د. أكرم خولاني
يعاني بعض الناس من التهاب في جانب إحدى الأصابع مع إفرازات قيحية وألم شديد، وحين يراجعون الطبيب يخبرهم بأن السبب هو أن الظفر ناشب، أي منغرز في الجلد، ويوصف العلاج حسب درجة الحالة، لكن غالبًا ما ينتهي بالجراحة. ولأن هذه الظاهرة كثيرة الشيوع وجدنا أنه من المفيد التعريف بها وبأسبابها وطرق علاجها والوقاية منها.
ما المقصود بالظفر الناشب؟
ظفر ينغرز طرفه الحاد في الجلد المجاور في أحد الجانبين أو كليهما، فيتعامل معه الجلد كشيء غريب، ويقاومه عن طريق الالتهاب، مما ينتج عنه ألم واحمرار وتورم، وقد يتبع ذلك تلوث بالجراثيم فيتكون الصديد، ولا تشفى هذه المشكلة من تلقاء نفسها إنما تحتاج لعلاج جدي.
وغالبًا ما تحصل الحالة في الإصبع الكبير للقدم، وقد تحصل في أحد الإصبع المجاورة، أو حتى في أصابع اليدين، وهي مشكلة منتشرة، تصيب مختلف الفئات العمرية، لكنها أكثر شيوعًا بين المراهقين والشباب.
ما أسباب حدوث الظفر الناشب؟
لبس الأحذية ذات المقدمة الضيقة، مما يسبب ضغطًا إضافيًا من الظفر على الجلد المحيط به.
تقليم الأظافر بطريقة خاطئة، كتقصير الظفر لما قبل نهاية الإصبع بمسافة كبيرة، أو قصه بشكل هلالي وتدوير زواياه بدل تركه مستقيمًا، وعندما ينمو من الممكن انغرازه بالجلد المحيط.
الاصطدام المتكرر، فاصطدام الإصبع أثناء المشي أو الجري بجسم صلب مثل طاولة أو باب قد يسبب انغراز الأظافر في الأطراف.
إصابات الأظافر، مثل تمزق زوايا الظفر، أو انخلاع حوافه، أو الإصابات الفطرية، كل ذلك يؤدي لتشوه شكل الظفر مما قد يسبب نشوبه.
إذا كان الشخص رياضيًا أو كثير النشاط، حيث يؤدي ذلك إلى تعرق القدم بشكل زائد، مما يجعل الجلد لينًا ويصبح من السهل نمو الظفر بداخله.
أسباب خلقية، عندما تكون الأظافر أكبر من الأصابع، أو عندما تكون الأظافر مقوسة بشكل غير طبيعي، تكون أكثر عرضة للنشوب.
ما هي أعراض الإصابة؟
تختلف الأعراض حسب المرحلة، إذ يمكن تقسيم مراحل الإصابة إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: يكون هناك احمرار وانتفاخ في الجلد المجاور لحافة الظفر، مع وجود ألم عند الضغط على الإصبع.
المرحلة الثانية: يزداد فيها الألم، مع وجود علامات إنتان جرثومي في المنطقة المحيطة بالظفر، وسيلان الإفرازات الصديدية والدم.
المرحلة الثالثة: يضاف على ما ذكر في المراحل السابقة وجود نسيج متضخم حول الظفر(كأنه زيادة في نمو اللحم).
متى تجب مراجعة الطبيب؟
عند وجود ألم حاد في الإصبع، أو قيح، أو احمرار منتشر في الإصبع.
أو في حال كان الشخص مريضًا بالداء السكرّي أو أي ضعف في الدورة الدموية (تدفق الدم إلى الأطراف السفلية)، إذ إن هؤلاء يكونون معرضين للانتشار السريع للصديد في القدم واحتمال إصابتها بالغرغرينا.
كيف تتم معالجة الظفر الناشب؟
العلاج غير الجراحي، يتم في المنزل إذا تم اكتشاف انغراز الظفر في وقت مبكر، ويشمل:
نقع القدمين لمدة 15 إلى 20 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات في اليوم في الماء الدافئ، مما يقلل التورم ويخفف الألم.
وضع قطن أو خيط تنظيف الأسنان المحاط بالشمع تحت الظفر المنغرس و بعد كل استحمام، وهذا سوف يساعد الظفر على النمو فوق حافة الجلد. يجب تغيير القطن أو الخيط يوميًا حتى يهدأ الألم والاحمرار.
استخدام المضادات الحيوية الموضعية (مراهم) والضمادات على المنطقة الملتهبة.
اختيار الأحذية غير المغطية للإصبع المصاب، كارتداء الأحذية مفتوحة الأصابع أو الصنادل.
تناول مسكنات الألم إذا كانت هناك آلام حادة، كالباراسيتامول والإيبوبروفين والديكلوفيناك.
العلاج الجراحي، إذا كان الالتهاب واضحًا وكان هناك تورم وألم وإفرازات، ويعالج أولًا بتخفيف الالتهاب بالمضادات الحيوية الفموية عدة أيام، ثم يجري استئصال جزء أو كامل الظفر جراحيًا حسب الحالة.
قص أو إزالة الجزء النامي داخليًا من الظفر.
إزالة الظفر والنسيج، حيث يزال جزء من الظفر مع النسيج الواقع تحت الظفر (فراش الظفر) مع تجريف أو كي الجذر عند قاعدة الظفر والذي هو مصنع الظفر لمنع الجزء المستأصل من النمو مجددًا.
ينصح بإزالة الظفر كاملًا للأطفال الذين يعانون من نمو متكرر للظفر الناشب، وكذلك إذا كان الظفر غليظًا أو مشوهًا.
كيف تجرى العملية الجراحية؟
تجرى هذه العملية تحت تخدير موضعي، وهو الأمر الذي يزيل الشعور بالألم حول تلك المنطقة تمامًا، مع بقاء المريض مستيقظًا خلال العملية، ويتم تنظيف الإصبع باستخدام مطهر، ثم إزالة الجزء الناشب من الظفر مع أو بدون النسيج تحته، أو إزالة كامل الظفر، ويمكن لجذر الجزء المستأصل (أي الخلايا التي يبدأ منها الظفر بالنمو) أن تتم إزالته أو إتلافه بالتجريف أو باستخدام مادة كيميائية تسمى بالفينول.
بعد العملية، يُغطى الظفر بضماد، وقد يصف الطبيب مضادات حيوية ومسكنات لتناولها بضعة أيام، ويجب الراحة في المنزل لمدة يومين مع رفع القدم، وبعدها مراجعة الجراح لإجراء الغيار الأول لضماد الجرح، ويمكن العناية بالجرح بعد ذلك في المنزل بإجراء مغطس يوميًا بماء دافئ (سبق وتم غليه) مع ملح ولمدة خمس دقائق، يجفف الجرح بعدها ويغطى بضماد، ويكرر هذا الإجراء لمدة عشرة أيام حيث يكون الشفاء قد تم، علمًا أنه يمكن العودة للعمل خلال 4 – 7 أيام من الجراحة.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة؟
يجب اتباع الطرق المناسبة لتقليم الأظافر: قصها بشكل مستقيم وعدم قصها بشكل منحن لتتناسب مع شكل الجزء الأمامي من إصبع القدم، المحافظة على طول معتدل للأظافر، عدم تقليم الأظافر بطول قصير جدًا.
ارتداء الأحذية المناسبة: عدم لبس الأحذية الضيقة على أصابع القدمين أو التي تحد من حركة أصابع القدمين، لبس أحذية واقية إذا كان طبيعة عمل المصاب تعرضه لخطر إصابة أصابع القدمين مثل الأحذية ذات المقدمة الصلبة.