عفاف جقمور – إدلب
لم يشعر وحيد إلا أنه في قبر، يذكر أنه كان يجلس في غرفته أمام شاشة حاسوبه، استيقظ ليجد نفسه تحت ظلام الركام.
بعد نصف ساعة أدركه عناصر الدفاع المدني، وأخرجوه من تحت الأنقاض، كان قد فقد عددًا من أفراد عائلته، بينهم أخوه الأصغر.
11 عائلة في إدلب فقدت عددًا من أفرادها خلال المجزرة، التي شهدتها في 10 أيلول الجاري، وبلغ عدد الضحايا 96 شخصًا قتلوا جراء قصف الطيران السوري، وفق مصادر طبية وفي الهلال الأحمر.
وحيد غفير (22 عامًا) فقد أربعة من أقربائه، اثنان منهم إخوته، إلى جانب ابن عمه وابن عمته، وعشرات آخرين من أفراد العائلة والأقارب أصيبوا بجروح جراء تلك الصواريخ.
يقع بيت وحيد في منطقة السوق التي تتوسط مدينة إدلب وتصل حارات المدينة ببعضها البعض، وقد باتت تعتبر منطقة خطرة، إذ استهدفت مرات عدة بعشرات الصواريخ بسبب التجمعات التي تتشكل فيها.
عاد وحيد من عمله إلى بيته ليجد أحد أقربائه ينتظره، أخوه الأصغر محمد كان يعتلي سطح المنزل لتعبئة خزان الماء، دخل وحيد غرفته ليخرج من تحت أنقاضها بعد ذلك وقد تحول أخوه إلى أشلاء.
12 كيسًا من الأشلاء وجدت تحت الأنقاض، 12 مفقودًا أيضًا وجد خمسة منهم بعد بحث استمر لأيام، أما السبعة المتبقون فلم تجد لهم فرق الدفاع المدني أثرًا، فافترض الناس وفاتهم بعد العثور على أشلاء مجهولة.
كانت المراصد تشير إلى وجود طيران استطلاع في أجواء المدينة استمر لساعات، لم تعمل صفارة الإنذار يومها فقد كانت الصواريخ الفراغية أسرع منها.
صفارة الإنذار التي يتداول هنا على أنها “عنانة” تعمل أثناء وجود الطيران في أجواء المدينة لتفادي تشكيل التجمعات، أعيد تفعيلها من قبل إدارة المدينة للتقليل من نسبة الضحايا والخطر في المنطقة، لكن بحسب السكان فإن ضربات كثيرة وقعت قبل أن تعمل.
يذكر وحيد أن أخًا سابقًا له قتل منذ أقل من شهرين في مجزرة سابقة في المدينة، وبعد أن قتل أخواه الآخران في المجزرة الأخيرة بقي وحيدًا لعائلته، اسمًا ومعنىً.