلهم في الغوطة الشرقية
– حوران.. “غصن زيتون” تجربة رائدة في العناية بالطفل
– أطفال أطلقوا شرارة الثورة ثم غطوها إعلاميًا
– نشاطات لإنقاذ أطفال حلب.. التسرب من التعليم طال نصفهم
– حمص.. المنظمات والهيئات تُخفف معاناة الأطفال والمشاكل مستمرة
– “الإدارة الذاتية” تُجهّز منهاجًا جديدًا للتلاميذ والطلاب في الحسكة
– أطفال سوريون أثارت مأساتهم الرأي العام العالمي
– الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.. معركة بعد المعركة
– المسرح والتمثيل طريقٌ للسلام في “بسمة وزيتونة”
– الطفل السوري ضحيةٌ لجميع الحروب
لقراءة الملف كاملًا: من المهد إلى الحرب.. أطفال سوريا كبروا