الفريق أول عبد الفتاح الأسد
عنب بلدي – العدد 78 – الأحد 18-8-2013
لم يخطئ بشار في قوله، أثناء زيارته إلى داريا، أن جيوش وأنظمة العالم بدأت تدرس وتحلل أداء الجيش «العربي السوري» لتستفيد منه، فبشار -بلا شك- غدا أستاذًا في الإجرام وملهمًا للطغاة في أنحاء العالم، يأخذون عنه كيفية مكافحة الشعوب المطالبة بالديمقراطية، وطرق إبادة الخصوم السياسيين. وما المشهد المصري الذي فجرته السلطة الانقلابية قبل أيام لتقتل وتجرح وتعتقل آلاف المعتصمين والمتظاهرين في وقت قياسي، إلا نسخة مكررة عما يفعله بشار بحق الشعب السوري منذ أكثر من سنتين. قتل بالجملة، قنص في الرأس والرقبة، حرق مساجد وكنائس، وصف معارضي الانقلاب بالإرهابيين والتكفيريين وإلصاق كل الانتهاكات بهم، مداهمات واعتقالات عشوائية، تحويل القنوات الرسمية والخاصة إلى منصات للشتم والسب والقدح بحق المعارضين، كل ذلك وأكثر، ما هو إلا تطبيق لدروس بشار الأولى!
ما لا يجب تجاوزه في هذه الأحداث المتسارعة، الدور المشبوه الذي تلعبه السعودية وبعض دول الخليج في بلدان «الربيع العربي» وعلى رأسها سوريا، فالدولة «الإسلامية» التي أغدقت ملياراتها على السيسي بعد ساعات من انقلابه على «الشرعية» وسلطت قنوات إعلامها لدعم الجيش المصري في قتله لمعارضي الانقلاب من الإسلاميين وغيرهم، هي نفسها التي تدعي دعم الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، وتشحن الأجواء الطائفية في البلاد عبر دعمها كتائب إسلامية متطرفة بالمال والرجال تحت عناوين «جهادية» وشعارات «إسلامية».
السوريون اليوم، يعيشون قلقًا مضاعفًا جراء ما آلت إليه الأوضاع في مصر، ويأملون أن لا ينجر المصريون إلى السيناريو المأساوي الذي دمر بلادهم وقتل شبابهم وخرب اقتصادهم، بعد أن غابت لغة العقل والمنطق، واشتعلت البنادق بالرصاص في كل مكان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :