هاجم رئيس المكتب السياسي في لواء “المعتصم” التابع لـ “الجيش الحر”، مصطفى سيجري، بيانات تجمع “أهل العلم” وجبهة “فتح الشام” بخصوص قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي.
وصفهم بـ “أدعياء العلم”
وكان تجمع “أهل العلم”، وهو كيان شرعي تشكّل مؤخرًا في الشمال السوري، أصدر بيانًا أمس، الخميس 22 أيلول، أكد من خلاله “حرمة التنسيق مع الأمريكان وأذنابهم، واعتبار هذه القوات، قوات احتلال غازية عدوة للإسلام”، مضيفًا “يجب تمييز الفصائل الصادقة عن فصائل (البنتاغون) التي يجب أن تحل نفسها، وإلا كانت في الصف المعادي”.
ولم يرَ التجمع حرجًا في التنسيق بين “الجيش الحر” والأتراك في غرفة عمليات “درع الفرات”، لكنه أشار إلى وجوب “أن لا تترك خللًا في مناطق الرباط الأخرى، يُمكّن قوات النظام وأعوانها من إحراز تقدّم”.
وفي السياق، وصف مصطفى سيجري الموقعين على بيان تجمع “أهل العلم” بـ “أدعياء العلم”، قائلًا “لو أنهم يمتلكون القليل القليل من العلم كان عليهم أولًا التواصل معنا والسماع منا، فنحن معاليم والوصول إلينا سهل، ونحن أهل الأرض وقادة الجهاد وصناع الثورة”.
وأوضح سيجري في حديث إلى عنب بلدي، أن بيان “أهل العلم” جاء “خاليًا تمامًا من أي آية أو حديث أو قاعدة فقهية أو أصولية، لا تصريحًا ولا استنباطًا، أو حتى دليل على الخيانة والعمالة”، متسائلًا “كيف يفتى بنازلة بعيدًا عن المرجعية والدليل؟ أم أنه الهوى؟”، ومضيفًا “العجيب أن بعض أعضاء التجمع لم يسمع عن البيان إلا من خلال الإعلام وقد أنكروه، ولم يوقعوا عليه أو يقرؤوه”.
وتوجه القيادي بالحديث إلى مشائخ التجمع “هل غاب عن أدعياء العلم أنه قد أجمع كل من يؤخذ عنهم العلم أن جهاد الدفع لا تشترط له الراية، ولا يفرق بين صائل وصائل، وأن مسائل الاستعانة هي من أبواب الفقه وليست من العقيدة؟”.
واستطرد قائلًا “ليعلم الجميع أن قتالنا لداعش هو قتال لظالم مرتد باع نفسه ودينه لأعداء الأمة، من استقدم الأعداء لقصف المسلمين هو من يستعين بالكافر على المؤمن، وليس أمثالنا من الفقراء ممن يدعي الغرب دعمهم وهو شريك الأسد وداعش في قتلهم “، وتابع “إن ثباتنا في أرضنا طيلة السنوات الماضية في وجه الانفصاليين والدواعش كان ثباتًا أسطوريًا، وخصوصًا أيام حصار مارع، أين كان هؤلاء من أدعياء العلم؟”.
وهاجم “فتح الشام”
من جهتها، نشرت جبهة “فتح الشام” (النصرة سابقًا) بيانًا، الجمعة 23 أيلول، قالت فيه إنها ترى “حرمة القتال في الريف الشمالي تحت أي طرف إقليمي أو تحالف دولي، لا على جهة الاستعانة، ولا من باب التنسيق معه، لأن واقع الحال ليس استعانة، ولعدم توفر الشروط الشرعية اللازمة لذلك”، بحسب ما جاء.
وأشارت إلى أن قتال بعض الفصائل تحت راية الأمريكيين في ريف حلب الشمالي، يجعل القول بالاستعانة “غير معتبر من الناحية الشرعية والواقعية”، باعتبار أن أمريكا “عدو كافر صائل مباشر على المسلمين”، والتعامل معهم “حرام” تحت أي مبرر وذريعة، بحسب البيان.
واتهمت “فتح الشام” فصيلي “المعتصم” و”الحمزة” في “الجيش الحر” أنهما تابعين لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وتأتمران بأمره، وتقاتلان تحت راية التحالف الدولي.
وحول ذلك، قال سيجري “أما عن بيان جبهة النصرة فنقول أيضًا تاريخهم لم ينساه الشعب السوري ولن ينساه، تكفير الجيش الحر وقتل عناصره وسرقة سلاحه واغتصاب مقراته واغتيال قادته، ورفض الإحتكام للشرع.. هذا تاريخهم معنا”.
وتعجّب القيادي في “الجيش الحر” من فتوى حرمانية قتال “داعش” بالتعاون مع أنقرة، قائلًا “ماذا يريدون منا؟ أن نقطع العلاقة مع تركيا المسلمة التي احتضنتنا؟ لصالح استعداء تركيا وتكفيرها؟ لصالح من ترك الريف الشمالي لـ (PKK)؟”.
وشدد سيجري على أن ثبات “الجيش الحر” في الأرض كان “الضامن لقطع الطريق على المشاريع الدولية المعادية للأمة والشعب”، وتابع “نحن من وقف في وجه مشروع التقسيم، فأين كنت أنت يا جولاني؟”، وختم قائلًا “إننا حملنا السلاح للدفاع عن أرضنا وعرضنا ولن نتركه حتى يتم الله نصر ثورتنا أو نهلك دونها”.
ويقاتل لواء المعتصم إلى جانب عدد من فصائل “الجيش الحر” ضمن غرفة عمليات “درع الفرات” بدعم من الجيش التركي، ونجحت بطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من الشريط الحدودي مع تركيا في ريف حلب الشمالي.
وتأتي هذه البيانات غداة دخول جنود أمريكيين إلى بلدة الراعي قبل نحو أسبوع، لتوضح تركيا أن العمليات في ريف حلب الشمالي تأتي بتنسيق مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية.