قبل الدخول إلى أحياء مدينة داريا في ريف دمشق من جهة الشرق، لابد من المرور من دوار كان يطلق عليه قبل الثورة السورية “دوار الباسل” نسبة إلى باسل الأسد الذي توفي قبل عشرين عامًا.
دوار “الباسل” أصبح يعرف فيما بعد باسم “دوار أبو صلاح” وكان شاهدًا على كثير من المظاهرات التي خرجت في داريا بداية الثورة السورية، كما كان شاهدًا على حالات الاعتقال التي نفذتها قوات النظام والشبيحة بحق أهالي المدينة.
للدوار قصة لا يعرفها سوى أهالي داريا ممن عاشوا المظاهرات الأولى في المدينة، وكيف تغير اسمه من “الباسل” إلى دوار “أبو صلاح”.
طالب يوسف السمرة (أبو صلاح) هو الشهيد الداراني الذي حمل الدوار اسمه، بعدما قام يوم “الجمعة العظيمة”، 22 نيسان 2011، بتحطيم تمثال باسل الأسد، والتبول عليه أمام مئات المتظاهرين غير آبه بما ينتظره أو ماذا سيحل به.
كما دمّر المتظاهرون تمثال حافظ الأسد، بالقرب من الفرن الآلي في نفس الشارع.
هو شاب من مواليد داريا 1975، وكان يعمل في بيع قطع السيارات، ويساعد أهله في الزراعة، وأطلق عليه الأهالي لقب “نمر داريا” بسبب تقدمه المظاهرات ليحمي المتظاهرين من هجوم الشبيحة فيتلقى الضربات الأولى ريثما يهرب الجميع.
اعتقل للمرة الأولى في 16 حزيران 2011، لمدة شهرين أثناء وجوده في مظاهرة بمدينة ببيلا، ليخرج ويهتف للحرية مرة أخرى قبل أن يعتقل للمرة الثانية، في 28 أيلول 2011.
خرج طالب من المعتقل للمرة الثانية، وظن الأهالي أنه سيلتزم منزله لكنه عاد إلى ساحة المظاهرات مجددًا، قبل أن يعتقل مرة ثالثة، في 24 تشرين الأول 2011، لتكون الأخيرة، فهذه المرة عاد إلى أهله شهيدًا، بعد تعذيبه على أيدي شبيحة الأسد.
أهالي داريا تخليدًا لـ “نمرها”، أطلقوا اسمه على الدوار في مدخل المدينة، كما أطلقوا على الشارع الواصل إلى معضمية الشام، شارع الشهيد غياث مطر، وعلى ساحة شريدي اسم ساحة “الحرية”.
أعيد ذكر الدوار عندما ظهر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في صلاة عيد الأضحى، في مسجد سعد بن معاذ، المجاور له، ويبدو من خلال الصور التي نشرتها مواقع موالية للنظام تمثال باسل الأسد دون رأسه.
–