د. أحمد الشامي
هذا المصطلح يطلق على الرئيس الأمريكي الخارج من ولاية رئاسية ثانية في الأشهر الأخيرة من رئاسته، لكن، في حالة الرئيس الأسمر، يبدو الرجل كبطة عرجاء منذ الأشهر الأولى لرئاسته الأولى!
في الحقيقة، المأثرة الوحيدة التي قام بها “أوباما” كانت إنقاذ البنوك المنهارة بعد أزمة 2008، على حساب مدخرات المواطنين الأمريكيين. في مقابل إنقاذ المصارف التي قامت بخلق الظاهرة “الأوبامية” من الإفلاس التام، حصل بعض المواطنين الأمريكيين على نظام ضمان اجتماعي هش وغير كاف.
منذ عام 2009 دخل الرجل في سبات عميق تتخلله “صحوات” قصيرة لإلقاء خطبة عصماء حول حقوق الإنسان، قبل أن يعود إلى حالة الموت الأخلاقي التي تأكدت بعد صفقة الكيماوي المشينة في آب 2013، بالتالي لن يتغير الكثير في الأسابيع المقبلة فيما يخص “البطة العرجاء” المزمنة المسماة “أوباما”.
الرجل الذي كان قادرًا بمكالمة هاتفية على إقناع “الأسد” بإصلاح نظامه وتوفير دماء ملايين السوريين لن يقوم في الأسابيع الأخيرة من ولايته الكارثية بما امتنع عن القيام به طيلة خمسة أعوام ونيف من عمر الهولوكوست السوري. صحيح أن الرجل سيكون مطلق اليدين بعد انتخابات تشرين الثاني المقبل وقبل مغادرته للبيت الأبيض في كانون الثاني، لكن العرف اقتضى أن يمتنع الرئيس الخارج من ولايته عن تطويق الرئيس المقبل بالتزامات ثقيلة.
كما لكل قاعدة استثناء لنتذكر “الخازوق” الذي تركه “جورج بوش” الأب عام 1992 لخليفته “بيل كلينتون” عبر الاندفاع إلى تدخل “إنساني” عسكري في الصومال، والذي انتهى إلى كارثة عسكرية وإنسانية لسنا في مجال التطرق لها.
من يدري، فربما يترك أوباما لخليفته القادم إرثًا ما، إن كان القادم هو الأزعر “ترامب” صديق “بوتين” والانكفائي، فقد يصاب ضمير الرئيس الأسمر بنوبة صحو ويقرر ترك “مسمار” في المسألة السورية؟
في المقابل، قد يكون فوز السيدة “كلينتون” هو المناسبة التي ينتظرها أوباما لرفع الفيتو الأمريكي عن حل الدولتين، وسيصدر حينها قرار أممي، ربما لن يلتزم به أحد، يقضي بإنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح والمخالب والسيادة إلى جانب الدولة العبرية. يظن الرجل أنه سيترك وراءه في هذه الحالة شيئًا غير السواد، سواد الوجه واللون والضمير.
في كل الحالات لن يخرج لا دخان أبيض ولا أسود من مداخن البيت الأبيض قبل التاسع من تشرين الثاني المقبل، بعد أن يتم تحديد الفائز في انتخابات “سيد العالم”. لا أحد يستطيع أن يستثني إمكانية أن يكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية هو العنصري، شبه الأمي، الكاره للنساء والإسبانيين والعرب والمسلمين، البلطجي.. السيد “دونالد ترامب”.
في هذه الحالة لن يكون السوريون وحدهم هم من سيذوقون الويلات، بل كل من يظن أن الولايات المتحدة هي دولة ديمقراطية وصديقة، يكفي أن نعرف أن أحد مصادر ثروة الرجل، الذي سبق له وأن أفلس ثلاث مرات، هو عبر أصدقائه المشتركين مع بوتين!
كون أوباما بطة عرجاء لن يغير شيئًا بالنسبة لحلف الشر المعادي للسوريين وللسنة، والذين حصلوا من أوباما على كل شيء.
الساكن في البيت الأبيض لا يضر اليوم ولا ينفع، بما معناه أن الرجل أصبح صفرًا على الشمال، أقله حتى التاسع من تشرين الثاني المقبل، وحتى بعد هذا التاريخ، ستكون خطوات الرجل رمزية وغير ذات جدوى فعلية.
هذا يعني أن من كان يخاف من الفيتو “الأوبامي” على تسليح السوريين بأسلحة نوعية صار بإمكانه إمدادهم بما يلزمهم من سلاح دون انتظار الإذن من الرئيس الأسمر، هذا إن كان هؤلاء صادقين في دعمهم للسوريين.