طالع عالموت يا أمي…
جريدة عنب بلدي – العدد الثالث عشر – الأحد – 29/4/2012
اقترب موعد المظاهرة، جهز عدة الخروج، أخفى في جيبه علم الثورة بعد أن لفه جيدًا… رنّ هاتفه الجوال، فصديق الدرب يستعجله، أسرع إلى والدته، قبل يدها وطبع قبلة على جبينها… ابتسم لها وقال: «ادعيلي»……
«الله يوفقك يا ابني.. الله يحميك ويعمي عنك ولاد الحرام والظلّام انت وكل هالشباب»…. ثم توجه نحو باب المنزل وانطلق مسرعًا، وكان لسان حال أمه يمطره بالدعوات، فإن سكت لسانها ظل قلبها ينبض بالدعاء له ولأبنائها الآخرين، رفاق درب ابنها في الثورة…
في الطريق نحو المظاهرة، أسرع الخطا، حاول سلوك الطرق الفرعية كي لا يلتقي بموكب الأمن «المهيب» ومدرعاته «المجمجمة»… وصل إلى وجهته أخيرًا.. حشد من الأصدقاء كان هناك.. أعلام الثورة ترفرف في الأجواء ولافتات إسقاط النظام والاحتجاج تزين المكان…. بدأ التكبير….. دوى صوت التكبير مجلجلاً، رددت القلوب قبل الحناجر «لبيك، لبيك، لبيك يالله»… وتعالى التصفيق والهتاف… بدأ الهتاف لحمص ودوما وإدلب وحماة والمدن المنكوبة… ثم انصبت اللعنات تنهال على روح المقبور وروح ابنه «النجسة»… حماس الشباب منقطع النظير.. الكل يهتف ويردد بصوت واحد… بحماسة واحدة… والكل أتى إلى هنا من أجل هدف واحد…
انتهت المظاهرة اليوم بسلام، الكل غادر المكان على الفور خشية وصول قطعان الأمن المفترسة… تسارعت الخطا نحو المنزل، وهاتفه الجوال لم يصمت، فالكل يتصل ليطمئن عليه أين هو الآن، أو هو يطمئن على صديق آخر… عادوا جميعهم إلى منازلهم سالمين… فرصاص الغدر لم يسبقهم هذه المرة ليخرس صوتهم…
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :