تحتضن الغوطة الشرقية عشرات المنظمات الإنسانية المهتمة بالطفل، ويراها مراقبون للملف السوري تجربة ناجحة في عملها وتنظيمها رغم الحصار، وإن كانت الجهود المبذولة تتوزع على تلك المنظمات، ولا تُدار من قبل جهة معينة.
وبينما تكفل بعض المنظمات الأيتام ماديًا، تحاول مع غيرها في الوقت ذاته، سد ثغراتٍ حفرتها الحرب في طريق ومستقبل هؤلاء الأطفال.
وتُساهم المجالس المحلية في الغوطة، برعاية الأطفال على الصعيد التعليمي بشكل خاص، في حين تقل نسبة مساهمتها المباشرة في النشاطات الأخرى، فتقتصر على التنسيق والتعاون مع المنظمات المهتمة بالطفل، دون رعاية مشاريع تستهدف الفئات الأكثر ضعفًا منه في المجتمع.
لا تقف عنب بلدي على كافة النشاطات التي تستهدف الطفل في الغوطة، بل تحاول تسليط الضوء على بعض التجارب الناجحة، التي تعكس الجانب المضيء في رعاية الأطفال، وسط غياب إحصائية واضحة لعدد المنظمات العاملة في هذا المجال داخل الغوطة، وعدم توفر أخرى دقيقة لأعداد من يحتاجون منهم لرعاية في مجالات مختلفة.
يرعى مجلس المحافظة في ريف دمشق العملية التعليمية للأطفال، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، التابعة للحكومة المؤقتة، بينما يقتصر الاهتمام بالفئات المتضررة على المنظمات، ويقول خليل عيبور، رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما، لعنب بلدي، إن المجلس يساهم بالتنسيق مع المنظمات من خلال حملات توعية بهذا الخصوص، عبر مكتب المرأة فيه.
تنتشر مظاهر الفقر بشكل واسع في الغوطة الشرقية، ويرى هشام حوا، مسؤول العلاقات العامة في مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق، أن ذلك يؤثر على سير العملية التعليمية، من خلال التسرب والانقطاع عن الدراسة، بسبب عمل معظم الأطفال لتأمين رزق عوائلهم، كما أن الخوف من القصف يمنع بعض الأهالي من إرسال أطفالهم إلى المدرسة، مردّدين عبارة “يقعد بالبيت وما يتعلم أحسن ما أخسره”.
يُقارب عدد الطلاب والتلاميذ في مدارس الغوطة الشرقية التابعة للمديرية، 39 ألف طالب وتلميذ، ممن هم تحت سن 18 عامًا، ثلث العدد من الحلقة التعليمية الأولى (من الصف الأول إلى الرابع)، بينما تستقطب مدارس التعليم الأهلي والخاص والخيري ربع طلاب الغوطة، ويصل عدد الأطفال فيها إلى 11 ألف طالب، ويقول حوا إن جميع الطلاب والتلاميذ يدرسون في 132 مدرسة عامة، و42 مركز تعليم أهلي وخاص.
لم تجد مديرية التربية قوة ملزمة للأهالي لإعادة الأطفال إلى المدارس، إلا أنها عملت على وسيلة تعتبرها “ناجعة” وهي ربط الإغاثة بالتعليم، وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي، ويقول حوا إن المديرية تطبقها منذ شهر أي مع انطلاق العام الدراسي الحالي، مؤكدًا أنها “عالجت نسبة كبيرة من المشكلة ولم تُلغِها، إذ ليست كل العائلات تحصل على مساعدات إغاثية، حتى نلزمهم بتسجيل طفلهم في المدرسة”.
تابع قراءة ملف: من المهد إلى الحرب.. أطفال سوريا كبروا
– أطفال مقاتلون في سوريا.. جميع الأطراف تنتهك القانون
– أرقام “مخيفة” عن واقع الأطفال في سوريا
– “يونيسف” لعنب بلدي: لا نستطيع الوصول لكل الأطفال وتحديد المجرم ليس مهمتنا
– المعاهد الشرعية للأطفال.. منهجٌ يلقى قبولًا في إدلب
– معلمون يعملون “آباءً” لأبناء الشهداء في إدلب
– الغوطة الشرقية.. المجالس المحلية ومديرية التربية ترعيان التعليم
– مكتب “أصدقاء اليتيم” يرعى نشاطاته في دوما
– “بيت العطاء” مدرسة داخلية لرعاية الأيتام في الغوطة الشرقية
– “لمسة عافية” يرعى ذوي الاحتياجات الخاصة
– روضة “البيان” تنفرد برعاية الصم والبكم في الغوطة
– إصلاحية للأطفال “الأحداث” تُعيد تأهيلهم في الغوطة الشرقية
– حوران.. “غصن زيتون” تجربة رائدة في العناية بالطفل
– أطفال أطلقوا شرارة الثورة ثم غطوها إعلاميًا
– نشاطات لإنقاذ أطفال حلب.. التسرب من التعليم طال نصفهم
– حمص.. المنظمات والهيئات تُخفف معاناة الأطفال والمشاكل مستمرة
– “الإدارة الذاتية” تُجهّز منهاجًا جديدًا للتلاميذ والطلاب في الحسكة
– أطفال سوريون أثارت مأساتهم الرأي العام العالمي
– الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.. معركة بعد المعركة
– المسرح والتمثيل طريقٌ للسلام في “بسمة وزيتونة”
– الطفل السوري ضحيةٌ لجميع الحروب
لقراءة الملف كاملًا: من المهد إلى الحرب.. أطفال سوريا كبروا