د. أكرم خولاني
الصداع من أكثر المشكلات الصحية المتكررة، فجميعنا نعاني منها في حياتنا، ويتعرض لها الناس من الجنسين، وفي كل الفئات العمرية، ومع أنها غالبًا ما تكون غير خطيرة، إلا أنها قد تؤثر سلبًا على النشاط والتركيز وفاعلية أداء الأعمال اليومية، وهي من أكثر المشكلات التي يشكو منها المرضى للأطباء باستمرار.
ما هو الصداع وكيف يتظاهر؟
يعرف الصداع بأنه الألم أو عدم الارتياح الناتج من الرأس أو فروة الرأس أو الرقبة.
وهو ينجم عن التهاب الأنسجة المحيطة بالدماغ والجمجمة كالسحايا والأوعية الدموية وسمحاق العظم والعضلات والجيوب الأنفية والعينين والأذنين.
ويمكن أن يتظاهر على شكل ألم نابض، أو على شكل ضيق مثل الضغط أو الحزام على الرأس.
ويوصف الصداع بأنه صداع قفوي، عندما يبدأ الألم في الجزء الخلفي من الرأس وأعلى العنق، وقد ينتشر ليطوق الرأس.
أو صداع جبهي، ويكون الألم في المنطقة التي تقع فوق الحاجبين أو ما بينهما، وتعتبر من أشد الأماكن التي تتعرض للصداع.
أو صداع صدغي، وهنا يكون الألم على جانبي الرأس.
أو صداع حول العينين.
أو صداع غير متمركز في مكان محدد من الرأس.
ما أنواع الصداع؟
يصنف الصداع إلى مجموعتين أساسيتين:
- صداع أولي (غير عضوي)، وهو الصداع الذي لا يحدث بسبب مرض أو إصابة، وتتجاوز نسبة حدوثه 90% من حالات الصداع، وينشأ الصداع غير العضوي بسبب تغيرات فيزيولوجية أو عن تغيرات وظيفية في مناطق معينة من الرأس كالأوعية الدموية والعضلات، وللصداع الأولي ثلاثة أنواع: الصداع التوتري، الصداع النصفي (الشقيقة)، الصداع النوبي (العنقودي).
- صداع ثانوي (عضوي)، وهو صداع يحدث بسبب مرض أو إصابة عضوية، ونسبة حدوثه تقل عن 10% من مجموع حالات الصداع، والصداع العضوي قد ينشأ عن أسباب عدة تتراوح بين ضربة خفيفة على الرأس أو حمى، أو الأورام والتهاب السحايا والنزف الدماغي وارتفاع الضغط الشرياني واضطرابات العين (كالتهاب الملتحمة أو خراج بها أو دمل بالجفن أو الزرق أو قصر أو انحراف البصر أو النظارات الجديدة) والتهاب الجيوب الأنفية و التهاب الأذن الوسطى ومشاكل الأسنان والإمساك وأعراض ما قبل الدورة الشهرية.
ما أسباب الصداع المتكرر؟
الصداع التوتري: هو النوع الأكثر انتشارًا من بين آلام الرأس، غالبًا ما يكون غير متمركز، ثابتًا من حيث الشدة، ولا يكون مصحوبًا، في الغالب، بأعراض أخرى مثل التقيؤ، الاضطرابات البصرية، أو أعراض عصبية أخرى.
يواجه ما يقارب الـ 90% من البالغين في حياتهم هذا النوع من الصداع، و النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
الصداع النصفي (الشقيقة): هو ثاني الأنواع الأولية للصداع من حيث الانتشار، ويتميز باستمراره لمدة طويلة نسبيا (حتى 72 ساعة دون علاج)، ألم نابض، يتركز في أحد جانبي الرأس، يزداد عند ممارسة النشاط الجسدي، يصحبه أحيانًا الغثيان والتقيؤ والتحسس من الضوء والضوضاء، وهو يحدث بشكل متساو بين الذكور والإناث في سن المراهقة، وفيما بعد يغلب انتشاره بين النساء.
الصداع النوبي (العنقودي): نوع نادر من الصداع، يظهر لدى 0,1% من الناس، يشبه الشقيقة من حيث المميزات، يظهر بشكل أكبر بين الرجال، ويتكرر بشكل نوب.
أسباب أخرى:
- الارتفاع في ضغط الدم.
- التهابات الجيوب الأنفية.
- التهابات الأذن الوسطى.
- الآم الأسنان (التهاب اللثّة، وتسوس في الأسنان، وانحشار ضرس العقل في عظم الفك، ونقص عدد الأضراس، لأن الإنسان يقوم بالمضغ على الجهة التي فيها عدد كافٍ من الأسنان، مما يؤدي إلى إجهاد عضلات الفكين، وينتج عن ذلك صداع).
- الحمّى، والإنفلونزا، والسعال، والإمساك.
- أمراض العين (قصر النظر، والتهابات أعصاب العين وجفافها، أو بسبب تعرض العين لمزيد من التعب والإرهاق).
- اضطرابات النوم، والاضطرابات الحاصلة في الدورة الدموية.
- الأصوات العالية أو الضجيج، العامل النفسيّ (تسبب الحالة النفسية للشخص جانبًا مؤثرًا، حيث تؤدي لشعور الإنسان بالصداع، كما تؤدي كثرة التفكير في معظم الأحيان لشعور الفرد بحالة من الصداع المتكرر).
- الأطعمة (تناول أنواع محددة من الأطعمة قد يؤدي إلى شعور الشخص بالصداع المتكرر).
- الروائح (مثل العطور، وروائح الأزهار، قد تؤدّي لإصابة بعض الأشخاص بالصداع، لأن رائحة العطور المركزة تنشط نهاية الأعصاب الأنفية وتهيجها).
- التدخين (لأن النيكوتين يعمل على ارتفاع ضغط الدم، والذي يزيد من تدفق الدم إلى الرأس مسببًا الصداع).
- التلفاز والكمبيوتر (جلوس الفرد أمام شاشة التلفاز أو الكمبيوتر لساعات طويلة يسبب بدوره الصداع، لأن النظر إلى الشاشات لفترة طويلة يزيد من ضغط العين).
- المنبهات (تناول المنبهات كالقهوة والشاي بصورة كبيرة تسبب الصداع المتكرر).
- تقلبات في الجو (التغير المفاجئ الحاصل في درجات الحرارة، فالحرارة العالية أو البرودة قد تحرض على الصداع وتسببه لأن عضلات الرأس تتقلص مسببة الصداع).
كيف يتم علاج الصداع؟
أولًا: يجب تحديد العوامل المُثيرة لنوبة الصداع وتجنبها.
ثانيًا: يمكن وصف العلاجات الدوائية المسكنة للألم كالباراسيتامول والإيبوبروفين والكافئين والكودئين فوسفات والأسبرين وغيرها.
ثالثًا: القيام ببعض الإجراءات المنزلية مثل شرب كميات كافية من الماء معتدل البرودة لتجنب الجفاف، الاسترخاء في غرفة هادئة ومظلمة، وضع كمادات الماء البارد للتخفيف من حدة الألم.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- الصداع المتكرر مرتين إلى ثلاث مرات كل أسبوع.
- الصداع الذي يزداد سوءًا دون أن يذهب الألم.
- الصداع الذي يحتاج إلى أخذ مسكن يوميًا.
- الصداع الذي تحتاج فيه من 2-3 جرعات في الأسبوع لتخفيف أعراضه.
- الصداع الناتج عن جهد، أو سعال، أو الأنشطة الشاقة.
- الصداع الذي يظهر خلال دقائق (قد يدل على نزف دماغي).
- الصداع المصحوب بعدم القدرة على تحريك أحد الأطراف أو علامات أخرى عند الفحص العصبي (قد يدل على أن الشخص يعاني من جلطة دماغية).
- الصداع الذي يصحبه الهذيان (قد يدل على التهاب الدماغ).
- الصداع الذي يسبب الاستيقاظ من النوم.
- الصداع الذي يتعاظم عند تغيير الوضعية (قد يدل على ارتفاع الضغط في داخل الجمجمة، وهو الأمر المميز للآفات التي تشغل حيزًا في الدماغ كالأورام).
- الصداع المصحوب بعدم الرؤية أو اضطرابات بصرية.
- الصداع المصحوب بآلام في الحنك.
- الصداع المصحوب بالحمى (قد يدل على التهاب غشاء الدماغ).
- الصداع لدى مرضى الإيدز، أو السرطان، أو لدى الأشخاص الذين يحملون عوامل الإصابة بتصلب الشرايين.