أرض البرتقال الحزين لـ غسان كنفاني
أرض البرتقال الحزين هي المجموعة القصصية الثانية للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، نُشرت للمرة الأولى عام 1962، وتُرجمت قصصها إلى عدة لغات أجنبية.
تقع المجموعة في حوالي 100 صفحة موزّعة على عشر قصص. “لي أخ يا سيدي يتعلّم الذل في مدارس الوكالة”، بهذه الصراحة البسيطة والمؤلمة يحكي كنفاني أبعادًا مختلفة للقضية الفلسطينية التي سخّر لها قلمه وحياته، وبشكل خاص آلام اللاجئ الفلسطيني في الرحيل والبعد والمعاناة التي رافقت ذلك في مخيمات النزوح مع شتات للجسد والروح والذاكرة، حيث يتحوّل اللاجئ من إنسان إلى حالة يُتاجر بها سياسيًا وسياحيًا وتجاريًا وزعاميًا، ويصبح اسم كل فرد من العائلة مرتبطًا بالبلد الذي نزح إليه.
يشبه ما خطّه كنفاني ما نراه اليوم في مخيّمات اللجوء السوريّ، إذ يكفي أن تستبدل كلمة “فلسطيني” بـ “سوري” ليكون كل ما يقوله عن المتاجرة بأسى الناس وأوجاع قلوبهم ملامسًا لما نعيشه ونراه اليوم، رغم أننا نقرأه من كلمات عمرها يزيد عن نصف قرن. يقول كنفاني في قصة “أبعد من الحدود” عن اللاجئين:
“إنهم أولًا قيمة سياحية، فكل زائر يجب أن يذهب الى المخيمات، وعلى اللاجئين أن يقفوا بالصف وأن يطلقوا وجوههم بكل الأسى الممكن، فيمر عليهم السائح ويلتقط الصور، يحزن قليلًا، ثم يذهب إلى بلده، ويقول (زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا)، ثم إنهم قيمة زعامية، فهم مادة الخطابات الوطنية واللفتات الإنسانية والمزايدات الشعبية، وأنت ترى، ياسيدي، لقد أصبحوا مؤسسة من مؤسسات الحياة السياسية التي تدر الربح يمينًا ويسارًا”.
ولكم يشبه الياسمين السوريّ، برتقال فلسطين الحزين “البرتقال الذي قال لنا فلاح كان يزرعه ثم خرج، أنه يذبل إذا ما تغيرت اليد التي تتعهده بالماء”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :