وسط زحمة القصف والصواريخ والقنابل العنقودية، يُجهّز أهالي دوما أنفسهم لاستقبال عيد الأضحى، بينما تُجهّز منظمات عدة على لتوزيع ملابس العيد على الأطفال، وتشرف أخرى على ذبح الأضاحي وتوزيعها على المحتاجين.
وللحديث عن التجهيزات زار مراسل عنب بلدي في الغوطة عددًا من الهيئات المعنية، ورصد التحضيرات التي بدأت قبل أسابيع واستمرت حتى اليوم، الأحد 11 أيلول.
ألبسة العيد للأطفال
يمر العيد منذ سنوات مختلفًا على أطفال الغوطة الشرقية، وتحاول المنظمات الإنسانية العاملة فيها التركيز عليهم في هذه الفترة، وخاصة على ذوي الاحتياجات الخاصة منهم، أو الذين سرقت الحرب أطرافهم.
أنس محمود، أحد الإداريين في منظمة “لمسة عافية”، قال لعنب بلدي إن المنظمة وزعت ألبسة على قرابة 250 طفلًا، جميعهم من مبتوري الأطراف، وبعضهم مصابون بالشلل النصفي والرباعي.
وأشار إلى أن عملية التحضير استمرت ثلاثة أسابيع اشترت المنظمة جزءًا من الألبسة من داخل الغوطة والآخر من خارجها.
“نعمل لرسم البسمة على وجه “المعوقين” من الأطفال، الذين لا يمكنهم الوصول إلى السوق وشراء ثياب العيد”، يضيف محمود، الذي افتتحت المؤسسة العامل فيها محلًا صغيرًا في مقرها ونقلت الأطفال إليه وسلّمتهم ألبسة ومبالغ رمزية وحلويات.
الحلويات كانت من صنع أولئك الأطفال، وأشرف كادر المنظمة على عملية التصنيع والتعبئة معهم، وفق محمود، وختم حديثه “يبقى الطفل المعوق داخل منزله ولكن من حقه أن يفرح على الأقل في العيد”.
أضاحي العيد هي الأوفر منذ سنوات
أكّد معظم أهالي الغوطة ممن التقتهم عنب بلدي أن كميات الأضاحي التي دخلت إلى الغوطة خلال هذا العيد، هي الأكبر طوال سنوات الحصار، بينما جهزت المنظمات المعنية الأضاحي لبدء ذبحها غدًا تمهيدًا لتوزيعها.
أمين الساعور، مدير الجمعية الخيرية في دوما، وهي الأشهر في دوما وتعمل منذ عام 1960، تحدث لعنب بلدي عن تحضيرات الجمعية وقال إنها أمنت عشرة آلاف حصة من اللحم (1.5 كيلوغرام مناصفة بين لحم العجل والخروف)، على أن يبدأ التوزيع صباح الغد.
وسيكون المحتاجون والأيتام و”المعوقون” في كافة مدن وبلدات الغوطة الشرقية، أولوية لدى الجمعية، وفق الساعور، الذي أوضح أن ذبح الأضاحي سيتم داخل مسلخها الخاص، مشيرًا إلى أن هذا العيد “سيشهد توزيع أكبر كمية من الأضاحي بالمقارنة مع الأعياد السابقة”.
ليست الجمعية الخيرية، و”لمسة عافية” الوحيدتان اللتان تجهزان للعيد، إذ تحاول المنظمات الإنسانية العاملة في الغوطة، صنع البسمة ورسم الضحكة على وجوه الأطفال والأهالي، بأبسط الإمكانيات، متناسين ألمًا يوميًا يعيشونه ويسرق من أرواح أقربائهم وذويهم العشرات.
هذا الألم تجلّى اليوم بتسعة صواريخ عنقودية وتسعة قذائف مدفعية رصدها عنب بلدي في طريق عودته، وحصدت أرواح ستة مدنيين، حتى ساعة إعداد التقرير.