خطط كرة القدم.. تكتيك وإبداع على الرقعة الخضراء
لا يركض لاعبو فريق كرة القدم، الذين يرتدون اللون ذاته ما عدا حارس المرمى، باتجاه الكرة بشكل عشوائي، بل يحركونها بما يتناسب مع الخطة التي وضعها لهم المدرب، وربما من الملفت أكثر أن كثرة المباريات التي يخوضها لاعبو الفريق مع بعضهم تمكنهم من حفظ تحركات زملائهم وطريقة تفكيرهم الكروية، بالإضافة إلى إمكانياتهم على صعيد الدفاع أو الهجوم من حيث السرعة وقوة التسديد والارتقاء إلى الأعلى، وغيرها من الأمور التي تميز لاعبًا عن آخر.
هذه القراءة ليست على صعيد اللاعبين فحسب، بل هي أكثر تشويقًا وأهمية بالنسبة للمدرب، الذي من واجبه توظيف كلٍّ في مكانه، وصياغة خططه الورقية بما يتناسب مع إمكانيات لاعبيه على أرض الملعب.
إذن اللعبة تحتاج إلى خطة وتكتيك، فهي لم تعد لعبة أحياء شعبية.
اعتمدت كرة القدم في مطلعها على الخطط الهجومية، التي تعتمد على عدد كبير من المهاجمين يصل عددهم إلى 4 أو 5 لاعبين أي بما يقارب نصف الفريق، ولكن مع تطورها بدأت أكثر بالتفكير بالجوانب الدفاعية وتحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم، وصلة الوصل في منتصف الملعب، فاشتهرت العديد من الخطط التي يعتمدها مدربو الكرة، وسميت بأسماء ترمز لشكل الخطة وتمركز اللاعبين على أرضية الملعب.
4 – 4 – 2 الجوهرة
تعتبر الخطة الكلاسيكية الأكثر شهرة في تاريخ اللعبة، وتلقب بالجوهرة حيث يستخدمها عدد كبير من المدربين، وتخلق توازنًا بين الدفاع والهجوم.
تعتمد الخطة على قلبي دفاع يسندهما ظهيران أيضًا، يمكنهما توصيل الكرة إلى الجناحين اللذين يلعبان في خط الوسط خلف ثنائي الهجوم.
ويكون شكل توزع اللاعبين الحقيقي على أرضية الملعب على شكل، 4-1-2-1-2، مما يعزز القوة الهجومية للفريق.
وكان أفضل من استخدم هذه الخطة السير أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد.
2 – 3 – 5 الهرم
“الهرم” هو اللقب الأكثر شيوعًا لهذه الخطة، ولكنها من الخطط القديمة في كرة القدم، ولم يعد لها استخدام في الوقت الحالي، إذ استخدمت بشكل كبير بين 1880 و1930، وتعتمد على وجود مدافعين فقط في القلب، وثلاثة لاعبين في وسط الملعب، مع وجود قوة هجومية كاسحة بخمسة لاعبين.
4 – 5 – 1 خطة الضعفاء
شاع استخدام هذه الخطة بين الفرق الضعيفة، والمدربين الذين يميلون للعب الدفاعي، إذ يوجد أربعة لاعبين في الخطوط الخلفية، ولاعب وسط مدافع على الدائرة في منتصف الملعب، وأمامه أربعة لاعبين خلف مهاجم وحيد، ويعد جوزيه مورينيو من المولعين بهذه الخطة.
ويستخدم أيضًا بعض المدربين هذه الخطة على أنها هجومية، فرغم شهرتها الدفاعية البحتة يمكن أن تكون فعالة هجوميًا، وعلى الرغم من وجود مهاجم وحيد إلا أن تقدم لاعبي الوسط على الأطراف يجعل الفاعلية الهجومية كبيرة.
وقد أثبتت هذه الخطة فعاليتها في الناحية الهجومية في ريال مدريد وأحيانًا في برشلونة، ويتوزع فيها اللاعبون على الشكل 4-2-3-1
3 – 5 – 1 – 1 الإيطالية
اشتهرت هذه الخطة بشكل كبير في الدوري الإيطالي، وكان يوفنتوس ونابولي وفيورنتينا أكثر الفرق التي استخدمتها، وتعتمد على وجود ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع، أمامهم ثلاثة لاعبين وسط ارتكاز، وإلى جانبهم جناحان يقومان بمهام هجومية ودفاعية بطول جانبي الملعب، ويقف أمامهم لاعب وسط مهاجم أو صانع ألعاب يدعم المهاجم الوحيد، وهي تشبه خطة 3 – 5 – 2.
3 – 5 – 2 خطة منتصف الملعب
استخدم يوفنتوس هذه الخطة بنجاح كبير خلال المواسم الأخيرة، التي حقق فيها لقب الدوري، وهي تعتمد على وجود ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع، وثلاثة لاعبي ارتكاز في وسط الملعب، إلى جانبهم جناحان يقومان بأدوار كبيرة على مستوى التغطية الدفاعية والدعم الهجومي، نتيجة تغطية مساحة كبيرة من الملعب على الطرفين، ويكون أمامهم لاعبان في مركز الهجوم.
وتعتبر هذه الخطة أيضًا من أشهر وأقوى الخطط التكتيكية في العصر الحديث، وهي خطة متقدمة تستخدم في المراحل التدريبية العليا ويتطلب اللعب بها قدرًا كافيًا من الخبرة، فالفرق الناشئة ليس لديها الإمكانية أو الخبرة كي تتمكن من إتقانها.
فكرة امتلاك خط الوسط هذه جعلت كرة القدم الحالية تكتيكية أكثر مما هي استعراضية، وشهدت فترة التسعينيات تغييرات ضخمة لتكثيف اللياقة البدنية للاعبين.
لكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن خطة 3-5-2 ليست سهلة التنفيذ، ففي الحقيقة يجب على من يتعامل بها أن يكون لديه الخبرة الكافية ويمتلك نجومًا في خط الوسط ذوي قدرة كروية عالية.
3 – 4 – 3 خطة أياكس
يعود هذا التشكيل إلى عام 1970، ويعد فريق أياكس أمستردام من أكثر الفرق استخدامًا له، في فترة شهدت تألقه، وهي تعد خطة هجومية، حيث يوجد ثلاثة لاعبين فى قلب الدفاع، خلف أربعة لاعبين في وسط الملعب، اثنان منهم على دائرة المنتصف، واثنان على طرفي الملعب، يقف أمامهم جناحان على الجبهتين اليمنى واليسرى لدعم رأس الحربة. ونجح برشلونة أيضًا في تنفيذها بشكل كبير خلال فترة السبعينيات.
4 – 3 – 3 الخطة المرنة
من الخطط الشهيرة التي يستخدمها العديد من المدربين حول العالم وعلى نطاق واسع، نظرًا لمرونتها وسهولة التعامل معها حسب قدرات اللاعبين في الفريق، إذ يقف أربعة لاعبين في خط الدفاع، وأمامهم ثلاثة لاعبين في وسط الملعب، أحدهم يرتكز على الدائرة للقيام بالدور الدفاعي ومعه ثنائي لدعم المهاجمين، وفى الأمام ثلاثة مهاجمين اثنان منهما جناحان على الأطراف والثالث رأس حربة صريح.
يتميز مدرب عن آخر في عالم المستديرة في قدرته على فهم فريقه وإمكانيات لاعبيه، وقدرته على قراءة ما ينقص الفريق ليكون قادرًا على اللعب بخطة تتناسب مع البطولات التي يخوضها والفرق التي سيلعب أمامها، ويبرز هذا بشكل كبير في مدربي المنتخبات إذ يقع على عاتقهم انتقاء اللاعبين الذين يناسبون خطتهم ويفاضلون بينهم بما يخدم مصلحة الخطة بالدرجة الأولى وتشكيلة المنتخب بالدرجة الثانية، وهذا ما يبرر استبعاد بعض المدربين أحيانًا للاعبين جيدين، ولكنهم للأسف لم يكن لهم مكان في الخطة التي أعدها المدرب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :