الحكومة السورية تصدر زيت الزيتون والمواطن يشكو من ارتفاع اسعارها
عنب بلدي – العدد 78 – الأحد 18-8-2013
يرتبط أيلول عند السوريين، لا سيما أبناء العاصمة وريفها، برائحة المكدوس، تلك الأكلة الشعبية الشهيرة التي لا تكاد تخلو أي وجبة فطور منها، ومع قدوم هذا الشهر عادة تبدأ معظم الأسر السورية التحضيرات من أجل المونة وشراء مستلزماتها من باذنجان وجوز وثوم وفليفلة، لكن هذا النوع من المونة لا يمكن حفظه بدون كميات كبيرة من زيت الزيتون، والذي يعتبر مكونًا رئيسيًا فيها، ما سيدفع تلك الأسر إلى حذفها من قائمة مأكولاتهم بعد أن حذفوا اللحوم والبيض والألبان، بعد الارتفاع الكبير الذي طرأ على سعر الزيت في سوريا.
فقد قفز سعر تنكة الزيت الزيتون، والتي تحوي 18 لترًا، من 3000 ليرة نهاية العام الماضي إلى 15000ليرة هذا العام، وليصل سعر بيع الليتر الواحد في الأسواق الشعبية كـ «باب سريجة» إلى 950 ليرة، في حين وصل سعره في بعض المحال التجارية إلى 1000 ليرة، أي ما يقارب نسبة زيادة 500% عن أسعار العام الفائت.
وإذا احتسبنا سعر الكيلو الواحد بالدولار، على أساس الدولار بـ 200 ليرة، نجد أن سعر الكيلو الواحد من زيت الزيتون السوري يتجاوز 4.7 دولار، متفوقًا على السعر العالمي لأجود أنواع زيت الزيتون المكرر والمعبأ في أفضل الشروط والمواصفات العالمية، والذي يبلغ حوالي 3.3 دولار، وإذا أخذنا سعر زيت الزيتون متوسط الجودة من حيث النوعية والتعبئة، والذي يبلغ سعره العالمي حوالي 2.7 دولار، نجد أن سعر الكيلو من زيت الزيتون السوري يتجاوز وسطي السعر العالمي، بحوالي 70% .
ويرجع الكثير من المراقبين هذا الارتفاع إلى مطامع إيران في زيت الزيتون السوري، فبعد أن قامت الحكومة الإيرانية بالاتفاق مع الحكومة السورية على توريد الدجاج المثلج الإيراني إلى سوريا، أقرت الحكومة السورية بأن صادراتها من زيت الزيتون خلال الخمس أشهر الماضية كانت بحوالي 100 ألف طن، توجهت معظمها إلى الدول «الصديقة» وعلى رأسها إيران، بحكم الاتفاق الموقع بين البلدين على «الاستيراد عبر المقايضة».
وبهذا تكون الحكومة السورية قد قايضت زيت الزيتون السوري والكثير من المواد الأخرى كالحمضيات والقطن، مقابل المواد النفطية والتي تحتاجها لاستمرار عمل آلتها العسكرية على الأراضي السورية، ولتقدم الحكومة السورية بذلك إلى ايران 100 ألف طن من أصل إنتاجها السنوي هذا العام والبالغ 175 ألف طن.
من جهة أخرى أوضح «سلمان الأحمد» عضو «اتحاد غرف الزراعة السورية» لصحيفة «الوطن» الموالية للنظام، أن أحد أسباب ارتفاع سعر زيت الزيتون في الأسواق المحلية هو الطلب العالمي عليه، نظرًا لتمتعه بمواصفات عالمية مهمة جدًا، وبالتالي حصل على السعر الأعلى في الأسواق العالمية، ما أدى لانعكاسه على السوق المحلية، وذكر سلمان أيضًا أن هناك كميات كبيرة من مادة زيت الزيتون خرجت إلى عدة دول كلبنان وتركيا دون ضبط جمركي وهو ما دفع بالأسعار للارتفاع.
ولكن رغم كل مساعي النظام، في تقديم تفسيرات للارتفاع المهول في أسعار زيت الزيتون في السوق المحلية، من قبيل تهريب زيت الزيتون إلى لبنان وتركيا والأردن أو حتى اكتشاف خلايا «متآمرة» تقوم بشراء زيت الزيتون وإتلافه لمفاقمة الأزمة الغذائية في البلاد، فإن المواطن السوري أيقن أن نظامه قد ضرب بعرض الحائط أمنه الغذائي إرضاءً لإيران التي تقوم بتمويل آلته العسكرية بالوقود، ولو كان ذلك على حساب لقمة عيش المواطن.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :