كيف نتعامل مع مشاكـل الأطفال!؟
عنب بلدي – العدد 78 – الأحد 18-8-2013
أسماء رشدي – داريا
إن جميع الآباء والأمهات يحلمون بعلاقة مثالية مع أبنائهم، ولكن الحقيقة أن الخلافات والمشاكل هي أمر طبيعي في مختلف المراحل العمرية. المهم هو كيفية التعامل مع هذه المشاكل وخصوصًا من قبل الطفل، لأنه إذا تعلم وكان قادرًا على حل مشاكله منذ صغره، فإنه سيكون قادرًا على التعامل مع أية مشاكل قد تصادفه في كبره. ولا ننسى دور الأهل الأكبر في مساعدة الطفل على تعليمه كيفية مواجهة مشاكله بعيدًا عن أسلوب العقاب الذي أثبتت الدراسات فشله في تربية الأطفال وتهذيبهم، فمعظم الآباء يلجؤون إلى العقاب لأنهم لا يجدون من يعلمهم طرقاً أفضل لتربية أطفالهم والتعامل معهم.
لذلك قبل البدء في حل أي مشكلة مع طفلي يجب أن أسأل نفسي: هل لا زلت أشعر بالانفعال أم أنني هدأت بما فيه الكفاية؟ كما أن علي أن أتفحص مزاج طفلي لأقرر: هل هذا هو الوقت المناسب للتحدث معه أم لا؟
بعد ذلك علينا مراعاة ما يلي:
• التكلم مع الطفل عن مشاعره وحاجاته كأن تقول (أعتقد أنك تشعر بكذا وكذا). تمهل في هذا الجزء وحاول الوصول إلى حقيقة ما يشعر به طفلك واستمع جيدًا لما يقوله وتعاطف معه، لأن الطفل عندما يشعر بأنّ رأيه ومشاعره تسمع وتفهم وتحترم فإنه يقدر بدوره مشاعرك.
• تكلم عن مشاعرك معه كأن تقول (إليك ما أشعر به حول هذا الموضوع).
• حاول وصف مشاعرك بكلمات واضحة ومناسبة لعمر الطفل.
• بادر بدعوة الطفل إلى البحث عن حل مشترك، كأن تقول (يمكننا تطبيق كذا إن أمكن). هنا حاول ترك الطفل يعرض ما لديه من أفكار مع الترحيب بكل أفكاره حتى ولو كانت غير مناسبة، فكثيرًا ما يحدث أن تؤدي إلى أفكار رائعة وحلول عملية. لا تنس تسجيل كل فكرة من هذه الأفكار كتابةً، فذلك يشعر الطفل بالاهتمام والتقدير لمشاركته في النقاش.
• تفحص ما سجلت من أفكار وعبارات دون تقويمها وحدد ما أعجبك ومالم يعجبك من أفكار وأي منها أنت قادر على تطبيقها.
• انتبه لأن تكون لردود أفعالك بطريقة مهذبة، كأن تقول (لا أظن أنني سأكون مرتاح مع هذه الفكرة أو يبدو أنني أستطيع القيام بهذا الأمر).
• لا تسمح لطفلك أن يلومك أو يتهمك، حتى لو قال لك أنا أعرف أن هذا لن ينجح، يمكنك أن تقول له (دعنا من الماضي و نحن الآن نسعى إلى تحسين المستقبل).
ربما سيتبادر إلى الذهن ماذا لو نجحت هذه الخطة لفترة ثم أخفقت. وللرد على هذا السؤال نقول: إن الحياة عملية مستمرة من التلاؤم وإعادة التأقلم، فحتى لو بدأت الخطة بالفشل، يمكن دائمًا تعديلها وتغييرها بحيث تتلاءم مع تطورات الطفل. وحتى لو لم تنجح الخطة أبدًا، المهم بالنسبة للطفل أن يجد نفسه جزءًا من الحل أكثر منه جزءًا من المشكلة.
في حال الفشل، من الأفضل المحاولة من جديد بدلاً من العودة إلى أسلوب المحاضرة والعقاب مع الطفل. أحيانًا قد يكفي لحل المشكلة وصف الحاجات المتصارعة والمشاعر كي تصل إلى حل مشترك دون المرور بكل هذه الخطوات، وقد ننجز كل هذه المراحل دون أن نصل إلى حل. قد يحصل هذا الأمر لكن لا شيء يذهب سدىً، فعلى الأقل لدى مناقشة المشكلة صار كلّ منكما أكثر تفهمًا وإحساسًا بحاجات ومشاعر الآخر حتى في المشاكل الصعبة، وقد يكون هذا أقصى ما يتمناه المرء.
لا بد من التنويه أن بعض الأطفال كالمراهقين مثلاً، قد يرفضون الجلوس معك لحل المشكلة، ربما لأنهم قد لا يرتاحون لهذه الطريقة. قد يساعدك في هذه الحالة ترك ملاحظة على باب غرفته معتمدًا نفس المبدأ المذكور كأن تقول (أكتب لي أفكارك عن كيفية حلنا لهذه المشكلة، ربما أنت تريد كذا وكذا… أو تحتاج كذا وكذا… أو تشعر بكذا وكذا… أرجو منك أن تخبرني عن الحلول التي تفكر فيها والتي قد نتفق عليها لاحقًا).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :