عزت الدوري لم يمت.. يعتذر للكويت ويعلّق على ما يجري في سوريا
لاحقت الإشاعات نائب الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، وتحدثت عن وفاته أو مقتله، إلا أن عزت الدوري مازال على قيد الحياة، مصرحًا في حوارٍ نادر مع صحيفة “القدس العربي” عن موقفه مما يجري حاليًا في الشرق الأوسط، أو عن مواقفه من أحداث سابقة.
الدوري هو الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي (العراقي)، والمطلوب الأول للولايات المتحدة الأمريكية، إبان غزو العراق في 2003.
اعتذار من الكويت
وأجاب على أسئلة “القدس العربي” عبر وسيط، وأبرز ما جاء في حواره، الذي ركّز فيه على سيطرة طهران وواشنطن على العراق ومؤسساته وحكومته ووزاراته، هو الاعتذار من دولة الكويت على دخول بلاده عام 1990، بالقول “باختصار، وبصراحة البعث وبوضوح عقيدته ومبادئه، إن دخول الكويت يمثل جوهر المؤامرة على العراق والأمة، اشتركت في صناعته كل القوى المعادية للأمة وعلى رأسها إسرائيل وأمريكا وإيران الصفوية والنظام العربي برمته، وفي مقدمة العرب المتآمرين (حسني مبارك وحكومة الكويت وحافظ الأسد)”.
وأوضح “استدرجت قيادة العراق إليها (الحرب الكويتية) استدراجًا، وإنها تمثل بالنسبة لقيادتنا، وأنا منهم، خطيئة كبيرة ومبدئية واستراتيجية وأخلاقية سوف لن تمحى من تاريخ الأمة إلا بقيام وحدتها الكبرى”، مشيرًا إلى أن “تفاصيل الخطأ والخطيئة ستظهر إن شاء الله قريبًا، في دراسة وتقييم التجربة لمسيرة الخمس والثلاثين عامًا، بعد المصادقة عليها في أول مؤتمر قطري وأسأل الله أن يكون قريبًا”.
واعتذر الدوري للشعب الكويتي بقوله “نكنُ كل الحب والتقدير لشعبنا العربي الكويتي وأننا نعتذر لهذا الشعب العربي الأصيل ألف مرة عن ما أصابه من ضرر. وأقول هذا رغم أن الأمور، وخاصة الكبيرة والتاريخية، يتم تقييمها وفق ظروفها ومرحلتها وليس خارجها، ولكن التقييم سيظهر، ويظهر معه حجم المسؤولية التي تتحملها الأطراف الأخرى التي أشرنا لها وهم الحكومات العربية المتآمرة، وستجد أن القيادة العراقية أُجبرت ودُفعت دفعًا لدخول الكويت ولكن هذا لا يعفيها من المسؤولية إطلاقًا”.
روسيا تدمر سوريا
وفي معرض حديثه عن تغيّر سياسة “المستعمرين” من “الاحتلال المباشر” إلى إمساك زمام أمور البلاد عبر وكلائهم، إذ “لم يعودوا قادرين على القتال وجهًا لوجه بعد هزيمتهم في العراق، ولكن بطائراتهم وصواريخهم يدمرون البلدان انتقامًا لهزيمتهم”، استند الدوري إلى ما يحدث في سوريا “انظر ماذا يفعل الروس في سوريا، يقصفون حلب والمدن السورية الأبية بالصواريخ عابرة القارات، وصواريخ الطائرات إلى أن أزالوا مدنًا وأحياء بأكملها وبموافقة وتنسيق مع الأمريكان، وسحقوا الشعب السوري العزيز ومن بقي حيًا منهم خرج هائمًا على وجهه أو للموت غرقًا في البحار…”.
واعتبر أن “كل ذلك للمحافظة على نظام دموي مجرم إرهابي طائفي عميل حكم سوريا بالحديد والنار وخان الأمة على طول تاريخه المخزي، وتحالف مع كل أعداء الأمة ولا زال يتحالف مع الفرس المجوس ضد كل ماهو عربي ومسلم وإنساني”.
“في سوريا الحبيبة، سوريا العزة والعروبة، سوريا الثورة… فإنني مؤمن تمام الايمان بأن ثورة الشعب السوري المباركة سوف تنتصر على نظام الطاغية السفّاح، نظام الخيانة والرِّدة والتآمر على الأمة وفكرها وعقيدتها، منذ أن تسلط على رقاب الشعب السوري، والذي باع سوريا للفارسية الصفوية وللصهيونية من قبل بتحالفه مع قوى العدوان ضد كل ماهو عربي”، أضاف الدوري.
ودعا “الشعب السوري المكافح ومقاومته الوطنية وفصائلها المسلحة والسياسية، للوحدة والتحالف والتكاتف للسير بالثورة السورية وتحقيق أهدافها الوطنية والقومية التحررية بعيدًا عن الصراعات والارتباطات مع هذا الطرف الدولي أو ذاك. إلا بما يحقق الدعم الإيجابي لانتصار الثورة، خاصة في ظل الصراع الدولي الخطير الذي تدور رحاه على الأرض السورية والذي يهدد أمن الشرق الأوسط والعالم برمته”.
ولم يكن قطبا البعث في سوريا والعراق على توافقٍ فيما بينهما في ربع القرن الأخير من الألفية الماضية، إذا اعتبر كلٌ منهما نفسه الممثل الحقيقي لحزب البعث، والآخر هو المنشق عنه، كما وقفت سوريا برئاسة حافظ الأسد ضد العراق في الحرب الإيرانية، وانضمت إلى التحالف العربي لإخراج الجيش العراقي من الكويت.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :