“بارقة أمل” تقيم حفلًا لخمسين طفلًا في إدلب
لم تنم جودي تلك الليلة، كانت تعلم أن حفلًا ينتظرها يجسد لها العيد الذي تعيشه.
“جودي” طفلة ذات تسع سنوات دعتها منظمة “بارقة أمل” النسائية لحضور حفل ترفيهي للأطفال ثاني أيام عيد الأضحى في مدينة إدلب.
عرفت منظمة “بارقة أمل” بنشاطها للأطفال، وقامت بحفلها إحياءً لذكرى “داليا قميناسي”، إحدى أعضاءها التي قتلتها جراء غارات جوية على مدينة إدلب، وكانت عضوًا أساسيًا في المعهد التدريسي للأطفال في المنظمة. يذكر أعضاء المنظمة أن الشهيدة داليا قالت في اجتماعها الأخير إنها دعيت من قبل روضة خاصة للعمل فيها كمدرسة لكنها رفضتها كي تستمر في تدريس أطفال الشهداء والمعتقلين في معهد المنظمة، رغم كونه مجاني. |
جمعت الفعالية خمسين طفلًا (من سن 4 إلى 10 سنوات)، وتنوعت فقراتها من “أسئلة وأجوبة” إلى عروض ضوئية، إضافة لفترة غداء في آخر الحفل، وشاركت فرقة الدعم النفسي من منظمة “بنفسج” في بعض الألعاب الحركية. ندى سميع، مديرة المنظمة، تقول إن الفعالية أقيمت لأن الأطفال بحاجة للخروج من جو التوتر الذي يعيشونه كي لا تتحول مشاعر الألم لديهم إلى مشاعر عدائية للمجتمع.
الألعاب الحركية والكهربائية التي اعتاد الأطفال على ارتيادها في الأعياد لم تعد مزدحمة كالسابق، فالقصف الجوي الذي تشهده المدينة يمنع من تشكيل أي تجمعات يمكن أن هدفًا لغارة يحولها إلى مجزرة تضاف إلى سلسلة المجازر السابقة في إدلب، ما جعل المؤسسات الخيرية تفكر “خارج الصندوق” لتنظم أعمالًا إبداعية أخرى في أماكن مغلقة.
ثلاثة أيام متواصلة عملت المتطوعات خلالها بالتحضير للحفل، خمس متطوعات لم يسبق لهن التحضير لفعالية كهذه، ما جعلهنّ يبذلن جهدًا في اختيار المواد وتنسيقها وإعدادها خلال أيام العيد نفسه. تقول آية سويد، واحدة من أولئك المتطوعات، إن المجزرة الأليمة التي شهدها السوق منذ يومين شاهدوها بأعينهم أثناء شرائهم للوازم الفعالية، وتضيف “ربما حمانا الله رحمة بهؤلاء الأطفال كي يكتمل عيدهم”.
الأساور، المرايا، رباطات الشعر، غنائم صغيرة حظي بها الأطفال بعد الحفل، وبهجة اعتاد الأطفال على استقبال العيد بها لم تتجاوزها قساوة الظروف.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :