انتقد عشرات الكتاب والفنانين والصحفيين السوريين، السياسات الأمريكية والروسية في سوريا، والتي حجّمت قصص السوريين بـ”حرب ضد الإرهاب” متجاهلة قصص النجاح فيها.
وفي بيان نشر اليوم، الخميس 15 أيلول، وحصلت عنب بلدي على نسخة منه، أدان فنانون معارضون للنظام السوري، ووصفوا أنفسهم بـ “الديمقراطيين والعلمانيين”، السياسات الأمريكية والروسية وتضمن البيان “نود أن نعبر عن إدانتنا بأقسى العبارات لمقاربة القوتين المتدخلتين في سوريا، الولايات المتحدة وروسيا، لشأننا السوري، وعملهما منذ عام 2013 على الأقل على إلحاق كفاح السوريين التحرري بحرب ضد الإرهاب، ليس في سجلها قصة نجاح واحدة، لكن في السجل قصة تحطيم عدد من البلدان”.
ورفض الفنانون ما اتفقت عليه موسكو وواشنطن جملة وتفصيلًا، “وتواطؤ الأمم المتحدة التي تكشّف مؤخرًا أنها كانت تمول طغمة الإجرام الأسدي طوال سنوات حربها ضد السوريين”، بحسب البيان.
“الصفقة الكيماوية المشينة”
البيان اعتبر أن “الصفقة الكيماوية المشينة التي حلت مشكلات لأمريكا وإسرائيل وروسيا لم تعالج أي مشكلة تخص الشعب السوري، بل أطلقت يد طغمة بالغة الإجرام في قتل السوريين وتدمير بلداتهم وأحيائهم وتهجيرهم، وكانت هدية لا تقدر بثمن للمنظمات العدمية الإسلامية مثل داعش وجبهة النصرة”.
كما اتهم روسيا وأمريكا “بتجميد الوضع الحالي كي تستأنف القوتان الحربيتان حربًا لا تنتهي ضد الإرهاب، مع إغفال مصير عدد غير محدود من المعتقلين في شروط وحشية، ومن دون دعوة إلى فك الحصار عن المناطق المحاصرة، ودون ذكر ميليشيا حزب الله وميليشات طائفية أخرى”.
ويرى المثقفون أن العالم “يسير نحو تبلّد أخلاقي غير مسبوق، ترتفع فيه مستويات الخوف والكراهية، وترتفع معها أسهم السياسيين الذي يستثمرون في الخوف والكراهية والانعزال”، معتبرين أن ثورة السوريين “تحطمت على الجدار الصلب للنظام الدولي، وليس على جدار الفاشية الأسدية وحدها”.
ودعى البيان في ختامه إلى أن يغير العالم نظرته تجاه سوريا كقضية عالمية، مطالبين بإدانة السياسيين الأمريكيين والروس، “والتشهير بهم كقلتة وإرهابينن مثل خصومهم الإسلاميين”.
وقّع على البيان 151 كاتبًا ومثقفًا وصحفيًا سوريًا من أبرزهم: الكاتب والأستاذ الجامعي برهان غليون، والحقوقي مازن درويش، والصحفي أسامة نصار، والكاتب حازم النهار، والكاتبة حذام زهور عدي، والفنان سميح شقير، والممثلان فارس الحلو ومي سكاف، والمحامي ميشيل شماس وغيرهم.
ويأتي البيان في وقت اتفقت في كلٌ من روسيا وأمريكا على التهدئة في سوريا، ودخلت حيز التنفيذ مساء الاثنين الماضي، وتعرضت في اليومين الأولين لـ28 خرقًا من قبل النظام السوري، وفق منظمات حقوقية، كما رفضته أغلبية فصائل المعارضة المقاتلة على الأرض.