أثار طلب المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، بخروج جبهة “فتح الشام” من حلب، ردود فعل غاضبة من جهات وفصائل في المعارضة السورية.
وطالبت الحكومة السورية المؤقتة بإقالة دي ميستورا، في بيان صدر مساء الخميس 7 تشرين الأول.
وحصلت عنب بلدي على نسخة من البيان بخصوص تصريحات دي ميستورا عن الأوضاع في مدينة حلب، وحذر فيها من تدمير المدينة، داعيًا إلى ضرورة إخراج 200 شخص من حلب للإغاثة العاجلة.
الحكومة: مبررات دي ميستورا “واهية”
وعزت الحكومة مطالبتها بإقالة المبعوث الأممي “لوقوعه في خطيئة مهنية كبيرة”، معلنةً إيقاف جميع أشكال التواصل والتعاون معه ومع فريقه على الفور.
وذكرت الحكومة أن دي ميستورا “بدلًا من أين يدين العدوان بكافة أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دوليًا على المدنيين والمطالبة بإيقافة فورًا باعتباره إرهابًا منظمًا، انحاز إلى رواية العصابة في دمشق والمحتل الروسي وقدم لهم المبررات للاستمرار في عدوانهم مقايضًا تقديم المساعدات الإنسانية وإخراج الجرحى والمرضى بالاستسلام وإفراغ المدينة من أبنائها”.
واعتبرت الحكومة المؤقتة أن المبعوث الأممي “جعل من الأمم المتحدة التي يمثلها شخصًا شريكًا في المشروع الهادف إلى إحداث تغيير ديمغرافي على أساس طائفي في سوريا”.
وقال شادي الجندي، مدير مكتب الإعلام والعلاقات العامة في الحكومة، لعنب بلدي، إن عشرات الجهات الثورية السورية دعمت بيان الحكومة، مؤكدًا “مبررات دي ميستورا واهية وعلينا الاستمرار بالعمل على كافة الوسائل بحسب مصلحة الشعب السوري وأهداف ثورته”.
وخلال مؤتمر صحفي عقد أمس الخميس، دعا دي ميستورا جبهة “فتح الشام” للتفكير في مصير سكان شرق حلب إذا بقيت في المدنية، مبديًا استعداده لمرافقتهم إلى منطقة أخرى إذا أرادوا مغادرة شرق حلب.
وقال إنه يمكن أن نرى دمارًا كاملًا في شرق حلب خلال شهرين إذا استمرت العمليات العسكرية داخل المدينة.
“فتح الشام” ترد
جبهة “فتح الشام” ردت على لسان الناطق الرسمي باسمها، حسام الشافعي، الذي اعتبر في سلسلة تغريدات عبر حسابه في “تويتر” أن “الجبة قوة مجاهدة وأحد أركان القوة العسكرية للثورة السورية، ولن تخذل شعبًا مسلمًا يباد”.
ووفق رؤية الشافعي فإن الدور الدولي “لم يعد بحاجة لتحليل أو تفسير، فالتقسيم والتهجير على قدم وساق، واليوم تفريق بين الفصائل المجاهدة وتسليم لأهل السنة”، مردفًا “تماشيًا مع تصريحات بشار الأسد مؤخرًا بإفراغ حلب من المسلحين تأتي عروض دي ميستورا لفتح الشام في هذا السياق، فهل يستطيع دي ميستورا أن يرافق أطفال مضايا المرضى لأقرب مشفى، أو يتكفل بإيصال سلة إغاثية لمنطقة محاصرة واحدة؟”.
“لم يستطع دي ميستورا أن يوقف القصف ساعة عن حلب، فضلًا عن قوافل المساعدات الدولية للجهة التي يعمل بها”، أضاف الشافعي، معتبرًا أن المبعوث الأممي “نجح بتفريغ مناطق أهل السنة ولعب دورًا بارزًا في التغيير الديمغرافي، وما زال يلعب دور الجعفري دوليًا”.
وبدأ النظام السوري عملية عسكرية تحت غطاء جوي روسي على الأحياء الشرقية في حلب، أواخر أيلول الماضي، في محاولة منه لبسط سيطرته عليها بشكل كامل، وتقدم في عدة نقاط شمال شرق المدينة.
وليست المرة الأولى التي تتهم فيها الأمم المتحدة بالتعامل مع النظام السوري، إذ يتهمها ناشطون وحقوقيون بالرضوخ لشروطه، متمثلًا بتسمية المناطق المحاصرة في سوريا، بـ “المناطق صعبة الوصول”، ودعم مؤسساتٍ وهيئاتٍ تتبع له بملايين الدولارات.