الجمعة العظيمة،، يوم كألف سنة مما تعدون !!
جريدة عنب بلدي – العدد الثالث عشر – الأحد – 29/4/2012
لكل من اسمه نصيب، وكذلك كان للجمعة العظيمة نصيب عظيم من اسمها.. حيث أطلق الثوار عليها هذا الاسم تعبيرًا عن تضامنهم مع إخوتهم المسيحيين وللدلالة على أن الشعب السوري واحد مهما اختلفت طوائفه.. وأطلق شعار «معاً نحو الحرية، قلب واحد، يد واحدة، هدف واحد»… وفعلًا كانت عظيمة بحق، حيث شهدت سورية يومها زخمًا كبيرًا في نقاط التظاهر في جميع أرجاء سورية.. فالجميع خرج رفضًا للظلم الذي يمارسه نظام الأسد على المتظاهرين السلميين، الذي سقط ضحيته أكثر من 84 شهيدًا بالإضافة إلى عشرات الجرحى في ذلك اليوم.. ولازال السوريين يعانون من هذا الظلم حتى يومنا هذا..!!
عام مضى على الجمعة العظيمة والقتل والتشريد والذل في ازدياد مستمر..! وليس هذا فقط ما جعل من 22-4-2011 يومًا عظيمًا وذكرى لا تنتسى.. فهو يوم بألف يوم..!! هو اليوم الذي ودعت فيه داريا أولى شهدائها، عمار محمود ووليد خولاني والمعتز بالله الشعار.. إثر مظاهرة ضمت حشد كبير من الناس المطالبين بحريتهم والذين شهدوا يومها معركة حقيقية بين جيش مسلح وشعب أعزل.. يواجه الرصاص بصدوره العارية وكلمته التي لازال يرددها على لسانه حرية حرية.. وكما نال الثوار شرف استنشاق الغاز المسيل للدموع للمرة الأولى التي كلما استنشقوه ازداد شغفهم وشوقهم لكرامتهم المنشودة..
لم تكن داريا هي الوحيدة من قدمت أولى شهدائها في الجمعة العظيمة بل أيضًا حماه، كان لها هذا الشرف العظيم لتفتخر بالبطلان أمير أكرم طقم و صديقه صهيب حامد سوتل اللذين قدما جسديهما قربانًا ليكونا شعلة تنير لنا الطريق..
فهتاف الشعب يريد إسقاط النظام الذي هتف به ثوار سورية بأعلى أصواتهم والذي هز عروش الطغيان، أثار جنون العصابة الأسدية فحولوها إلى جمعة دامية وأصبحوا يتصيدون المتظاهرين ويفرغون كل حقدهم وغيظهم بإذلالهم وقتلهم واعتقالهم..!! كان همهم في ذلك اليوم إطلاق النار لتفريق المظاهرات التي انطلقت من درعا وحمص وداريا والمعضمية وحماه ودمشق والعديد من المناطق والمدن السورية..
نحن شعب لا نستسلم ننتصر أو نموت..! ما أروع هذا الكلام.. فكيف إذا كان أحرار سورية يتخذونه جرعة تفاؤل يوميًا.. كيف لشعب يملك هذا القدر من الإيمان والثقة بنصر الله أن يهزم..؟! فوالله لو حولتم حياتنا كلها إلى جمعًا عظيمة دامية لن تثنوا من عزيمتنا شيئ..!! نعم ستظل تلك الجمعة راسخة في عقولنا وقلوبنا، فسورية الآن كلها جمعًا عظيمة.. وشعب عظيم، للوصول إلى هدف أعظم..
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :