“مخيم الهول” يحتضن لاجئين عراقيين في ظل ظروف الحرب في سوريا

  • 2016/10/16
  • 2:43 ص
حياة اللاجئين العراقيين في مخيم الهول بمدينة الحسكة (عنب بلدي)

حياة اللاجئين العراقيين في مخيم الهول بمدينة الحسكة (عنب بلدي)

شيار عمر – الحسكة

فرّ آلاف العراقيين، مع تصاعد وتيرة الحرب في بلادهم، إلى محافظة الحسكة في سوريا، وقد أنشئت فيها عدة مخيمات لاحتضان وإيواء اللاجئين، إلا أن العديد منهم يقولون إن “الإدارة الذاتية”، التي تدير تلك المخيمات، تمنع خروج بعضهم وتقيد حركتهم.

تحتضن مدينة الحسكة العديد من اللاجئين العراقيين على أراضيها بالرغم من الظروف التي مرت بها المدينة من حصار مطبق، وانعدام ظروف الحياة والمعيشة، سواء من الحصار المفروض من القوات التركية بإغلاق حدودها إلى الحصار الذي يفرضه “تنظيم الدولة” منذ ثلاث سنوات مضت، ناهيك عن ظروف الحرب والمعارك بين “الوحدات الكردية” و”تنظيم الدولة” من جهة، و قوات الأسد والتنظيم من جهة أخرى، والتي تؤدي بدورها إلى أزمة اقتصادية لا يسلم منها جميع من في المدينة.

مخيم الهول أمان للعراقيين في أراضي الحسكة

يقع المخيم غرب البلدة المسمى باسمها “الهول” بنحو 5 كيلومترات في مدينة الحسكة، ويتضمن 130منزلًا، وتصل قدرته الاستيعابية إلى 200 عائلة، أنشئ خلال فترة الحرب الأمريكية على العراق، بإشراف الأمم المتحدة، لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين الفارين من الحرب، ليستقبل آلاف العراقيين في الوقت الحالي الهاربين من “تنظيم الدولة”.

يقول عمران حجي، الإداري في مخيم الهول، لعنب بلدي، “يوجد في المخيم أكثر من خمسة آلاف لاجئ عراقي من مناطق البقاع والموصل وصلاح الدين، ويتم تأمين مستلزمات الحياة اليومية لهم من أكل وشراب ومواد إنسانية غذائية وغير غذائية، إلى جانب الرعاية الصحية التي يقدمها الهلال الأحمر الكردي”.

أوضاع صعبة يعيشها العراقيون في المخيم

المخيم الذي يقطنه العراقيون، وخاصة من مدينة الموصل، يتعرض لنقص كبير في الخدمات الأساسية والضرورية التي يحتاجها الأهالي، فأهالي الحسكة عاجزون عن مساعدة اللاجئين، كونهم يعانون الظروف ذاتها، ويعتمدون على تهريب المواد الغذائية وبعض الأدوية من الحدود العراقية عن طريق اللاجئين، وذلك لتأمين احتياجاتهم إثر نقصها وانعدام بعضها، وإن توفرت تكون بأسعار مرتفعة.

يتابع الحجي “المخيم يعاني من نقص حاد في مستلزمات الحياة اليومية التي يحتاجها اللاجئون العراقيون، سواء من ناحية السكن أو المساعدات الإنسانية والغذاء، وكذلك من الناحية الصحية كون المخيم يفتقر إلى أشياء كثيرة وخاصة الطاقة الكهربائية وشبكة الصرف الصحي.

مطالبة بالعودة إلى كردستان العراق

بالحديث عن الواقع الذي يعيشه اللاجئون داخل المخيمات، أوضح الكثير ممن استطلعت عنب بلدي آراءهم سبب لجوئهم إلى سوريا على الرغم من الظروف التي تشهدها.

حسام السنجاري، أحد اللاجئين من محافظة نينوى العراقية، قال لعنب بلدي “نتيجة الحرب والمعارك الدائرة بين الجيش العراقي وتنظيم داعش وانتهاكات التنظيم للأهالي، لجؤوا إلى سوريا، وواجهوا مصاعب كثيرة لدى وصولهم إلى الأراضي السورية”.

السنجاري ناشد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بتقديم يد العون والمساعدات لهم، وطالب حكومة إقليم كردستان العراق بفتح ممر آمن للعابرين من سوريا عبر أراضي الإقليم، ليتمكنوا من الرجوع لمناطق غير خاضعة لسيطرة “تنظيم الدولة” في العراق.
ويستمر توافد اللاجئين العراقيين الفارين من مناطق سيطرة “تنظيم الدولة” في مدينة الموصل والقرى التابعة لها، شمالي العراق، إلى مخيم اللاجئين في بلدة الهول بالريف الشرقي لمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، في الوقت الذي تعاني فيه المحافظة من أزمة اقتصادية وانتشار للبطالة وفقدان الأدوية الطبية، إضافة إلى ارتفاع شديد في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع