تستقطب الأحياء الشرقية في مدينة حلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، نحوعشر منظمات تعنى بشؤون الأسرة. ونالت المرأة الحلبية قسطًا من الدعم النفسي والاجتماعي والمهني والثقافي، من خلال برامج وورشات أعدتها هذه المنظمات، كما أبدى المجلس المحلي في المدينة جانبًا من الاهتمام بالمرأة، من خلال مكتب أنشئ خصيصًا لها.
مكتب المرأة في المجلس المحلي لمدينة حلب
وتحدثت عنب بلدي إلى السيدة أسماء العبد الله، مديرة مكتب المرأة في المجلس المحلي لمدينة حلب، موضحة أن المكتب أنشئ مطلع العام 2016، وتركزت نشاطاته على كافة جوانب المرأة، من ندوات تثقيفية وتوعوية بالنسبة للنساء، ودورات عن المعتقلات والناجيات من سجون النظام، ومقترحات بخصوص إنشاء مراكز دعم لهن، وإقامة مكاتب للمرأة في مجالس الأحياء.
وتوضح العبد الله أن مكتب المرأة أنشأ ثلاثة مراكز لتوعية للنساء من أعمار 15 سنة فما فوق، في المناطق الشرقية والوسطى والغربية، وتعنى بتعليم النساء الحاسوب واللغة الإنكليزية والإسعافات الأولية ومهارات أخرى (تصفيف الشعر، الخياطة، الأشغال اليدوية).
تخرجت 150 متدربة من المراكز الثلاثة في حزيران من العام الجاري، على أن يتم تخريج دفعة جديدة خلال أيلول الجاري، بحسب أرقام المكتب.
الهدف الأساسي من المراكز النسائية في حلب المحررة “ترفيهي تعليمي”، بحسب وصف العبد الله، فعدا عن محو الأمية وتقوية اللغات وتكنولوجيا المعلومات، فإن الهدف الأول هو ملء فراغ المرأة بأشياء مفيدة، ومعالجة المشاكل النفسية وضغوطات الحياة، وتقديم الإرشادات والنصائح اللازمة في شتى المجالات.
ينشط مكتب المرأة في المجلس المحلي بالإشراف على ورشات تتعلق ببناء الثقة لدى المرأة، ومحاضرات عن الزواج المبكر، وحقوق وواجبات الزوجة، والعنف الأسري، ويعمل حاليًا على إنجاز دراسة خاصة بدار العجزة والمسنين، ونسبة النساء فيها وأعمارهنّ وكيفية التعامل معهنّ.
مركز “دارنا” الاجتماعي
هو مركز لكل العائلة، كما عرّفه مديره سالم الأطرش، يقدم خدمات عديدة على صعيد الأسرة، وخصوصًا في مجال المرأة، لمساعدتها وتمكينها، ويركّز عمله على الأسر الفقيرة، والتي فقدت معيلها.
وتحدث السيد سالم عن بعض الفعاليات التي يقوم عليها المركز، “لدينا 60 امرأة تتعلم الخياطة شهريًا، وأنشأنا روضة أطفال، بحيث تستطيع المرأة التي لديها أطفال بين 3- 6 سنوات أن تضع أطفالها في الروضة ريثما تتعلم الخياطة”.
يتخصص المركز أيضًا بإنشاء دورات محو الأمية، وتعليم اللغة الإنكليزية، وبرامج الحاسوب، للمرأة الحلبية، كما ساهم بعرض أفلام سينمائية هادفة، وورشات بالتعاون مع منظمات أخرى لتمكين المرأة ومعالجة بعض الاضطرابات النفسية جراء الحرب أو الاعتقال.
جمعية “نساء سوريا”
تهتم جمعية “نساء سوريا” بالجانب الإنساني للمرأة، باعتبارها “أم الشهيد وزوجته وأخته وابنته”، بحسب توصيف مديرتها هناء قصاب، فأنشأت عدة مراكز، نذكر منها: مركز تعليم النساء تصفيف الشعر، مركز تعليم الخياطة، ودورات محو الأمية.
وأوضحت قصاب أن نشاطات الجمعية تتضمن بشكل دوري جلسات توعوية عن ظاهرة الزواج المبكر، والعنف ضد النساء، وساعات ترفيهية للنساء المسنات في ظل ظروف الحرب، لكنها أشارت إلى بعض الظروف التي تعيق العمل، كالغارات الجوية التي كانت سببًا بتدمير مراكز الجمعية سابقًا، بالإضافة إلى شحّ الدعم، وفق ما ذكرت.
ورأت السيدة هناء أن الثورة السورية أعادت للمرأة السورية ثقتها بنفسها، وأعطتها القوة والجدارة لتثبت شخصيتها، وختمت بالقول “استطعنا أن ننشئ جمعية بكادر نسائي أثبت وجوده على الأرض، بينما في زمن النظام كان هذا الأمر مستحيلًا”.
تابع قراءة ملف: بنت البلد.. أين أصبحت في الثورة السورية
– بين “الاتحاد النسائي” والسيدة الأولى.. تدجين فكري في بوتقة “البعث”
– حكومتان للمعارضة تفشلان في تعزيز دور المرأة.. الثالثة تبحث عن “شخصية مناسبة”
– ما مدى تمثيل المرأة السورية في المنظمات والهيئات الحكومية؟
– كيف أثرت سلطة الفصائل العسكرية على نشاط المرأة في الشمال السوري؟
– أول مؤتمر نسائي في إدلب.. ومشاركة في إدارة المدينة
– ورشات للارتقاء بواقع المرأة وتأهيلها
– نشاط نسائي واسع في حلب وتمثيل في مجلسها
– درعا.. المرأة إلى جانب الرجل في شتى المجالات
– وضحة الحريري.. المرأة التي شاركت في تحرير اللواء 52 في درعا
– “سوريات عبر الحدود”.. تجربة نسوية ناجحة دون اهتمام حكومي
– الغوطة الشرقية تغصّ بالمراكز النسائية وتفتقر للكوادر المؤهلة
– بيان ريحان.. من تنظيم الخرائط إلى قيادة نساء الغوطة
– المراكز النسائية تغيب عن حمص.. المرأة تنشط طبيًا وإنسانيًا
– مها أيوب.. رباها والدها على الثورة “حتى آخر نفس”
– المرأة في الجزيرة.. نشاط ملحوظ يقابله استغلال
– “طلعتي حيط يا بنتي وبينسند فيكي”.. الإمكانيات الاستثنائية في المرأة العاديّة
– “الصحفيات السوريات”: عوائق كثيرة في وجه المرأة السورية
– رأي: حقوق المرأة في دستور الأسد دعاية سياسية
لقراءة الملف كاملًا: بنت البلد.. أين أصبحت في الثورة السورية