تتعرض النساء السوريات لعدة مصاعب وعوائق تقف في وجه الارتقاء إلى المستوى المطلوب لدور المرأة.
وفي لقاء مع عنب بلدي فنّدت رولا أسد، المديرة التنفيذية لشبكة الصحفيات السوريات، العوائق الرئيسية في وجه المرأة داخل سوريا، وفي مقدمتها العامل الأمني. فتعدد حملة السلاح يؤثر على النساء أكثر من الرجال، كونهن غير مشاركات في الأعمال القتالية، إذ يتعرضن لعوائق كحرية الحركة ابتداءً، سواء في المناطق الأكثر تشددًا كالنظام السوري وتنظيم “الدولة”، إلى المناطق التي فيها مساحات أكبر للحركة، والواقعة تحت سيطرة المعارضة.
العائق الثاني، هو الموارد المالية القليلة، وتعزو أسد ذلك إلى أن المجموعات النسائية داخل سوريا لا تملك خبرة كافية، لتقديم مشاريع وطلب تمويلها من المنظمات الكبرى التي تقدم منحًا مالية، وبالتالي عدم ثقة هذه المنظمات بإرسال أموال، لأنها تفترض أنها يمكن أن تصل إلى مجموعات مسلحة، وتصرف بطريقة غير صحيحة، لغياب آليات التدقيق. وألقت باللوم على المنظمات الكبرى التي لا تملك الرغبة بالاستثمار بالحراك المدني في سوريا.
بالإضافة إلى ذلك، لا توجد خبرات إدارية كافية، بحسب مديرة الشبكة، التي أشادت بالأفكار والمشاريع “الرائعة” في الداخل، لكنها تفتقر لتقديم الأوراق المالية والميزانيات والتدقيق. وأشارت إلى أن المنظمات التفتت مؤخرًا إلى ذلك وبدأت ببناء القدرات في هذا المجال.
الأسباب الثلاثة السابقة متعلقةٌ ببعضها، لكن سببًا أخيرًا يضاف إليها، هو عدم الإيمان بدور النساء بشكل حقيقي من كل الأطراف المحلية (المجالس المحلية مثالًا)، إلى جانب تنميط دور المرأة، كأن يقتصر على الطبخ والأعمال اليدوية، وهو ما تعتبره أسد فشلًا دوليًا ببرامج التمكين الخاصة بالفئات المهمشة، مستدلةً بالأعمال التي تقدمها النساء السوريات اللاجئات، والتي لا يمكن أن تنافس الأسواق المحلية، لذلك تباع في أوروبا مثلًا، بأسعار غالية، ليعود بالتالي دافع “الشفقة” للشراء.
كما أن هذه النشاطات في المجمل غير متراكمة، وهي متعلقة بالتمويل، فإن وجد هذه السنة، ربما يتوقف السنة المقبلة.
وتعمل شبكة “الصحفيات السوريات” على تحسين صورة النساء في الإعلام السوري المحلي، خاصة أن الصورة النمطية السائدة للنساء السوريات اليوم مرتبطة باللجوء وتبعاته من استغلال وعنف وتشويه، بحسب توصيف الشبكة في موقعها الرسمي.
وطالبت مديرة الشبكة بإعادة النظر ببرامج التمكين من المنظمات الدولية، والاستفادة من التجارب السابقة في العراق والبوسنة وفلسطين، المشابهة لواقعنا، داعيةً إلى ضرورة التغلب على ما أسمتها “كليشة العادات والقيم”، التي تعتبر أن المرأة غير الرجل في المجال العام، مؤكدةً أن “هذا الصراع طويل، ويحتاج حراكًا داخل المجتمع، ونقدًا وردّ فعل حتى تتمكن النساء من لعب دورهن”.
تابع قراءة ملف: بنت البلد.. أين أصبحت في الثورة السورية
– بين “الاتحاد النسائي” والسيدة الأولى.. تدجين فكري في بوتقة “البعث”
– حكومتان للمعارضة تفشلان في تعزيز دور المرأة.. الثالثة تبحث عن “شخصية مناسبة”
– ما مدى تمثيل المرأة السورية في المنظمات والهيئات الحكومية؟
– كيف أثرت سلطة الفصائل العسكرية على نشاط المرأة في الشمال السوري؟
– أول مؤتمر نسائي في إدلب.. ومشاركة في إدارة المدينة
– ورشات للارتقاء بواقع المرأة وتأهيلها
– نشاط نسائي واسع في حلب وتمثيل في مجلسها
– درعا.. المرأة إلى جانب الرجل في شتى المجالات
– وضحة الحريري.. المرأة التي شاركت في تحرير اللواء 52 في درعا
– “سوريات عبر الحدود”.. تجربة نسوية ناجحة دون اهتمام حكومي
– الغوطة الشرقية تغصّ بالمراكز النسائية وتفتقر للكوادر المؤهلة
– بيان ريحان.. من تنظيم الخرائط إلى قيادة نساء الغوطة
– المراكز النسائية تغيب عن حمص.. المرأة تنشط طبيًا وإنسانيًا
– مها أيوب.. رباها والدها على الثورة “حتى آخر نفس”
– المرأة في الجزيرة.. نشاط ملحوظ يقابله استغلال
– “طلعتي حيط يا بنتي وبينسند فيكي”.. الإمكانيات الاستثنائية في المرأة العاديّة
– “الصحفيات السوريات”: عوائق كثيرة في وجه المرأة السورية
– رأي: حقوق المرأة في دستور الأسد دعاية سياسية
لقراءة الملف كاملًا: بنت البلد.. أين أصبحت في الثورة السورية