بينما تحضر روسيا والنظام السوري لإخلاء “المسلحين” من حلب، يرفض قياديو المعارضة السورية في الأحياء الشرقية من المدينة الخروج، ويؤكدون استمرارهم في القتال ومواجهة أي تهديد بانسحابهم.
صفحة “دمشق الآن” الموالية للنظام السوري نشرت اليوم، الأربعاء 19 تشرين الأول، صورة لعدد من الباصات الخضراء، ذكرت أنها في طريق “الكاستيلو”.
وأوضحت الصفحة أنها من ضمن التحضيرات “لإخراج المسلحين من أحياء حلب الشرقية يوم غدٍ الخميس”، وهو ما يتوافق مع التاريخ الذي أعلنته روسيا بخصوص انسحاب “المسلحين” من حلب.
عنب بلدي تواصلت مع بعض قياديي المعارضة في مدينة حلب، وقال القائد العسكري في حركة “نور الدين الزنكي”، عمر سلخو “نحن انتقلنا من مرحلة الاحتلال الأسدي إلى الروسي ومن الطبيعي أن يكون الند للمحتل هي المقاومة وليست الهدن وإجابة الأوامر”.
واعتبر سلخو أن “العدو الأسدي وحلفاءه لن يستطيعوا التعاون في أي عملية سياسية في سوريا، وسيكون ردنا ليس بفك الحصار عن مدينة حلب بل بتحريرها كاملةً”، متوقعًا “أيام مبشرة للثوار في المرحلة المقبلة”.
مهنا جفالة، قائد كتائب “أبو عمارة” في حلب، أكد لعنب بلدي أن “الباصات الخضراء والمصالحات تأتي لإيقاف المعارك أو لاعتبار الأخيرة خرقًا للهدنة”، مشيرًا إلى أن “الثوار يجهزون لمعركة حتى فك الحصار”.
واعتبر قائد “أبو عمارة” أن إخراج المدنيين وجبهة “فتح الشام” غير وارد، “لأننا نجهز لمعارك ولا أحد يفكر في هذا الأمر”، مردفًا “الوضع تغيّر وستجلب المعارك المقبلة حلولًا أفضل”.
وأنهى جفالة حديثه مؤكدًا “كل هذه المحاولات تأتي لإحداث خلل في صفوف المعارضة، ولن نفتح المعابر لخروج المدنيين بل سنحميهم”.
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قال أمس الثلاثاء إن الطيران الروسي والسوري، أوقفا القصف في منطقة حلب، على أن يبدأ اليوم الأربعاء عمل الخبراء العسكريين لفصل “المعارضة السلمية” عن “الإرهابيين”.
ولفت شويغو إلى أنه “مع بداية الهدنة تنسحب القوات السورية لمسافة تتيح انسحاب المسلحين من حلب عبر ممرين”.
وليست المرة الأولى التي تحاول فيها روسيا فتح ممر “الكاستيلو” لخروج المدنيين، فقد سعت إلى ذلك في تموز الماضي، إلا أنها فشلت في إخراجهم عبر ثلاثة ممرات تحدث عنها شويغو.
وقال حينها ملهم العكيدي، نائب قائد “تجمع فاستقم كما أمرت” لعنب بلدي إن النظام يدعي فتح المعابر للترويج بأن كل من تبقى في أحياء حلب المحررة هم إرهابيون، ويكسب الشرعية في قصف واستباحة المدينة.
–