عنب بلدي – خاص
تعود الخلافات بين “فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام” إلى الواجهة من جديد، بعد إعلان “اللجنة السداسية” المخولة بحل الخلاف بين الطرفين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، إنهاء مهامها وإخلاء مسؤوليتها في التوسط بينهما، الجمعة 21 تشرين الأول، في ذات اليوم الذي شهد إطلاق رصاص على متظاهرين سلميين من قبل عناصر “الفيلق”.
الخلافات تستعر بين قطبي الغوطة
وتشكلت “اللجنة السداسية” بموافقة الطرفين في أيار الفائت، وباشرت عملها وفق مبادئ أعلنت عنها في 23 من الشهر ذاته، أي بعد نحو شهر على اندلاع اشتباكات بين الفصيلين، وقالت “اللجنة” في بيان حصلت عنب بلدي على نسخة منه، الجمعة، إنها “أنهت مهامها وأخلت مسؤوليتها في التوسط بين الفصائل وبرأت ذمتها”.
وعلمت عنب بلدي من مصدر مطلع أن خلافات وتهديدات تعرّض لها أعضاء في اللجنة مؤخرًا، ولا سيما عقب اعتقال “فيلق الرحمن” عناصر من “جيش الإسلام” الأسبوع الفائت، وفق بيان أصدره “الجيش”، وأكده ناشطو الغوطة الشرقية.
وخرجت مظاهرات في عدة مدن وبلدات في الغوطة الشرقية ظهر الجمعة، طالبت الفصائل بتشكيل غرفة عمليات موحدة لمواجهة تقدم قوات الأسد على المحور الشرقي للغوطة، وإعادة سلاح “جيش الإسلام” المحتجز من قبل “فيلق الرحمن”. وذكرت مصادر أن مظاهرة مدينة عربين تعرّضت لإطلاق نار من قبل ملثمين ينتمون لـ “الفيلق”، ما أدى إلى تفرقها، وهو ما أكدته تسجيلات مصورة وناشطون من المدينة.
واحتدم الخلاف بين “جيش الإسلام” من جهة، و”فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط” من جهة أخرى، ليتطور إلى اقتتال بدأ في 28 نيسان الماضي، وسقط خلاله قتلى وجرحى بين الطرفين، لتهدأ وتيرة المواجهات في أيار، لكن خلافات عديدة بقيت سيدة المشهد منذ ذلك الوقت.
“الفيلق” في دائرة الاتهام والانتقاد
وانتقد ناشطون وقادة في المعارضة السورية، فصيل “فيلق الرحمن” وقائده النقيب عبد الناصر شمير (أبو النصر)، على خلفية إطلاق الرصاص لتفريق مظاهرة خرجت في الغوطة الشرقية، مطالبة بفتح الجبهات وتوحيد الصفوف في مدينة عربين.
وقال القيادي في حركة “أحرار الشام الإسلامية”، يامن الناصر، في حسابه على “تويتر”، إن “عقلية النظام في قمع المظاهرات ذاتها عند فيلق الرحمن، يا مسكين لولا هذا الشعب الصابر لما سمع أحد بأسماء فصائلكم، وضع الغوطة لا يُحتمل”.
بينما كتب الصحفي أسعد حنا، في حسابه “يستطيع أهل الغوطة اليوم أن يغنوا (زخ رصاص على الناس العزل يا حيف) لكن ليس من الأسد وإنما من فيلق الرحمن المحسوب على الثورة”، في حين رأى الشاعر أنس الدغيم أن “إطلاق النار على المتظاهرين في الغوطة الشرقية اليوم وصمة عار على جبين فيلق الرحمن، ولعنة تلاحقهم ما لم يعتذروا أو يفسّروا ببيان مقنع”.
أما القيادي السابق في جبهة “فتح الشام”، صالح الحموي (أس الصراع في الشام)، فقال “والله الذي لا إله إلا هو، التخلص من هذا المجرم أبو النصر بأي طريقة (الذي ينفذ مهمة قذرة في الغوطة الشرقية) لهو من أعظم الجهاد”.
يحدث هذا، في وقت سجّل فيه النظام تقدمًا على المحور الشرقي للغوطة، فسيطر على جزء من منطقة الريحان مؤخرًا، وكان سيطر على بلدات ميدعا وحوش الفارة وحوش نصري، لتصبح على مشارف الشيفونية، وهي البوابة الشرقية لمدينة دوما.