أهالي ريف الحسكة يرممون منازلهم الطينية تحضيرًا للشتاء
بهار ديرك – عنب بلدي
في مثل هذا الوقت من كل عام، يبدأ أصحاب المنازل الطينية في مدن وبلدات ريف الحسكة، بترميم أسقف وجدران منازلهم الخارجية، وطليه بالطين لحمايته من العوامل الجوية المرافقة لفصل الشتاء.
تتجاوز نسبة المنازل الطينية في مدن وبلدات ريف الحسكة 75%، من مجموع المنازل في المنطقة، وفق تقديرات مؤسسات النظام السوري، وتخضع جميعها للترميم بشكل سنوي مع قدوم فصل الشتاء من قبل مالكيها.
المهندسة جورجيت حبيب، عملت سابقًا في قسم “إنعاش الريف” ضمن مديرية الشؤون الاجتماعية لدى النظام، قالت لعنب بلدي إن التقارير التي كانت تصل إلى المديرية من الهيئات الفرعية، أظهرت توزع العدد الأكبر من المنازل الطينية في أرياف مدن القامشلي، والمالكية، والدرباسية وتل حميس والجوادية.
معاناة في ترميم المنازل
زهير رمو، يملك منزلًا طينيًا في ريف القامشلي، وإلى جانبه حظائر حيوانات مبنية من الطين والتبن، أوضح لعنب بلدي أنه يرمم منزله سنويًا بتجهيز الطين وتأمين عمال لمساعدته في ترميم السقف وتدعيمه، لافتًا إلى أن الترميم مهم بدوره للحظائر، والتي تضم مخازن لعلف الحيوانات.
بدوره أشار المواطن شفان محمود، من ريف الحسكة، إلى أنه يعاني هذا العام من صعوبات أبرزها هجرة أولاده إلى كردستان العراق، مردفًا “سأعمل مع أولادي الذين لا تتجاوز أعمار بعضهم 14 عامًا”.
مساحة منزل محمود الطينية كبيرة كما يقول، مضيفًا أن اليد العاملة مفقودة في المنطقة، “ولا أحد يمكن أن يعمل بالإيجار بهذه المهنة”.
وسائل أخرى للتدعيم
يعتمد أصحاب المنازل الطينية على وسائل أخرى كبديل عن الطين وخاصة في تدعيم الأسقف، مستخدمين أكياس النايلون الخاصة السميكة، الأمر الذي يخفف من التكلفة، وفق من التقتهم عنب بلدي، وأكدوا أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر خلال هذا العام.
وتستورد المحال التجارية في الحسكة كميات كبيرة من النايلون، من مناطق أخرى في سوريا، وأكد جهاد هازم، وهو مالك لمحل تجاري لبيع النايلون، أنه يشهد إقبالًا شديدًا، موضحًا أن سعر المتر والواحد 1800 ليرة سورية.
وتمنى هازم أن تستمر “الإدارة الذاتية” بالسماح باستيراده، عازيًا السبب “أن المواطن في هذه المناطق يحتاجه كثيرًا لحماية منزله من الأمطار والثلوج الشتوية وتسرب المياه”.
ساءت أوضاع مالكي المنازل الطينية في مدينتي المالكية والجوادية العام الماضي، ولم تعوضهم أو تساعدهم أي جهة بترميم منازلهم، وفق ممدوح شاكر، والذي يعمل في مديرية الزراعة بالحسكة، وتوقع في حديثه إلى عنب بلدي أن يتكرر الأمر نفسه العام الحالي.
عدنان محمد، يعمل في مجلس بلدية مدينة المالكية، قال لعنب بلدي إن سكان ريف الحسكة أثرت فيهم ظروف الحرب لدرجة كبيرة، وتوجه العديد منهم لبناء منازل من الإسمنت المسلح، إلا أن الخوف من المجهول منعهم من إتمام البناء، على حد وصفه.
وشهدت مدينة المالكية تطورًا عمرانيًا، إذ تضم أبنية من عدة طوابق، إلا أن قاطني ريفها مازالوا يستخدمون المنازل الطينية، وعزا محمد السبب إلى “ضعف قدرة المواطنين الشرائية لمواد البناء”.
بدوره أوضح متعهد البناء خالد داوود، أن المنطقة شهدت حركة عمرانية واسعة خلال السنوات الماضية، إلا أن بدء الثورة واستمرارها أوقف العمران بشكل كامل لفقدان مسلتزمات البناء، مؤكدًا أن بلدة معبدة وصلت نسبة المنازل الإسمنتية فيها إلى نحو 90%.
رغم قرب المسافة بين مالكي المنازل الطينية والأخرى الإسمنتية، إلا أن أصحاب الطينية منها مازالوا حتى اليوم يشترون التراب الخاص لطلي المنازل وتدعيمها، بعد غربلته وتجهيزه، ورغم أن محافظة الحسكة شهدت تطورًا عمرانيًا ملموسًا في الآونة الأخيرة، إلا أنه لا حل يلوح في الأفق لمشكلة تلك المنازل حتى اليوم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :