شهد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مجموعة قرارات، تعتبر تحوّلًا في السياسة الحاكمة للعبة، بعد رحيل رئيسه السابق جوزيف بلاتر، والذي يتّهم بضلوعه بقضايا فساد كبيرة.
وأعلن الاتحاد نهاية آب الماضي، أنه حدد الراتب السنوي لرئيسه السويسري، جياني إنفانتينو بمليون ونصف مليون فرنك سويسري (1.52 مليون دولار)، أي أقل بـ 25% من راتب سلفه جوزيف بلاتر.
وتواصلت اللجنة الفرعية للتعويضات مع رئيس الفيفا الجديد لاتفاق حول الراتب بالإضافة إلى امتيازات عينية.
وأوضح الاتحاد، في بيان له، أن هذه الامتيازات العينية تشمل سيارة ومسكنًا وظيفيًا وتعويضات بقيمة ألفي فرنك سويسري في الشهر، مؤكدًا أن هذا العقد دخل حيز التنفيذ منذ 27 شباط 2016.
ولتفادي الفلتان المالي السابق، أضاف البيان أن الفيفا لن تدفع أي مكافآت للرئيس في عام 2016، موضحًا أن سياسة التعويضات الحالية للفيفا غير كافية وتفتح الباب أمام اختلالات وسوء استخدام، وسيكون اعتبارًا من العام المقبل بإمكان إنفانتينو الاستفادة من المكافآت.
وأكد جياني إنفانتينو أن راتبه السنوي لن يتجاوز حاجز 2 مليون دولار، مقارنة بما كان يتقاضاه الرئيس السابق السويسري جوزيف بلاتر والذي تجاوز ثلاثة ملايين دولار.
وأشار أنه لم يوقع أي عقود مع الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى الآن منذ تسلمه رئاسة الفيفا في 26 شباط العام الجاري.
وكان بلاتر أوقف لمدة ثماني سنوات من قبل لجنة الأخلاق المستقلة التابعة للفيفا وخفضت إلى ست سنوات من قبل غرفة الاستئناف.
ويجري رئيس الفيفا الجديد العديد من التعديلات على مسابقات كرة القدم، وفيما يخصّ قوانين اللعبة.
تكنولوجيا مساعدة الحكم
وتمكنت الفيفا من اختبار تكنولوجيا مساعدة الحكم، عبر إعادة تشغيل مقطع الفيديو في مباراة فرنسا وإيطاليا مساء الخميس الماضي.
وصرح إنفانتينو أن المباراة الودية التي انتهت بفوز فرنسا شهدت حدثًا تاريخيًا يحسب لإدارة الفيفا الجديدة، موضحًا أن الحكم الهولندي بيون كيبرز أشار إلى مساعديه بمراجعة التسجيلات المصورة لاتخاذ قرار إزاء ادعاءات وجود لمسة يد داخل منطقة الجزاء من اللاعب الفرنسي كورزاوا، عندما حاول التصدي لرأسية دانييلي دي روسي، وظهرت اللقطة عندما أوقف الحكم اللعب لثوان، تأكد خلالها من الحكمين المساعدين من عدم وجود مخالفة.
وتعتبر التجربة التي أجريت في هذه المباراة أول اختبار دولي لتكنولوجيا مساعدة الحكم عبر الفيديو، والتي تتضمن إمكانية تلقي حكم الساحة رسائل من المساعدين.
ويسعى إيفانتينو لتطبيق هذه التكنولوجيا في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وستجري الفيفا المزيد من الاختبارات قبل اتخاذ القرار النهائي.
واعتبر العديد من المحللين الرياضيين أن هذه التقنية ستدفع في المستقبل الاتحاد الدولي للتخلي عن الحكام المساعدين وتقليص العنصر البشري، ولكن هذا لن يكون بحسب ما صرح رئيس الفيفا بقوله إن استبعاد الحكام المساعدين سيعتبر هدمًا للعبة وهذا لن يكون.
وأضاف أن “التكنولوجيا سيكون لها دورها في مساعدة الحكام على اتخاذ القرار الصحيح، وستساهم الفيفا بهذه التقنيات ببناء جسور الثقة بينها وبين المشجعين”، معتبرًا أن “هذه المرحلة صفحة جديدة بتاريخ الفيفا وكرة القدم”.
زيادة عدد الفرق المشاركة في كأس العالم
كما جدّد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم رغبته في زيادة عدد المنتخبات التي ستشارك في كأس العالم لكرة القدم لتصل إلى أربعين منتخبًا، بدلًا من اثنين وثلاثين في الوقت الحالي.
وقال في تصريحات لصحيفة بيلد الألمانية، إن زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال سيكسب البطولة أهمية أكثر، ويزيد من شعبية اللعبة وأعداد المشجعين في كل أنحاء العالم.
وأضاف أن كأس العالم أكثر من مجرد مسابقة، وأنه حدث اجتماعي يدعمه الجميع في أي بلد.
ويحسم الفيفا الموقف النهائي فيما يتعلق بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال بداية من نسخة 2026 في الاجتماع المقرر في تشرين الأول المقبل.
وشهدت النسخة الماضية من بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2016 في فرنسا) موجة من الاعتراضات والانتقادات عبر وسائل الإعلام، بعدما شهدت مشاركة 24 منتخبًا بدلًا من 16 كما جرت العادة في النسخ الماضية.
كما كشفت تقارير صحفية إسبانية أن الاتحاد الدولي يفكر في زيادة عدد الفريق المشاركة في كأس العالم للأندية في السنوات المقبلة، إذ قالت صحيفة “آس” الإسبانية إن الاقتراحات الحالية هي زيادة عدد الفرق المشاركة في كأس العالم للأندية من سبع فرق إلى 16 أو 32 فريقًا.