جامعة إدلب تنهي امتحاناتها ونسبة النجاح 70%
لم يوقف الحمل ومصاعبه الصحية نور من التقدم لامتحانها، سلسلة غارات جوية قاطعتها أثناءه بشكل مرعب، تلاه تأجيل لبقية امتحانات الدورة الفصلية، واحتمال تأجيل أملها بالتخرج هذه السنة.
تأجلت الامتحانات في جامعة إدلب ثلاث مرات مختلفة خلال دورتين فصليتين متتاليتين، لينتهي الامتحان منذ أيام قليلة فقط، بعدما كان من المقرر انتهاؤه قبل ذلك بأسبوعين، وهذا أمر “مقبول” في ظل الظروف التي تعيشها مدينة إدلب، بحسب الطلاب، بسبب القصف الشديد الذي تعرضت له المدينة.
جامعة إدلب هي الأولى في المناطق المحررة، وتخوض تجربتها للسنة الأولى منهيةً عامها بأمان، لكن الهجمة الشرسة للغارات الجوية جعل الجامعة تتخذ قرارات متتالية بتأجيل الامتحانات (في 22 حزيران، وفي 20 تموز، وفي 17 آب).
كان آخر هذه الغارات قصف مبنى الجامعة بالقنابل الفوسفورية، لتتخذ الإدارة إجراءات بالتوقف عن العمل أو إرجاء مواعيد بعض المواد.
الدكتور ياسر اليوسف، رئيس الجامعة، يقول لعنب بلدي، ان إجراءات التأجيل كانت لسلامة الطلاب وأمنهم واستجابة لطلباتٍ متكررة منهم، مؤكدًا أن إقبال الطلاب لم يتأثر أكثر من 5%.
ويضيف “تأثرت كثيرًا أثناء إحدى جولاتي في قاعات الامتحان، عندما رأيت الطلاب منهمكين بالكتابة والقصف لايزال مستمرًا”.
رئاسة الجامعة أوصت عمداءها بطمأنة الطلاب، وعدم التأثر بالأوضاع المتوترة لتهدئة نفسياتهم وتوترهم قبل الامتحان. تقول أريج محمد، الطالبة في كلية الهندسة الزراعية، إن “تأجيل الامتحانات قرار كان من الواجب اتخاذه للحفاظ على سلامتنا كطلاب، لكن مجيئه قبل مدة قصيرة من الامتحان أثر بشكل سلبي على تقديم الطلاب كما أثر على رضا بعض الطلاب الذين ذهبوا واكتشفوا إلغاءه بوقت متأخر”.
وبسبب هذه الأوضاع تدرس الجامعة حاليًا بعض الخطط لتنفيذها في السنة المقبلة، منها إمكانية نقل قاعات الامتحان إلى أماكن أكثر أمنًا، أو بتجهيز أقبية المباني الحالية أو بنقل المباني الخاصة بالجامعة إلى القرى والبلدات القريبة من مدينة إدلب.
الطالبة أسماء، في سنتها الثالثة في كلية الآداب، تقول إن التأجيل المتكرر أربكها وإن مستوى درجاتها كان أقل من مستوى تحصيلها العلمي.
إجراءات آنية اتخذتها الجامعة آنذاك، ضغط مجموعة طلاب من اختصاصات مختلفة في قاعة واحدة وتجميعهم في الأقبية، رغم ذلك فقد وصلت نسبة النجاح إلى 70%، حسب ما أفادتنا مصادر من الجامعة ذاتها.
تقول آية عبد الله، المعيدة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، إنه رغم توقعها للأثر السلبي الذي تركه تأجيل الامتحان، إلا أنها تفاجأت عند تصحيح الأوراق الامتحانية بوجود معدلات عالية لدرجات الطلاب وصل بعضها إلى أكثر من 90%، وتفسر ذلك بأن رغبة الطلاب ربما تجاوزت الظروف المحيطة بهم.
نور الحامل بطفلها شهدت الغارات الجوية من قاعتها الامتحانية، وحاولت التخلص من موادها المتراكمة في الدورة الفصلية الثالثة، ونجحت بإنهاء مقرراتها بمعدلات ودرجات عالية، وهي تنتظر الآن مولودها وإشعار التخرج في آنٍ معًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :