تصفيق
جريدة عنب بلدي – العدد الثالث عشر – الأحد – 29/4/2012
نشأ وترعرع في بلد يهوى شعبه التصفيق ويحكمه حزبٌ يؤمّن للشعب مطلبًا واحدًا وهو السماح لهم بالتصفيق..
ذهب إلى المدرسة الابتدائية فكان كل ما يسمعه (طلائع هيه) وبعدها يبدأ الطلاب بالتصفيق وكان يصفق معهم دون أن يعي لم كل هذا التصفيق!.
كبر قليلاً وانتقل إلى المرحلة الإعدادية وبعدها الثانوية والمصيبة ذاتها، دروس شبيبة ومعسكرات والكل يمارس التصفيق! .
ما هذا الشعب الغريب؟؟؟ بل ما هو السر الذي يكمن في التصفيق حتى أصبح عادة يمارسها الجميع؟؟؟؟؟ لم التصفيق؟؟؟؟ إذا كان كل فرد في هذا الوطن (رئيسا أو مواطنا) إنما يؤدي واجبه تجاه وطنه… فلا فضل لواحد على الآخر، ثم اكتشف من خلال مطالعة أخبار الدول العربية بأن كل العرب يحبون التصفيق فزاد كرهه لهذه الهواية. وبات يعاني من عقدة اسمها «التصفيق»!!!
اندلعت الثورة في بلاده….. فثار مع شعبه ضد (حزب التصفيق) وكله أمل أن يعيش في بلد لا يمجد شعبه التصفيق…. وازداد تفاؤله بعد نجاح الثورة في مصر واليمن وليبيا وتونس وتيقن بأن التصفيق سينقرض من الأمة العربية وسيسقط مع سقوط رؤوس الحكومة فيها لكنه ذهل من خلال متابعة ما يجري في البلدان الشقيقة التي تحررت من التصفيق على حد علمه بأنهم ما زالوا وحتى الآن يصفقون للنظام الجديد… وتبين له بعد تفكير ملي بأن المشكلة لا تكمن في حزب التصفيق أو في رئيس قد رحل أو نظام قد أفل…. إذ يبدو أن المشكلة تكمن في نفوسنا التي باتت تهوى الذل والخنوع والتقديس وتهوى طبعًا التصفيق ……
هنا وفي هذه اللحظة أقسم بالله أنه لن يصفق لأي مخلوق كان وصرخ بأعلى صوته ((كفانا تصفيق… أنا أكره التصفيق.))
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :