بطريقة مختلفة عمّا عايشه السوريون خلال الثورة السورية، ابتكر فريق “ملهم التطوعي” فكرة منح فيها أطفال المناطق المحاصرة “عيديات”، وجذبت مليوني مهتم على مواقع التواصل الاجتماعي.
” كان هدف الفيديو إيصال فكرة أن تبرع المساهمين مهما كان صغيرًا قد لا يعني لهم شيئًا إلا أنه يدخل البهجة على نفوس الأطفال”، يقول مدير فريق “ملهم”، عاطف نعنوع، الذي لم ينتظر إلى المساء كي ينشر الفيديو “كما نعمل عادة”، بل نشره فور انتهاء “المونتاج”.
لم يكن التصوير اعتياديًا، اذ استخدمت فيه كاميرات خفية أثناء عمل المتطوعين، رصدت ردات فعل الأطفال العفوية الأولى لدى منحهم ظروفًا بداخلها “العيدية”، واستطاع كادر الفريق إيصالها إلى أكثر من ثلاثة آلاف طفل خلال أيام العيد الأربع، بحسب نعنوع.
الفكرة جاءت مبتكرة هذا العام، ضمن حملة “بسمة أمل” التي يطلقها فريق “ملهم” كل عيد، ويوزع من خلالها “العيديات” والملابس وهدايا على الأطفال.
مراسل عنب بلدي رصد ردود أفعال بعض الأطفال في مناطق التوزيع، بعد تلقيهم “العيدية” وجميعها تباينت بين الفرحة والصدمة، وغابت تفاصيل ما جرى عن أذهانهم لتحضر الضحكة فقط، دون معرفة الجهة المانحة.
أطفال المناطق المحاصرة كانوا الهدف الأساسي من الحملة، في كل من الغوطتين، وجنوب دمشق، إضافة إلى مخيمات ريف اللاذقية وعرسال، يقول الناشط الإعلامي من جنوب دمشق وليد الآغا، لعنب بلدي، إن الفكرة إبداعية خارجة عن المألوف، ويرى أن أي عمل يخرج الأطفال من أجواء الحرب التي يعيشونها فهو عمل مأجور بإذن الله”.
وتأتي الفكرة مخالفة لما عاشه آلاف الناشطين السوريين على مدار السنوات الماضية، وتجلى بتوزيع “العيديات” على الأطفال وتصويرهم مع المانح، الأمر الذي اعتبروه “إذلالًا للطفل وانتهاكًا للإنسانية”.