علامات تجارية سورية تتوسع عربيًا وعالميًا
مراد عبد الجليل- عنب بلدي
علامات تجارية بارزة كان لها شهرة واسعة في سوريا قبل 2011، رافقت السوريين في هجرتهم ولجوئهم إلى دول الجوار، لتشق طريقها في هذه الدول بحثًا عن مكان آمن أصبح ضائعًا في كثير من المناطق السورية.
العلامات التجارية المتعددة بين شركات ومطاعم لاقت أرضية خصبة في أسواق تنعم بالأمان وتنتعش اقتصاديًا، مثل مصر، ودول الخليج، وتركيا، التي استضافت العدد الأكبر من السوريين، وتمكنت خلال فترة قصيرة من فرض نفسها، معولة على اسمها الكبير في بلد المنشأ.
ولم تحتج هذه العلامات سوى الإعلان عن افتتاح فرع لها في مدينة عربية أو أجنبية، حتى يبدأ الزبائن السوريون بالإقبال عليها.
حلم التوسع
التوسع خارج سوريا ورفع اسم العلامة التجارية كان من أهداف هذه الشركات والمطاعم سابقًا، لكن لم يكن على مستوى عال قبل الثورة.
أنس محمد السيد اللحام، الابن الأكبر لصاحب شركة “مجموعة أنس الغذائية الدولية” والشهير بـ”شاورما أنس”، قال لعنب بلدي إن التوسع هو طموح الشركة من أجل رفع اسم العلامة التجارية الخاصة بها، فبدأت بالتوسع عربيًا في عدد من البلدان، بافتتاح أفرع في مصر وتركيا والسعودية، وقريبًا سيتم الإعلان عن افتتاح فرع في دولة التشيك.
أما أكرم سلورة، أحد مالكي محلات حلويات ومطاعم “سلورة”، الذي يعود تاريخ إنشائها إلى 1876، أوضح أن المطاعم كان لها توسع خارج سوريا قبل الأحداث كالأردن والإمارات والكويت، إلا أن “تصاعد العنف في سوريا اضطرنا للمغادرة إلى تركيا والبدء بالتوسع فيها، وبالرغم من الصعوبات، تمكنا من افتتاح 19 فرعًا في مدينة اسطنبول التركية خلال أربع سنوات”.
العلامة التجارية وأهمية حمايتها
الخطوة الأولى والأهم أمام هذه الشركات والمطاعم كانت كيفية حماية علامتهم التجارية وعدم استخدامها من قبل آخرين وتقليدها، خاصة بعد انتشار أعداد كبيرة من العلامات المزيفة التي عمدت إلى بناء أمجاد على حساب غيرها بهدف الربح.
البداية كانت من سوريا، عندما قامت بتسجيل علاماتها في غرفة تجارة دمشق كعلامة تجارية مميزة، بحسب ما قاله أنس، الذي أكد أنه عندما تأسست شركة “مجموعة أنس الغذائية” في عام 1991، وبدأت بالتوسع في دمشق وضواحيها قامت بتسجيل العلامة التجارية لحمايتها.
وأشار أنس إلى أن الشركة لم تكتف بحماية العلامة التجارية في سوريا، وإنما قامت بتسجيلها في أنحاء العالم، كأمريكا وأستراليا وأوروبا، بالرغم من الكلفة المالية العالية، إلا أنها حمت الشركة ومكنتها من فتح أي فرع لها في أي مكان بالعالم مثل التشيك.
في حين كشف، سلورة، أن البعض حاول في بداية موجة افتتاح الشركات السورية في تركيا، سرقة العلامة التجارية “سلورة” على أنها العلامة الأصلية ذات الشهرة الواسعة في سوريا، لكن بعد متابعة الأمر تم إغلاقها جميعها واتخاذ إجراءات لحماية العلامة وذلك بتسجيلها في تركيا.
الحفاظ على شهرة العلامة واسمها
صعوبات كثيرة واجهت هذه الشركات في بداية افتتاحها في دول غير دولة المنشأ، ولعل أهمها كيفية التواصل مع أهل البلد (اللغة)، خاصة في دول كتركيا، التي كانت الأرضية الخصبة لافتتاح مئات الشركات والمطاعم السورية.
وإضافة إلى اللغة كان لابد من الحفاظ على منتج العلامة التجارية الذي ارتبط بها منذ سنين دون تغيير في سوريا، خاصة أن لكل بلد عادات وتقاليد وأذواق مختلفة لابد من التأقلم معها من أجل جذب سكانها الأصليين واستقطابهم.
الحفاظ على شهرة العلامة تم عن طريق وجود أصحاب الخبرة أنفسهم، الذين كانوا موجودين في سوريا، في الأفرع الجديدة، بعد هجرتهم خارج البلاد، فالشباب الذين تدربوا على يد الشركات والمطاعم في سوريا وعملوا بها، سافروا إلى بلدان مثل السعودية ومصر وتركيا، فكانوا من العاملين الأساسيين في الأفرع الجديدة بعد افتتاحها.
إرضاء أهل البلد الغاية الكبرى
لم تقتصر هذه الشركات والمطاعم الاعتماد على الزبائن السوريين، فمهما طال بهم البقاء في هذه الدول لا بد أن يأتي يوم ويعودوا فيه إلى وطنهم الأم، فقد عملت على استقطاب سكان البلد الأصليين، وخاصة في تركيا، عن طريق إرضاء الزبائن بتقديم ما يرغبون به بما يتناسب مع عاداتهم وتقاليدهم.
فالمطاعم عملت على تقديم وجباتها بما يتناسب مع ذوق أهل البلد، وإضافة نكهات خاصة بهم من أجل استقطاب الشريحة الأساسية وهي السكان الأصليون، وخاصة في الشاورما السورية التي بدأت تنافس إلى حد كبير نظيرتها التركية، حتى بات الكثير من الزبائن الأتراك يفضلونها على شاورما بلدهم، وهذا ما أكده أنس، موضحًا أن نسبة إقبال الأتراك على مطعمه تجاوزت 50% وذلك يعود إلى إضافة بعض النكهات على النكهة الأصلية بما يناسب ذوقهم وعاداتهم.
كما كان للحلويات السورية نصيب من الأقبال التركي، كما يقول سلورة، بسبب تحضيرها بما يناسب ذوق الزبون التركي، الذي أصبح يفضل بعضًا من الحلويات السورية لتدني نسبة “القطر” فيها خلافًا للحلويات التركية التي يبلغ فيها نسبة كبيرة.
حكومة النظام: ماركات سورية مشهورة سرقت
حكومة النظام السوري قالت، على لسان مدير حماية الملكية التجارية والصناعية في سوريا، عماد الدين عزيز، إن “الكثير من الأسماء والعلامات التجارية السورية تمت سرقتها وتسجيلها في بلدان أخرى مثل تركيا، مستفيدين من الشهرة لبعض الأسماء والماركات المشهورة والمعروفة محليًا”.
وأرجع عزيز، بحسب صحيفة “الوطن”، المقربة من النظام، في نيسان الماضي، السبب إلى “عدم قيام أصحابها بتسجيلها كعلامة تجارية وحمايتها من القرصنة”.
فالأحداث السورية بالرغم من مآسيها إلا أنها كانت سببًا في شهرة بعض العلامات التجارية عربيًا وربما عالميًا وأصبح المطبخ السوري والحلويات تشق طريقها وتفرض اسمها في كثير من الدول.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :