لماذا ترفض أمريكا كشف بنود اتفاق التهدئة في سوريا؟
ترفض الولايات المتحدة الأمريكية، أحد الطرفيين الراعيين لاتفاق التهدئة في سوريا، كشف تفاصيل الاتفاق حتى اليوم، الجمعة 16 أيلول، في وقت تطالب بعض الدول بالاطلاع عليه.
وفي وقت أكدت الخارجية الأمريكية أن واشنطن لديها “أسباب مشروعة” لعدم كشف التفاصيل، تقول روسيا، الطرف الثاني في الاتفاق، إنها لا تمانع بالكشف عنها.
وجهة نظر واشنطن
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، نشر أمس الخميس تحليلًا للاتفاق بعنوان “الحكم على اتفاق كيري السري مع روسيا بخصوص سوريا”، وتحدث عن سير الاتفاق، مشيرًا إلى أن أمريكا تحافظ على سريته لأسباب معينة.
ووفق رؤية المعهد فإن كيري يبقي على نص الاتفاق سريًا حتى اليوم باعتباره وسيلة يستطيع من خلالها كل من جبهة “فتح الشام”، وتنظيم “الدولة الإسلامية” الحصول على إشعار مسبق من عمليات محتملة ضدهما.
واعتبر معهد واشنطن أن ما يجري حاليًا بخصوص اتفاق التهدئة، نهج سبق لأمريكا استخدمته وضمنت من خلاله نجاح الاتفاق النووي مع إيران، تموز 2015.
مطالب بكشف الاتفاق
وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، طالب أمس الخميس الاطلاع على تفاصيل اتفاق التهدئة، داعيًا واشنطن “لإطلاع حلفائها على نص الاتفاق”.
ورد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، بالقول إن “هناك بعض التفاصيل التنفيذية التي لها حساسية، ونحن نعتقد أنه لم يكن في مصلحة الاتفاق أو في مصلحة أحد الكشف عنها”.
تونر اعتبر أن “هناك بعض المفسدين الذي يرغبون في إفشال الصفقة ونحن ندرك ذلك، ولا يزال تقييمنا أننا لا نرغب في الكشف عن تفاصيل الاتفاق علنًا، ولكن إذا وصلنا إلى نقطة نعتقد أننا يمكننا إعلان التفاصيل فسنفعل”.
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في وقت سابق أنه “لايوجد مبرر لعدم الإفراج عن تفاصيل الاتفاق علنًا”، مشيرًا إلى أن إبقاء الاتفاق سريًا كان بناء على طلب من واشنطن.
ودعا لافروف إلى إعلان الاتفاق المكون من خمس بنود، كما دعت روسيا إلى المصادقة عليه في مجلس الأمن وإصدار قرار بخصوصه.
الاتفاق لا يتضمن مصير الأسد
ورغم غموض الاتفاق حتى اليوم، نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائييل بوغدانوف، قوله إن “الاتفاق لا يتضمن مصير بشار الأسد أو العملية الانتقالية في البلاد لأن ذلك مسألة سورية بحتة”.
ويرى معارضون سوريون أن إخفاء تفاصيل الاتفاق، يجعله غير ملزم للفصائل، وهذا ما تحدث عنه رئيس الائتلاف السوري المعارض، خالد خوجة، وكتب عبر حسابه في “تويتر” اليوم: “وزارة الخارجية الأمريكية لديها أسباب مشروعة بعدم الكشف عن اتفاق الهدنة مع روسيا، ما يعطي ثوار سوريا حقًا مشروعًا بألا يلتزموا بأي اتفاق مبهم.
وبموجب الاتفاق ستسهدف كل من أمريكا وروسيا من تصنفهما “جماعات إرهابية” بعد نجاح الاتفاق، الذي حدد موعده وزير الخارجية جون كيري، بسبعة أيام، كما يضمن إيصالًا مستدامًا للمساعدات الإنسانية دون عوائق لكل المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بما في فيها حلب.
وتحفظت فصائل المعارضة السورية على الاتفاق ورفضت استهداف جبهة “فتح الشام”، في حين تعرض لخروقات عدة حتى اليوم، قدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان بـ 64 خرقًا، طالت مناطق عدة من سوريا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :