عنب بلدي – الغوطة الشرقية
“الخير وفير هذا العام، فالكثير من الأفراد ذبحوا أضاحي إلى جانب عشرات المؤسسات العاملة في الغوطة“، يقول الشاب سليم سلطي من أهالي مدينة دوما، واصفًا أضاحي عيد الأضحى الأخير “خلال فترة الحصار“.
مرّت وقفة عيد الأضحى صعبة على أهالي مدينة دوما والغوطة الشرقية هذا العام، وسط زحمة القصف بالصواريخ والقنابل العنقودية، إلا أنهم استقبلوا العيد، بخير “وفير” لم تشهده الغوطة الشرقية منذ سنوات، وفق الهيئات والمؤسسات التي أشرفت على ذبح الأضاحي وتوزيعها على الأهالي.
ودخلت آلاف رؤوس الأغنام والأبقار المعدة للذبح إلى الغوطة خلال فترة تجهيزات العيد عن طريق الأنفاق، التي تصل الغوطة بمناطق مهادنة مع النظام، في حين دخلت كميات أخرى عن طريق تاجر من طريق مخيم الوافدين، فضلًا عن حيوانات ربتها بعض المؤسسات ضمن مشاريع الثروة الحيوانية التي تديرها في الغوطة، وقدرت بالمئات.
الأهالي راضون عن الكميات
الشاب سلطي أوضح لعنب بلدي أنه حصل على أربع حصص من الأضاحي من أصدقائه وعن طريق مندوب الحي، الذي يشرف على توزيع الأضاحي بالتنسيق مع المؤسسات العاملة بهذا المجال، وهو ما أكده وائل عيروط، من أهالي دوما، ورغم أنه أشار إلى أن الحصة لم تصله إلا بعد إبرازه “بطاقة الحصص” المعتمدة مسبقًا، إلا أنه أقر بوفرة الأضاحي هذا العام.
“من كثرة الخير نادت المساجد على من لم يحصل على حصة”، تقول ربة المنزل ميساء سويد، وجاء حديثها إلى عنب بلدي موافقًا لمن سبقها بخصوص وفرة الكميات التي أظهرت ذبح أكثر من ألفي أضحية، شملت قرابة 170 ألف حصة تقريبًا، وفق تقديرات غير رسمية من مطلعين على سير العمل.
أكثر من 50 مؤسسة إغاثية شاركت في أضاحي العيد
عنب بلدي رصدت أكثر من 50 مؤسسة إغاثية أسهمت بأضاحي العيد ضمن مدن وبلدات الغوطة، وأمّنت الجمعية الخيرية في دوما عشرة آلاف حصة من اللحم (1.5 كيلوغرام مناصفة بين لحم العجل والخروف)، ذبحت في مسلخها الخاص، وفق أمين الساعور، مدير الجمعية الأشهر في المدينة والتي تعمل منذ عام 1960.
محمد مرجان، صاحب مسلخ في مدينة دوما، ذبح عشرات الأضاحي من الخراف والعجول، وقدّر في حديثه إلى عنب بلدي عدد الأضاحي التي ذبحت في مسلخه بأكثر من 400 ذبيحة، إضافة إلى آلاف الذبائح في مناطق أخرى من الغوطة.
ووصف صاحب المسلخ الإقبال بـ”الكبير جدًا”، في ظل غلاء سعر الخروف، الذي وصل سعره إلى 2400 ليرة سورية، إلا أنه متوفر بشكل كبير على عكس العام الماضي حين وصل سعره إلى 2500 وندر وجوده، وفق مرجان.
غرف تبريد كبيرة احتوت اللحوم بعد تقطيعها، بحسب صاحب المسلخ، الذي عزا “نجاح” موسم أضاحي هذا العام إلى تنسيق العمل الإغاثي من خلال هيئة التنسيق ومندوبي الأحياء واللجنة المركزية التي نسقت بين المؤسسات.
وقدّر مرجان وزن الحصة الواحدة بـ 800 غرام، من ضمن 30 أخرى، تنتج عن ذبح خروف وزنه 50 كيلوغرامًا قبل الذبح، و25 كيلوغرامًا بعده، مشيرًا إلى أن جملًا واحدًا ذُبح داخل الغوطة من قبل مؤسسة “عدالة” التي ترعى مشاريع تنمية الثروة الحيوانية في الغوطة.
ووفق ما رصدت عنب بلدي من آراء لأهالي الغوطة، فقد حاولت المنظمات الإنسانية العاملة فيها، صنع البسمة ورسم الضحكة على وجوه الأطفال والأهالي بإمكانيات بسيطة، من خلال مشاريع أخرى رعتها إلى جانب توزيع الأضاحي، أمنت من خلالها ألبسة للأطفال ورعت فعاليات ونشاطات مختلفة خلال العيد، وخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.