عنب بلدي – خاص
تحاول “بيكار” رسم مستقبل بعض الأطفال السوريين داخل مخيمات اللجوء في لبنان، ساعيةً إلى تأمين ما يسد مصاريف تعليم من هم خارج مقاعد الدراسة في منظقة البقاع اللبنانية، الذين قدرت نسبتهم حوالي 50٪، من خلال مراكزها التعليمية غير الرسمية المنتشرة في المنطقة.
انطلقت حملة “بيكار” نهاية أيلول الماضي، لتنظيم تعليم الأطفال السوريين ضمن تسعة مخيمات لبنانية، بين البقاع الأوسط والغربي وبلدة عرسال، ضمن برامج مراكز “الأمل” التعليمية، التابعة لمنظمة “MAPS”، والتي بدأت منذ العام الدراسي 2013 – 2014، ويراها السوريون هناك نموذجًا تعليميًا ناجحًا.من هم خارج مقاعد الدراسة في منطقة البقاع اللبنانية، والذين قدّرت نسبتهم بحوالي 50%، من خلال مراكزها التعليمية غير الرسمية المنتشرة في المنطقة.
مراكز “الأمل” التعليمية
يقود الحملة 45 متطوعًا موزعين بين لبنان وألمانيا وأمريكا، وفق منسقها، هاشم زيادة، ويقول لعنب بلدي إن مراكز “الأمل” هي مدارس تنتقل مع المخيم في حال نقله أو ترحيله إلى مكان آخر، ضمن صفوف مسبقة الصنع ومهيأة من حيث المساحة والإضاءة وجميع التجهيزات والمستلزمات التعليمية.
جميع كوادر المراكز من اللاجئين السوريين، يقول زيادة، مشيرًا إلى أنهم يخضعون لتدريبات ترفع من كفاءتهم التعليمية، على أيدي مختصين أكاديميين جامعيين من الجامعة الأمريكية في بيروت “AUB”، وعبر برنامج التعليم المستمر وخدمة المجتمع التابع لمنظمة “MAPS”.يقود الحملة 45 متطوعًا موزعين بين لبنان وألمانيا وأمريكا، وفق منسقها، هاشم زيادة، ويقول لعنب بلدي إن مراكز “الأمل” هي مدارس تنتقل مع المخيم في حال نقله أو ترحيله إلى مكان آخر، ضمن صفوف مسبقة الصنع ومهيأة من حيث المساحة والإضاءة وجميع التجهيزات والمستلزمات التعليمية.
تستوعب مدارس “الأمل” في المخيمات التسعة ما يقارب 3500 طفل موزعين على خمسة مراكز في البقاع الأوسط والغربي، والبقية في بلدة عرسال خلال العام الدراسي الحالي، ووفق زيادة، فإن العدد زاد بمقدار 500 تلميذ عن العام الدراسي الماضي، بعد إضافة صفوف جديدة إلى تلك المراكز التي تُدرّس المنهاج اللبناني.
لا تعمل المراكز وحيدة، وإنما تنسق مع عدة جهات دولية ومحلية في لبنان أبرزها: منظمة “سواسية” و “Hope For Syria”، وبعض المنظمات في الولايات المتحدة الأمريكية، وهيئة “IHR” في لبنان.
مناطق توزع مراكز “الأمل” الخمسة
– مركزان في بر الياس قرب مخيم العودة وداخله
– مركز في مخيم الحمدانية بمنطقة المرج
– مركز في مخيم جميل دني
– مركز قرب مخيمات الفاعور
أهالي التلاميذ راضون عن المراكز
تعّلم دياب القراءة والكتابة خلال العام الماضي، ويستطيع اليوم القراءة باللغتين العربية والإنكليزية، كما يقول، ويدعم زياد، وهو الاسم الأول لوالد أحد التلاميذ (رفض كشف اسمه كاملًا)، حديث التلميذ، إذ يرى أن مراكز “الأمل” أثبتت جدارتها في المخيمات بتأمين التعليم لمئات الطلاب مجانًا.عنب بلدي جالت داخل مخيم “جميل دني” في منطقة “سعد نايل” اللبنانية، واستطلعت آراء الطلاب والأهالي حول الخدمات التي تقدمها مراكز “الأمل”، وأثنى التلميذ محمد دياب من الصف الثالث على المراكز، “هنا يحبوننا أكثر من بقية المدارس ولا نتمنى أن تتوقف الدراسة حتى أيام العطلة”.
منظمة “MAPS” تُعرّف المنظمة نفسها على أنها منظمة إنسانية تُعنى بالتعليم والصحة والإغاثة الإنسانية، وتستهدف اللاجئين السوريين في لبنان، محاولة تغطيتها بشكل كامل من خلال دعم مشاريع التعليم في جو آمن |
ويؤكد زياد أن الكثير من الطلاب يتوافدون من خارج المخيمات إلى المراكز، “وخاصة من منطقة تعلبايا، لأن المدرسة تقدم تقنياتٍ جيدة داخل خمس كرفانات (غرف مسبقة الصنع)”، متمنيًا أن توسّع المراكز عملها أو أن تساندها منظمات أخرى لاستيعاب جميع التلاميذ في المنطقة، في ظل تسرب أكثر من مئتي ألف تلميذ وطالب سوري عن الدراسة في لبنان.
مسرة العبد، أم لأربعة أطفال مسجلين في المراكز، شكرت كوادر “الأمل” على اهتمامهم، ودعت إلى افتتاح صفوف أعلى لاستيعاب المراحل الإعدادية، كون المدارس تقدم خدماتها لتلاميذ المرحلة الابتدائية، وهنا يشير زيادة إلى أن خطط المراكز المستقبلية تتمثل بتسجيل عدد أكبر ممن يتجنبون إرسال أطفالهم إلى المدارس الرسمية لبعدها عن المخيمات.
ورغم أن وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، أطلقت العام الماضي حملة مدعومة من الأمم المتحدة ومانحين دوليين، لتوفير التعليم لمئتي ألف طفل سوري، إلا أن “هيومن رايتس ووتش” ذكرت أن نحو 150 ألفًا فقط سجلوا في المدارس الرسمية، وهذا ما يضع على المنظمات المهتمة هذا العام، مهمة أكبر لاستيعاب أولئك الأطفال المحرومين من التعليم.