إغاثة “كهربائية”.. نموذج جديد في عمل منظمات الشمال السوري

  • 2016/10/02
  • 12:38 ص
تسليم ألواح الطاقة الكهربائية للنازحين في ريف إدلب- أيلول 2016 (عنب بلدي)

تسليم ألواح الطاقة الكهربائية للنازحين في ريف إدلب- أيلول 2016 (عنب بلدي)

طارق أبو زياد – إدلب

اعتادت الجمعيات والمنظمات الإغاثية العاملة في الداخل السوري على توزيع المعونات الغذائية والطبية والاستهلاكية بشكل عام على منكوبي الحرب، إلا أن إحدى الجمعيات التي زارتها عنب بلدي في الشمال السوري كان أسلوبها مختلفًا.

تعمل جمعية “مجد الشام”، الناشطة في الشمال السوري، على توزيع ألواح طاقة شمسية، لتقديم الكهرباء للمستفيدين بالمجان، إذ إن الاستدامة والاستفادة من الموارد البديلة هو الهدف الرئيسي لهذه الحملة، التي تستهدف العائلات النازحة من المناطق الخطرة إلى المناطق النائية والمتطرفة عن المدن والتجمعات السكنية.

وفي حديث إلى عنب بلدي، أوضح معتز أبو عدنان، مدير جمعية “مجد الشام”، أن المبدأين الأساسيين اللذين تعمل عليهما الجمعية هما “الخيرية” و”الاستدامة”، وتابع “نساعد الناس بمشاريع خيرية تدوم طويلًا، وتؤدي بنا إلى استدامة الخير أو الخير المستدام، الأمر الذي يخرجهم من تحت رحمة المساعدات”.

تركز الجمعية اليوم على حملة توزيع ألواح الطاقة الشمسية باستطاعة 150 واط، وهو ما يعتبر جيدًا نسبيًا لتقديم الإنارة والمستلزمات الرئيسية من الكهرباء بالحدود المعقولة للعائلة، وأوضح أبو عدنان أن “عدد الألواح الموزعة تجاوز 700 لوح، وتؤمّن الإنارة وشحن الأجهزة الخلوية، وتشغيل بعض الأدوات الكهربائية التي لا تحتاج لاستطاعة كبيرة”.

وأشار مدير “مجد الشام” إلى أن الجمعية سيكون لها مشاريع أخرى تحمل نفس المبدأ والفكرة، وعلى مستويات أوسع “هناك الكثير من الموارد البديلة التي من الممكن أن نستفيد منها ونوزعها على المتضررين”.

أحمد علاوي، وهو نازح من محافظة حماة إلى منطقة زراعية في ريف حلب الجنوبي، أوضح لعنب بلدي أن اللوح المقدم وفر عليه الكثير من الأمور التي عانى منها بشكل يومي “كنت أحمل البطارية وأذهب إلى بقالية بعيدة لأشحنها يوميًا، ولم تكن تكفينا سوى بضع ساعات، في ظل انعدام الكهرباء في منطقتنا”.

وشجع الشاب علاوي السياسة التي تنتهجها الجمعية، ووصفها بـ “المميزة” في إغاثة السوريين، وطالب بقية المؤسسات والجمعيات بالتوجه إلى المشاريع “المستدامة” في شتى المجالات، والاعتماد على الموارد الطبيعية البديلة، فهي تساعد الناس بشكل كبير.

من جهته اعتبر سمير الحسين، النازح من ريف حلب الشمالي إلى ريف إدلب الشرقي، أن الفكرة التي تقوم بها الجمعية جيدة ولكنها لا تحقق الهدف المطلوب بشكل كامل، وتابع “إن تقديم لوح الطاقة الشمسية وحده دون تجهيزات أخرى لا يكفي، فهناك المنظم والكبل الكهربائي والبطارية التي سيقوم اللوح بشحنها”.

وأوضح النازح الأربعيني أن هناك الكثير من العائلات لا تمتلك البطارية أو حتى ثمنها، وبالتأكيد لن تستفيد من اللوح بالشكل المطلوب، فكان من الأفضل أن تقوم الجمعية بتوزيع كافة المستلزمات التي يتطلبها الأمر، مبديًا امتنانه من هكذا مشاريع ومطالبًا الجمعية بمراجعة النواقص ليصبح العمل كاملًا، وهو ما توجهت به عنب بلدي لمعتز أبو عدنان، مؤكدًا أن هذا الموضوع قيد البحث والدراسة.

دخلت ألواح الطاقة الشمسية ضمن دائرة اهتمام سوريي الشمال “المحرر” بعد الأضرار الكبيرة التي أصابت شبكات الكهرباء نتيجة القصف والحرب المستمرة، ووجدها مستخدموها بديلًا ناجعًا في ظل الانقطاعات المتكررة لـ “كهربا النظام” كما باتت تعرّف شعبيًا في المنطقة.

مقالات متعلقة

فعاليات ونشاطات

المزيد من فعاليات ونشاطات