التوفير
هو القدرة على أن يكون المرء موفرًا أو اقتصاديًا في استعمال الموارد القابلة للاستهلاك، مثل الطعام أو الوقت أو الأموال، إلى جانب كونه متجنبًا للتبذير أو الإسراف أو الإفراط.
وقد عرّف المتخصصون في العلوم السلوكية التوفير بأنه الميل للحصول على السلع والخدمات بطريقة مقيدة، فضلًا عن الاستخدام البارع للسلع الاقتصادية والخدمات المملوكة بالفعل لتحقيق هدف طويل الأجل.
وهناك أنواع للتوفير، فاقتطاع مبلغ من المال وحفظه بعيدًا عن الأيدي للاستفادة منه وقت الحاجة، يسمى التوفير الموجب، في حين يطلق التوفير الإيجابي على الحد من المصروفات، ويمكن للإنسان أن يجمع بينهما ليسرع في إيجاد أمن مالي يستعين به في ترتيب أموره وتعديل أحواله المالية.
وأول الطريق للتوفير هو معرفة أحوال الشخص المالية، ووضع ميزانية شهرية لدخل الإنسان ومراجعة مصروفه الشهري، ما يجعله يجد أن هناك مصاريف لم يكن يصدق أنه صرفها بهذا المقدار لولا وجود تسجيل دقيق.
في سوريا كان الموظف قبل الثورة السورية يسعى إلى توفير جزء من راتبه، عن طريق جمع مبلغ من المال بالتعاون مع عدد من الأصدقاء والأقارب شهريًا يطلق عليها اسم “جمعية” وتكون مدتها بحسب عدد الأشخاص المشاركين فيها، في حين كان البعض منهم يعمد إلى الاحتفاظ بجزء من راتبه عملًا بالمثل السوري الذي يقول “خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود”.
لكن بعد الثورة ومع التدهور الاقتصادي الذي أدى إلى انخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية أمام العملات الأجنبية وارتفاع الأسعار بشكل كبير، انتهى مفهوم التوفير لدى الموظف، لأن راتبه الذي لا يتعدى وسطيًا 35 ألف ليرة، أصبح لا يكفيه لشراء أهم حاجياته الأساسية فضلًا عن توفير جزء منه.
بل على العكس تمامًا فإن الكثير من السوريين قاموا بصرف ما تم توفيره في السنوات التي سبقت الحرب، ومنهم من عمد إلى بيع مقتنيات الذهب من أجل مجاراة الواقع المتردي الذي وصل إليه الاقتصاد السوري، إذ بات أكثر من 87% من الشعب السوري تحت خط الفقر بحسب دراسات حديثة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :