جودي عرش – حمص
لم يكن عيد حي الوعر الحمصي كسابقه، بل حمل ارتياحًا وتفاؤلًا باستقرار حال الحي، بعد تفعيل الاتفاق المبرم سابقًا مع النظام السوري، ودخول الأضاحي والمواد الغذائية المنقطعة منذ أشهر.
مرّ هذا العيد بـ “سلام”، وفق ناشطي الحي، بسبب إعادة الاتفاق المبرم بين المعارضة والنظام، والذي توقف منتصف آذار، وتبع ذلك حصارٌ خانقٌ وقصفٌ وغارات استهدفت الحي بالنابالم والبراميل المتفجرة.
واستقبل الوعر الأهالي الذين قدموا من الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، وشهد العيد لأول مرة بعد التهدئة صنع الحلويات الخاصة به، لكن دون أن يشهد الحي احتفالات لأطفاله بسبب عدم الثقة في النظام بعد مجزرة العام الماضي، التي راح ضحيتها 28 طفلًا، بحسب ما نقله الناشط الإعلامي رضوان الهندي لعنب بلدي.
لحوم وأضاح
دخول الخراف إلى الحي سمح للجمعيات الإغاثية بتوزيع الأضاحي على السكان، وساهم بخفض سعر كيلو اللحم، الذي كان سعره يتراوح بين 10 و25 ألف ليرة، بحسب حالة معبر المهندسين وتوفّر اللحوم.
وأوضح الهندي أن نحو 1500 خروف دخلت الحي، وبلغ عدد حصص كل عائلة حصتين على أقل تقدير، وبلغ متوسط الحصة الواحدة للعائلة (خمسة أفراد) نحو 2.5 كيلوغرام.
والحي هو آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص، ويبلغ تعداد سكانه نحو 75 ألف نسمة، وتوصلت لجنة ممثلةٌ للفصائل والفعاليات الموجودة فيه، نهاية آب الماضي، إلى تسوية أفضت بالعودة إلى اتفاق سابق بين الجانبين.
وأضاف دخول المواد الغذائية وانخفاض سعرها، وبدء التنقل مع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من معبر المهندسين، بهجة للعيد، بحسب وصف الهندي، الذي قال “لا بد من القول إن الهدنة القائمة ساهمت في جعل هذا العيد أكثر بهجة، وخاصةً بعد المجازر والحصار الذي طال أهالي الحي المحاصر لسبعة أشهر”.
واستدرك الناشط “لكن لا بد من الإشارة إلى أن هذه الهدنة لم تساهم في إعادة الأمان الى قلوب النساء والأطفال، فسكان الحي مايزالون يتخوفون من مجازر أخرى”.
لا عيد في حمص الخاضعة للنظام
دخلت (أ.ب) إلى حي الوعر المحاصر في ثالث أيام عيد الأضحى، بعدما تأخر دخولها يومين على حاجز المهندسين، لكنها أصرت على الدخول لقضاء العيد مع زوجها المحاصر.
وقالت لعنب بلدي “لا يمكنني وصف العيد في مناطق حمص الخاضعة لسيطرة النظام بالعيد الحقيقي، بالرغم من محاولة تقديمه كعيد مشابه لأعياد حمص قبيل الثورة، لكن النظام لم ينجح بإضفاء الإحساس بالسعادة والأمان والبهجة عليه فلا يزال العيد مزيفاً في ظل الشعور بالاحتلال والبعد عن الأحباب الذين يبعدون عنك مسافة لا تتجاوز الكيلومترات”.
كانت (أ.ب) تشعر بالتشرد لأنها بعيدة عن منزلها، واليوم نجحت بالعودة إليه، وختمت حديثها “كان دخولي بمثابة العيد الحقيقي، حتى وإن كان حي الوعر لا يعيش طقوس العيد كاملة”.