اعتمد نظام الاسد استراتيجية قمع المظاهرات وتأجيج الطائفية والاستعانة بمواليه ضد الحراك الثوري، الذي بدأ مع انطلاقة الشرارة الأولى للمظاهرات السلمية في سوريا.
تعتبر مدينة حمص من أكثر المناطق التي شهدت أساليب قتل وقمع وترهيب، نظرًا للتركيبة الطائفية التي سعى وراءها النظام السوري، بتكثيف مجموعات “الشبيحة” و”الدفاع الوطني” في المحافظة.
وأسست عدة مجموعات من الأحياء الموالية الرئيسية في حمص، التي تشكل مركز الثقل الأكبر وخزان مقاتلي الأسد في المحافظة، ومن أبرز هذه الأحياء:
حي الزهراء
يقع حي الزهراء على أطراف المدينة القديمة في حمص، ويبعد عن مركزها ثلاثة كيلومترات، ويحيط به من جهة الشمال البياضة، ومن الغرب حي الورشة، ومن جهة الشرق باب الدريب وعشيرة، ومن الشمال الغربي الخالدية، ويمتد من دوار المواصلات القديم إلى دوار حي العباسية شمالًا، ومن دوار المواصلات إلى دوار فدعوس، ومن دوار العباسية إلى مقبرة الكتيب.
تقطن أغلبية “علوية”، ويعد من أبرز الأحياء التي اعتمد فيه نظام الأسد على شبابه بالعمليات العسكرية، التي بدأت في مدينة حمص عام 2011.
ويعد حي الزهراء المعقل الأكبر لـ “شبيحة” مدينة حمص، وتشكلت فيه العديد من مجموعات اللجان الشعبية، بحسب مارصدت عنب بلدي، كمجموعة “فراس الهدبة” ومجموعة “أحمد كاسر” ومجموعة “أبو علي خضور” و”مجموعات الجردي”، التي ساهمت بدور كبير في عمليات الاعتقال والتعذيب في أحياء الخالدية والبياضة وكرم الزيتون المجاور.
إضافة إلى مجموعة “أبو حيدر”، التي كان لها الدور الأبرز في عمليات الخطف والقتل الميداني للأهالي والشباب، خاصة في الريف الشرقي، لتركز عناصره وحاجزه على مدخل أحياء الريف الشرقي.
حي العباسية
يقع في الجهة الشمالية الشرقية من حي الزهراء بالقرب من حي دير بعلبة، وتقطنه الطائفة “الشيعية” من المدينة، وأصبح مؤخرًا معقلًا لاستقبال العديد من العراقيين والأفغان.
يوجد في الحي العديد من الميليشيات الإيرانية والعراقية بالإضافة، إلى المجموعات المشكلة فيه من شبابه، ويشرف على عملياتها العسكرية والقتالية، الشيخ علي دوم، المعروف بارتباطه المباشر مع إيران والحرس الثوري الإيراني، وربطه مجموعات حيه مع القرى الشيعية الأخرى كالحازمية والمختارية والكاظمية والمشرفة والمخرم الفوقاني.
ارتكبت مجموعات هذا الحي العديد من المجازر والتي كان أبرزها مجزرة حي دير بعلبة، والتي راح ضحيتها أكثر من 220 من الأطفال والنساء، حيث قام عناصر هذه المجموعات بالهجوم على الحي وقتل الأطفال والنساء، بالإضافة لعمليات التخريب والنهب وحرق المنازل والمحال التجارية والمدارس والمساجد.
حي النزهة
يقع جنوب غرب المدينة القديمة، ويعد جزءًا من منطقة عكرمة بالقرب من شارع الحضارة، وتتركز في هذا الحي أبرز مليشيات الدفاع الوطني وعناصر الأفرع الأمنية الموجودة في المدينة.
اشتهرت في الحي مجموعة المهندس صقر رستم، الذي يطلق عليه اسم “شبيح حمص”، وهي من كبار مجموعات اللجان الشعبية في حمص.
يتهم ناشطون معارضون وموالون للنظام السوري رستم بأنه المسؤول الأول عن اختطاف المدنيين بكافة الأحياء وعمليات القتل والتصفية المباشرة، والمسؤول الأساسي عن التفجيرات، حتى الواقعة في الأحياء الموالية، لتأجيج العنف الطائفي.
لا أحد يجرؤ على الوقوف بوجه اللجان الشعبية في النزهة، وتعتبر صفحة “أخبار حمص الوسطى” في “فيس بوك” الناطقة والممجدة باسمها.