في مثل هذا اليوم من عام 2005، أعلن النظام السوري عن انتحار وزير الداخلية والرئيس السابق لجهاز المخابرات السوري في لبنان، غازي كنعان، في مكتبه.
النظام صرح في خبر مقتضب أن كنعان انتحر في مكتبه، مشيرًا إلى أن السلطات المختصة ستقوم بإجراء التحقيقات اللازمة حول الحادثة.
مدير مكتبه، العميد وليد أباظة، أوضح لوكالة “فرانس برس” أن كنعان “غادر مكتبه لمدة ثلث ساعة إلى منزله ثم عاد، وبعد عدة دقائق سُمع صوت طلق ناري، وكانت الطلقة من مسدس في فمه”.
انتحار كنعان المولود في قرية بحمرا قرب القرداحة عام 1942، جاء بعد تحقيق معه من قبل اللجنة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، كما جاء بعد تصريح، رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بأن أي مسؤول سوري يثبت تورطه باغتيال الحريري سيحاكم بتهمة الخيانة.
وفي آخر مقابلة له لإذاعة صوت لبنان، أكد أن “هذا آخر تصريح ممكن أن أدلي به”، ما اعتبره مراقبون إشارة إلى تهديدات تلقاها.
إلا أن كنعان لم يكن الأول والأخير من بين رجالات عائلة الأسد الذين يموتون أو ينتحرون في ظروف غامضة، ومن أشهرهم، وفق ما رصدت عنب بلدي:
محمود الزعبي
عام 2000، انتحر رئيس الوزراء السابق لـ 13 عامًا، محمود الزعبي، في عهد الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، بحسب رواية النظام، بثلاث رصاصات في رأسه بعد كشف تورطه في قضايا فساد.
إلا أن تقارير كثيرة تحدثت أن الزعبي لم ينتحر، بل أرغم على الانتحار أو قتل بعد تهديده بفضح صفقات اقتصادية بين النظام وإسرائيل، حسبما قال فراس طلاس، نجل وزير الدفاع السابق، مصطفى طلاس، في مقابلة مع قناة العربية في 2013.
العميد محمد سليمان
يعتبر العميد محمد سليمان من كبار المستشارين للرئيس بشار الأسد، والذراع اليمنى له، والمسؤول الأمني عن مركز البحوث العلمية التابع لوزارة الدفاع.
سليمان اغتيل في آب 2008 في الشاليه الخاص به في مدينة طرطوس، وبحسب رواية النظام فإن رصاصات أطلقت على سليمان في ظهره ورقبته بعد أن تم قطع الكهرباء عن المنطقة.
واتهم النظام السوري حينها جهاز الموساد الإسرائيلي بتدبير عملية اغتياله، وهو ما اتفق مع تسريبات لـ “ويكليكس”.
اغتيال سليمان تزامن مع وجود الأسد في زيارة إلى إيران، ما أثار تساؤلات عن عدم وجود سليمان مع الأسد في الزيارة، ما دفع محللين للاعتقاد أن النظام هو المسؤول عن اغتياله.
آصف شوكت وخلية الأزمة
يعتبر الانفجار الذي وقع في مبنى الأمن القومي السوري في 18 تموز عام 2012، والذي راح ضحيته نائب الرئيس لشؤون العسكرية العماد حسن تركماني، ووزير الدفاع داوود راجحة، ونائبه آصف شوكت (صهر الأسد)، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار، من أكثر الانفجارات غموضًا في سوريا حتى الآن.
ونجا وزير الداخلية السوري محمد الشعار، حينها، من العملية.
ويتهم النظام السوري المخابرات الأمريكية والقطرية بالوقوف وراء التفجير من أجل إسقاط النظام بعد عام على الثورة.
لكن تقارير كثيرة تحدثت أن المسؤول الأول عن التفجير هو النظام نفسه بسبب رفض المجتمعين للحل الأمني أو تخطيطهم لانقلاب ضد الأسد، وعلى رأسهم آصف شوكت، الذي كان يشكل تهديدًا للأسد، بحسب محللين.
رستم غزالي
“رجل النظام الشرس” كما كان يطلق عليه، وأعلن عن مقتله في 24 نيسان 2015، في ظروف غامضة بعد إشاعات كثيرة حول تدهور صحته.
وسائل الإعلام تحدثت عن أسباب كثيرة حول سبب اغتيال النظام السوري لغزالي، ومنها خلافه مع رئيس الأمن العسكري سابقًا رفيق شحادة.
بينما تحدث آخرون عن خلافات مع رئيس المخابرات الجوية، جميل الحسن، الذي قام بحقن غزالي بمادة “السيانايد” القاتلة.
الملفت في مقتل غزالي هو ما قاله رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، إن “غزالي اتصل بشخص نعرفه وأعطاه رقم تلفزيون المستقبل، ليطل عبره ويعلن عن أمر ما لا نعرف ما هو، وبعد ذلك مباشرة تم ضربه”.
الإعلامي اللبناني مارسيل غانم أكد كلام الحريري بأن غزالي اتصل به، وقال له “أنا اللواء رستم غزالي وأريد أن أظهر معك على التلفزيون لأعطي شهادتي”.
ولم تتوقف الاغتيالات عند هؤلاء فهناك ضباط ورجال مخابرات آخرون قتلوا في ظروف غامضة، ومنهم جامع جامع، رئيس المخابرات العسكرية في دير الزور، وهلال الأسد (ابن عم بشار الأسد)، والذين قيل إنهما قتلا على جبهات القتال خلال الثورة، في حين تشير بعض المعلومات إلى تصفيتهم.