يقع لواء اسكندرون شمال غرب سوريا، ضمن الأراضي التركية منذ عام 1939، عقب سلخه عن الأراضي السورية، ويضم عددًا من المدن والبلدات، أهمها أنطاكية واسكندرون والريحانية.
ضم اللواء سابقًا المكونين العربي والأرمني، بخليط من الديانتين الإسلامية (السنة والعلويين) والمسيحية، ولا زال المكون العربي طاغيًا في المنطقة، رغم المتغيرات الاجتماعية.
وتسلط عنب بلدي من خلال هذا التقرير، الضوء على خمس شخصيات معاصرة تنحدر من اللواء، بينهم رئيس سوري أسبق، والأب الروحي لحزب “البعث” الحاكم.
الرئيس الأسبق صبحي بركات
صبحي بركات الخالدي، أول رئيس للدولة السورية في ظل الانتداب الفرنسي (1922- 1925)، ولد في أنطاكية عام 1889، وانتقل إلى مدينة حلب ليمارس عمله السياسي.
شارك بركات في النضال ضد الفرنسيين في أنطاكية، ثم استمر في مناهضته الاحتلال لدى إقامته في حلب، إلى أن تبوء منصب رئاسة “الاتحاد السوري”، كأول رئيس في تاريخ سوريا، عقب الحكم العثماني والمملكة السورية.
عقب انتهاء فترة حكمه، عاد بركات إلى أنطاكية، وأقام فيها حتى وفاته عام 1939، وكان من أشد معارضي انضمام اللواء إلى تركيا.
الشاعر الراحل سليمان العيسى
سليمان أحمد العيسى، يعتبر من أبرز الشعراء المعاصرين في سوريا، ولد في قرية النعيرية التابعة لمدينة أنطاكية عام 1921، وغادر لواء اسكندرون عقب ضمه إلى الأراضي السورية عام 1939.
درس العيسى في ثانويات حماة واللاذقية ودمشق، وشارك في تأسيس حزب “البعث” في ثانوية “جودت الهاشمي” في العاصمة السورية، واعتقل عدة مرات لمواقفه السياسية.
ألف العيسى حوالي 40 قصيدة ومؤلفًا شعريًا، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب ومجمع اللغة العربية في دمشق، والتي توفي فيها عام 2013 عن عمر ناهز 92 عامًا.
الأب الروحي لحزب “البعث” زكي الأرسوزي
ينحدر زكي الأرسوزي من ناحية “أرسوز” التابعة لمدينة أنطاكية، لكنه ولد في اللاذقية عام 1988، وانتقل مع عائلته إلى أنطاكية ومن ثم إلى قونيا، ثم عين مديرًا لناحية أرسوز عام 1924، كما عمل أمين سر لدائرة المعارف في أنطاكية عام 1925.
غادر الأرسوزي أنطاكية عقب ضم اللواء لتركيا، بعد أن قاد حملة سلمية مناهضة لقرار سلخه عن سوريا، وأقام في دمشق واعتبر مؤسس الفكر القومي فيها، ويعتبر الأب الروحي لحزب “البعث” الحاكم، بعدما استلهم مؤسسة ميشيل عفلق الأفكار من أدبيات الأرسوزي.
محافظ حمص الأسبق محمد إياد غزال
صديق بشار الأسد، وابن عائلة نافذة لدى آل الأسد، فهو ابن طه غزال مدير القصر الجمهوري في حلب، وابن شقيق اللواء زهير غزال أمين عام رئاسة الجمهورية في عهد حافظ الأسد.
ينحدر غزال من لواء اسكندرون، وهاجرت عائلته إلى مدينة حلب عام 1939، بحسب تقارير تفيد بذلك، وتبوأ منصب محافظ حمص عام 2005 وسعى إلى إنشاء مشروع عرف بـ “حلم حمص”، قوبل برفض شعبي واسع، كان وراء إقالته عام 2011، أي مطلع الثورة السورية.
القيادي الميلشوي معراج أورال
من مواليد مدينة أنطاكية، يعرّف نفسه بأنه عربي سوري واسمه “علي كيالي”، شارك في تأسيس منظمات يسارية شيوعية في تركيا، واعتقل عام 1978 على خلفية اتهامه بالضلوع في تفجير القنصلية الأمريكية في أضنة.
هرب أورال من تركيا عام 1980، ودخل الأراضي السورية لتربطه علاقة وثيقة بجميل الأسد، شقيق حافظ، وأسس مؤخرًا ميليشيا “جبهة تحرير لواء اسكندرون”، التي قاتلت إلى جانب قوات الأسد ضد فصائل المعارضة.
وتتهمه تركيا بالضلوع في تفجيرات مدينة الريحانية عام 2013، والتي راح ضحيتها 55 مواطنًا.
أعلنت حركة “أحرار الشام” أنها قصفت موقع إقامة معراج أورال في اللاذقية، آذار 2016، معلنة مقتله، وهو ما أكده الإعلام التركي، دون تفاصيل إضافية عن الحادث.