الحياة تعود إلى أندية “كمال الأجسام” في الغوطة الشرقية

  • 2016/10/02
  • 2:23 ص
نادي رياضي في الغوطة الشرقية - أيلول 2016 (عنب بلدي)

نادي رياضي في الغوطة الشرقية - أيلول 2016 (عنب بلدي)

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

عادت أندية “كمال الأجسام” تنبض بالحياة وتغض بالرياضيين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بعد أن غابت ثلاث سنوات، دمر القصف معظمها، إذ يرصد أصحاب تلك الأندية وجوهًا جديدة يوميًا، في خطوة يرون أنها ضرورية لبناء جسم سليم للمهتمين من الشباب، ووسيلة ترفيه لآخرين.

توزعت أندية رياضية ضمن مدن وبلدات في الغوطة الشرقية، وشهدت الجديدة منها إقبالًا ملحوظًا، بينما استفادت أخرى من اسمها قبل الثورة، واستقبلت العشرات من اللاعبين خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

بعض المدربين واللاعبين، عبّروا لعنب بلدي عن آرائهم بعودة الأندية، مجمعين أن الظاهرة “اكتسحت” الغوطة، وغدت جزءًا من الحياة فيها، وأنها شغلت حيزًا من تفكير شبابها، وخاصة خلال أيلول الماضي.

الأندية موزعة على مدن الغوطة

تضم مدينة دوما حاليًا أربعة أندية “كمال أجسام”، وفق ما يقول محترفو اللعبة في المدينة لعنب بلدي، ولم يقتصر انتشار الأندية في دوما وحدها، بل توزعت على كل من حرستا ومسرابا (ناديان في كل مدينة)، وعربين وسقبا وكفربطنا (نادٍ واحد في كل مدينة).

نادي “النبلاء” في دوما، وهو الأشهر بأجهزته ومدربيه قبل الثورة، افتتح أبوابه الأسبوع الماضي أمام الرياضيين ومحبي اللعبة، ويقول صاحبه محمد عماد، إنه تهدم بشكل كامل شباط الماضي، إلا أنه أعاد ترميمه خلال الفترة الماضية.

ويضم النادي آلات “مميزة”، كما يصفها المتدربون، وفيه بسطٌ كهربائية ويقدم خدمات كاملة، وفق عماد، ويرى في الأندية أماكن لتفريغ الطاقات وتجديد النشاط، مشيرًا إلى أن جميع الفئات العمرية يمكن أن تسجل في النادي الذي يعمل يوميًا على مدار ست ساعات.

يستطيع اللاعبون التسجيل في النادي بعد دفع مبلغ 2500 ليرة سورية، ويقول عماد إنه يعمل حاليًا على مشروع من المفترض أن ينطلق قريبًا، ويتمثل بتفعيل العلاج الفيزيائي للمصابين وفاقدي ومشلولي الأطراف، لتقوية اليدين أو القدمين، وفق برنامج رياضي أكاديمي لدعم المصاب نفسيًا، وسيكون مجانيًا، على حد وصفه.

بدأت ظاهرة إعادة تفعيل أندية “كمال الأجسام” قبل ثمانية أشهر، وفق مدرب اللعبة في نادي “الغوطة” الرياضي، بلال الحسين، ويقول إن النادي الذي يدرب فيه يضم حاليًا 60 لاعبًا، جذبهم النادي من خلال الإعلانات والملصقات في أحياء الغوطة.

ويرى الحسين أن 40% من الأندية التي كانت قبل الثورة في الغوطة أعيد تفعليها في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن نادي “الغوطة” استقبل شرائح متنوعة ضمت حالات سمنة وأخرى لزيادة الوزن من أعمار مختلفة، كما سجّل في النادي أشخاص يعانون من آلام الظهر والرقبة نتيجة العمل الإداري الروتيني، وفق تعبيره.

برامج الغذاء أمر أساسي في اللعبة

تحتاج لعبة “كمال الأجسام” لبرنامج غذائي متكامل كي يستفيد اللاعب من تدريباته، ويقول الحسين إن تكلفة البرامج الغذائية، ربما تتراوح بين 100 إلى 150 ألف ليرة سورية للشخص الواحد، ناهيك عن المكملات الغذائية، والبروتينات والأحماض الأمينية، “وهي نادرة ومرتفعة الاسعار إن وجدت”.

عمر الشبلي، لاعب كمال أجسام، يقول إنه ترك اللعبة منذ ثلاث سنوات، إلا أنه عاد قبل شهرين، ويرى أن الوضع الحالي في الغوطة يسمح بالاعتماد على برنامج غذائي متكامل، “رغم غلاء الأسعار يمكنك الاعتماد على وجبات الأرز والمعكرونة والبطاطا”، لافتًا إلى أن الغذاء “هو الأهم لبدء اللعبة وبدونه لا يمكن الاستفادة من كمال الأجسام”.

لا يمكن التجهيز لبدء بطولات في اللعبة خلال هذه الفترة، كما يرى المدرب بلال الحسين، ويشير إلى أن مبالغ التسجيل في الأندية “مناسبة نوعًا ما، على الأقل أفضل من أسعار دمشق التي تصل حاليًا إلى خمسة آلاف ليرة سورية وربما أكثر”.

تختلف المبالغ التي يدفعها المتدربون بحسب المدينة أو البلدة، وفق الحسين، ويوضح أنها تتراوح بين ألف و 2500 ليرة سورية في الغوطة، في حين كانت قبل الثورة بين 500 و 700 ليرة.

وتتنافس الأندية في طرح الأسعار والعروض بهدف زيادة أعداد المنتسبين إليها، ويقول لاعب كمال الأجسام شادي حيدر، الذي احترف اللعبة منذ عام 2005، إن بعض الأندية في الغوطة يديرها مدربون حاصلون على بطولات في دوما قبل الثورة، مشيرًا إلى أن الإقبال شمل فئة الشباب بين 17 و 25 عامًا.

يُجمع أغلب من التقتهم عنب بلدي أن اللعبة عادت بشكل لافت إلى مدن وبلدات الغوطة، ويرون أنها حتى اليوم ماتزال نشاطًا رياضيًا، ولا يمكن أن تكون استثمارًا تجاريًا في ظل معوقات مختلفة تقف عائقًا أمام عائد مادي يستفيد أصحابها منه.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع