على الرغم من الحديث المعلن بين الأمريكيين والروس على ضرورة فض أي اشتباك، والحفاظ على التهدئة بين طرفي الصراع الرئيسيين في سوريا، إلا أن كلاهما يدركان صعوبة ذلك الأمر، أو ربما استحالته في المدى المنظور.
وبناءً على معطيات ميدانية، ومعلومات حصلت عليها عنب بلدي من بعض دوائر المعارضة المسلحة، والتي تستشرف المرحلة المقبلة من عمر الصراع، فإن خمس معارك محتملة قد تنهي أي أمل بتهدئة طويلة الأمد، أو “هدنة” كما يحلو للبعض تسميتها.
ريف إدلب الغربي
تهديد حقيقي يقف في وجه فصائل المعارضة و”جيش الفتح” تحديدًا، بعد الحديث عن حشود عسكرية في ريف اللاذقية الشمالي لقوات الأسد والميليشيات المحلية والأجنبية الرديفة، والتي تستهدف دخول ريف إدلب الغربي مرة ثانية، بعدما طردت منه قبل عام ونصف.
جسر الشغور وريفها القريب، هو الهدف المحتمل لقوات الأسد، إذ تعتبر هذه المنطقة خط دفاعي أول للنظام السوري لو سيطر عليها، ليضمن من خلالها استقرار جبلي التركمان والأكراد، بعد نجاحه في الاستحواذ على مساحات واسعة في المنطقة.
حماة المؤجلة
تأجلت معركة حماة مرارًا، وفشلت فصائل المعارضة في اقتحامها أو الاقتراب منها طيلة الأعوام الماضية، لكنها اليوم وبعد تقدمها اللافت في الريف الشمالي، عادت وطرحت فكرة “تحرير” المدينة، على غرار إدلب.
وعلمت عنب بلدي أن مرحلة جديدة من المعركة قد تستأنف في الوقت القريب، بغية السيطرة على جبل زين العابدين وقرية كفرّاع المجاورة، ودخول مدينة حماة من محورها الشمالي والشمالي الغربي، وإن نجحت في ذلك فسينعكس الأمر على ملف المفاوضات والصراع برمته.
ريف درعا
رغم الهدوء الذي تشهده درعا خلال الأيام الماضية، إلا أن نوايا النظام السوري في الاستحواذ على مدينتي إبطع وداعل تبدو واضحة، وبالفعل تقدمت قوات الأسد لتصبح على مشارفهما من المحور الشرقي، خلال الأسبوعين الفائتين.
وفيما لو شن النظام هجومًا على المدينتين، فإن المعارك ستعود إلى درعا بشكل متصاعد، وربما تنتقل إلى محاور أخرى، بعد مرحلة خمول أفقدت فصائل “الجيش الحر” مدينة الشيخ مسكين وبلدة عتمان، مطلع العام الجاري.
الغوطة الشرقية
نجحت قوات الأسد في الاقتراب من مشارف مدينة دوما، وهي عاصمة المعارضة في ريف دمشق، ويبدو أنها مستمرة في قضم مساحات من أراضي منطقة المرج، والمحور الشرقي لمدينة دوما.
ووفقًا لمعلومات عنب بلدي فإن “جيش الإسلام” وباقي الفصائل تجهّز لصد أي محاولات اقتحام قد تعرّض دوما للخطر، وقد نرى في الأيام المقبلة معارك أكثر شدّة في المنطقة التي يريدها النظام السوري آمنة، ويدخلها جو الهدن والاتفاقيات، على غرار الغوطة الغربية وجنوب دمشق.
جنوب حلب
في الجنوب الحلبي، حققت المعارضة تقدمًا خلال الأشهر الماضية، مكنّها من اقتحام حلب من المحور الجنوبي وفتح ثغرة إلى الأحياء الشرقية من محور الراموسة، قبل أن تنسحب وتستعيد قوات الأسد سيطرتها السابقة عليها.
إلا أن هجومًا جديدًا قد يشنه “جيش الفتح” من المحور الجنوبي مرة أخرى، توسع من خلاله المعارضة وجودها في المنطقة، وتسيطر من خلاله على قرى وبلدات جديدة أبرزها الوضيحي والحاضر، وتستأنف الهجمات مرة أخرى على محور الكليات، بحسب مصدر في “جيش الفتح”.
تتعامل الدول المؤثرة في الملف السوري وفقًا لمصالحها، دون أي عمل جدي يلجم قوات الأسد وحلفائه، ودون تصور لخارطة سلام تنهي مسلسل خمس سنوات من الحرب.