الأخوان ملص “ينبشان” آهات اللاجئين في عمان
زين جبيلي – عمان
دأب الشقيقان محمد وأحمد ملص، من خلال أعمالهما، على تقديم صورة اللاجئ السوري؛ وهمومه التي يعانيها في رحلة اغترابه، وتسليط الضوء على إيجابيات اللجوء لإبرازها، وعلى السلبيات لإيجاد حلول لها.
والتقت عنب بلدي الأخوين ملص في العاصمة الأردنية، عمان، وشرح الأخوان فكرة مسرحيتهما الجديدة، التي تحمل اسم “اللاجئان”، بأنها “حالة بوح للاجئ، ونبش آهاته وأفراحه”، فبطلاها، على الرغم من عيشهما في مدينة النور “باريس”، إلا أن أضواء المدينة لا تصل لروحيهما المتعبتين، فيلخصا معاناة اللجوء، ورحلة البحث عن الذات، من خلال جملة على لسان أحدهما “يا الهي صحيح أننا لاجئان، لكننا جيدين’’، فليس كل لاجئ إرهابي، أو ذو دور سلبي.
المسرحية؛ مأخوذة عن نص للكاتب البولندي المعاصر “سوافومير مروجيتش”، بحسب ما ذكره الأخوان ملص، اللذان اختارا تقديمها باللغة الفرنسية المحكية لإيصال معاناة اللاجئين لشريحة واسعة من الجمهور الفرنسي والحكومة الفرنسية.
وستعرض المسرحية في المركز الثقافي الفرنسي بمدينة عمان، في التاسع من الشهر القادم، وسيكون العرض الرسمي في مهرجان “غرونبل” بفرنسا، حيث أعلن عن المسرحية بأنها حالة بوح للاجئين اثنين، وكيف يرويان تجربتهما بعد أربع سنوات من اللجوء.
عمل مسرحي ثانٍ سيعرض في العاصمة عمان، عنوانه “سفرة بلا سفر”، عن نص الكاتب العراقي شاكر السماوي، وهو مشروع ثقافي وفني مشترك بين ممثلين راقصين ومغنيين من دول عربية عدة، وبإشراف العراقي طلعت السماوي.
يسعى العمل إلى تكريس مفهوم التعدد الثقافي ومد الجسور بين فئات المجتمع المختلفة، بما فيها فئة اللاجئين من سوريا والعراق، همومهم وأحلامهم.
تعد مسرحية “سفرة بلا سفر”، نوعا معاصرًا وجديدًا من الفن المسرحي في الوطن العربي، إذ تمزج بين المسرح والسينما والموسيقى والرقص، وستعرض خلالها قصص واقعية للاجئين سوريين من مخيم الزعتري، ولاجئين عراقيين هربوا من تنظيم داعش، أولئك هم الأبطال الحقيقيين لهذا العمل.
يلعب الأخوان ملص الدور الرئيس في المسرحية، فهما مفتش ومسافر، في مقاربة بين الجلاد والضحية، المفتش كما الجلاد يرغب بالاستحواذ على المسافر الضحية، “من أنت بالتحديد اسمك رسمك جسمك سرك عمرك حلمك ذاكرتك هويتك”. ويرى الأخوان ملص أن الفن “لغة سحرية، وحالة تطهير للنفس.. تحكي أوجاعنا لنتخلص منها”، فهدف الفنان ليس إرضاء الجمهور، لكن الارتقاء بأفكاره وتطلعاته.
يقول محمد “لن نسقط الديكتاتور بعروضنا ولكنها مكاشفة مع الذات ومحاولة لتقديم ما لا نستطيع قوله في الواقع فالجمهور العربي مل من الخطابات الرنانة”.
انطلقت أعمال الأخوين الفنية من مسرح منزلي في العاصمة دمشق، وسمي حينها”مسرح الغرفة’’، يحضره جمهور لا يتعدى 15 شخصًا، ومع بداية الثورة كان لمسلسل ”ثورة ضوء” دور في وصول الأخوين لجمهور أوسع ولينتقلوا بعد ذلك للعمل بالسينما، وحصدت أعمالهما العديد من الجوائز. وقد رشح فيلم “البحث عن عباس كيارستامي” للأخوين للعديد من الجوائز، وحاز على جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في مهرجان هوليوود الدولي على النت ”International Hollywood Festival – On line” لسنة 2015.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :