لعل الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) سيكون ذو تأثير سلبي على السوريين، على امتداد عقود، إذ سيذكّر بكارثتين كان لهما التأثير المباشر على سوريا في غضون الأعوام الخمسة الأخيرة، فماذا حدث في مثل هذا اليوم؟
هجمات “سبتمبر”
صباح الثلاثاء 11 أيلول لعام 2001، شن 19 عنصرًا ينتمون إلى تنظيم “القاعدة” بقيادة أسامة بن لادن هجومًا هو الأكبر من نوعه على الولايات المتحدة الأمريكية منذ تأسيسها، بضرب برجي التجارة العالمية في نيويورك (منهاتن) ووزارة الدفاع (البنتاغون) بطائرات مدنية استطاعوا تغيير وجهتها.
نتج عن العملية مقتل حوالي ثلاثة آلاف أمريكي، وإصابة الآلاف الآخرين، ليكون يومًا أسودًا في تاريخ الولايات المتحدة، ويشرّع لقادتها قانون “محاربة الإرهاب”، فشنت واشنطن وحلفائها في تشرين الأول 2001 حربًا واسعة في أفغانستان، معقل تنظيم “القاعدة”، وكانت آنذاك تحت حكم حركة “طالبان”.
في العام 2003، شنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها حربًا على العراق، بعد بسط نفوذها على أفغانستان، للقضاء على نظام الرئيس العراقي الأسبق صدّام حسين، متذرعة بوجود أسلحة دمار شامل، وهو ما لم تثبته، فتحولت العراق منذ ذلك الوقت إلى بؤرة للتنظيمات المتشددة، ولا سيما الفرع العراقي من تنظيم “القاعدة”، والذي أنشأه أبو مصعب الزرقاوي بمسمى “دولة العراق الإسلامية”.
وعقب اندلاع الثورة ضد النظام السوري، في آذار 2011، دخل مقاتلون سوريون وعرب كانوا مع “القاعدة” إلى سوريا، وأسسوا “جبهة النصرة” كفصيل جهادي قوي محسوب على التنظيم الأم في أفغانستان، ثما ما لبثت “دولة العراق الإسلامية” أن وسعت عملياتها إلى سوريا، معلنة تأسيس تنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي كان ذريعة لدخول الأمريكيين والروس والإيرانيين والأتراك والتحالف الدولي ضمن دائرة الحرب السورية.
ولادة بشار الأسد
في الحادي عشر من أيلول لعام 1965، ولد رئيس النظام السوري بشار الأسد، والذي تولى السلطة خلفًا لوالده حافظ الأسد في حزيران لعام 2000.
درس الأسد الطب البشري، ولم يكن مؤهلًا لقيادة البلاد، باعتبار أن والده كان يعكف على تهيئة ابنه الأكبر باسل لمنصب الرئاسة، في أسلوب توريث للحكم كان يراقبه السوريين بصمت وخوف من القبضة الأمنية، إلا أن وفاة باسل في كانون الثاني 1994 جعلت بشار الخيار الوحيد للرئاسة.
عمل الأسد خلال العقد الأول لرئاسته على إدخال نفوذ الأقارب في الحكم، فكان ابن خالته رامي مخلوف يمثل الذراع الاقتصادية القوية للعائلة، وشقيقه ماهر شكّل الذراع العسكرية، في حين تولى صهره (زوج بشرى الأسد) الذراع الأمنية في سوريا.
كذلك عزز الأسد النفوذ الإيراني في سوريا، من الجانبين الديني الثقافي والاقتصادي، فانتشرت حركات التشييع للسوريين شمال وشرق سوريا، وبنيت مراكز ثقافية وحسينيات في مناطق ذات غالبية سنية، في توجه بدا أنه محاولة لإحداث تغيير في بنية المجتمع السوري.
في آذار 2011، خرج السوريون في مظاهرات طالبوا من خلالها بإسقاط النظام ورحيل الأسد عن السلطة، لتدخل البلاد في أتون حرب وصراعات وتداخلات إقليمية لم تشهدها المنطقة من ذي قبل، وقتل نحو 600 ألف سوري في الحرب المستمرة حتى الآن، إلا أن بشار الأسد لا زال في السلطة.